آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:14:15:25
النافع والضار ما بين أرشيف بلال وبيوت الفيد التجارية في عدن والجنوب
م. جمال باهرمز

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

(لو كانت ضمائرهم تخبرني /عن سفك الدماء في عدن/عن لون الموت والكفن/ لو كانت ضمائرهم تسمعني/ شوارعها مآذنها تئن /عن عزرائيل في أحيائها سكن/عن قوائم الشهداء المتزايدة / منها العقل جن/عن قلوب ايتامها وأراملها /الألم فيها عجن/عن تاريخها المغيب /عن طمس هوية / أعرق وأجمل المدن) 1-المجهود الشخصي الذي يؤثر على العامة سواء من أفراد أو مؤسسات.

يبقى في ذاكرة المجتمعات والتاريخ لا يرحل. فاذا كان نافعا شرف أهله وإن كان ضارا. وضع بصمة سوداء في جبين من قام به.2

-(كل الفضائل شرور إن لم يكن اساسها العدل) أهم مبدا للتعايش بين المخلوقات .

هناك بعض البيوت التجارية التي جاءت من الشمال إلى الجنوب  بداية الوحدة المغدور بها وكانت توظف الجنوبيين وتعتبرهم أبناء وطن واحد ولا تمييز ولكن هذه البيوت قليله جدا ولا تتمتع بعلاقات استراتيجية مع أصحاب النفوذ في صنعاء .

وبالمقابل هناك بعض البيوت التجارية كبيرة أمعنت في الظلم والتمييز والافقار لأبناء الجنوب: هذه البيوت وخاصه بعد حرب 1994م. ولنعطي أمثله في عدن  حين كان الموظف  عندما يصل إلى درجة رئيس قسم أو مدير دائرة يتم التخلص منه بحجة عدم الاحتياج لهذه الوظيفة أو لأي عذر آخر ويفاجئ بعد فترة أن هناك موظف جديد يشغل نفس الوظيفة والدرجة من المحافظات الشمالية وتعطى له امتيازات لم يكن يحصل عليها وهو من ساهم في بناء وتأسيس هذه المنشأة ,مثل تسهيل شراء بيت وسيارة بالتقسيط المريح ومن المكافأة والحوافز .

ومن لا يصدق يطلب من الجهة المسؤولة في مكتب العمل او المحافظة او الغرفة التجارية نشر إعلان بالمتظلمين وسيرى أعداد هائلة فضلت الصمت لعزة النفس .

مع العلم أن اللائحة تؤكد أن على صاحب المنشأة التجارية توظيف 75% من أبناء المديرية أو المحافظة و 25% تترك لصاحب المنشأة .ولكن الذي يحصل العكس والسبب قله من ضعفاء النفوس في المحافظة والغرفة التجارية الذين يسهلون لهذه البيوت التجارية ظلم أبناء الجنوب ليسيروا مصالحهم الشخصية على حساب أبناء الوطن وللبعض منهم ارتباطات وأجندة تخدم مخططات قوى النفوذ في صنعاء .

بل إن البيوت التجارية أصبحت تحكم وتعين مدراء ورؤساء في المرافق الحكومية وأصبح بعض المحافظين كالخاتم بأصابعهم وعدن خير مثال طوال سنين  الوحدة ولهذا لم نر أي محافظ أنصف عدن والنتيجة الكثير من شبابها في الشارع بلا وظائف في القطاع الخاص والذي أصبح لا يستوعب إلا أبناء المحافظات الشمالية لأهداف مناطقية وديموغرافية وسياسية وخاصة بعد حرب 1994م.

تماشيا مع مخططات عصابات صنعاء للتوطين في الجنوب. وهذه الأعمال لا تساعد على حل القضية الجنوبية بقدر ما تزيد الكراهية بين أبناء الجنوب الذين يشعرون بأن أبناء الشمال جاءوا وأخذوا وظائفهم وسعادتهم وأصبحوا يملكوا البيوت والسيارات والأرصدة على حسابهم وهذه حقيقة.

3- هذه البيوت التجارية وأعمالها التي تشبه القراصنة.

لا يرى المواطن في عدن منها غير البسط على الجبال وأكلها وتحويش المساحات الكبيرة من الأراضي والمتنفسات – احتكار الأسواق ومحاربة مبدأ التنافس لتصبح حكرا على مصنوعاتها ومستورداتها – طمس الهوية (عبر بناء مساجد ومدارس ومعاهد جديدة بعد هدم السابقة التي تحمل أسماء تاريخيه وأسلوب بناء مميز وأثري يرتبط بتاريخ المدينة.

وإقامة منشئات بطراز بناء رخيص وتسميات لا تمت لتاريخ المدينة بأي صله بدلا عنها.

ومسجد أبان ومدرسة البادري في عدن أكبر مثال مع العلم بأن نفس البيوت هذه توكل إليها نفس الأعمال في الشمال فلا تهدم ولا تدمر المنشأة الأثرية بل ترمم وتعيد تأهيلها وجامع الجند أكبر مثال).

 4- في الجانب الآخر ترى الوجه المشرق لأبناء عدن والجنوب حين تشاهد أحد أبناء عدن يستميت وبجهود ذاتيه للحفاظ على الإرث المدني والاجتماعي والثقافي والمعماري والتاريخي لوجه عدن خاصة والجنوب عامة من الطمس والتدمير المنظم الذي تحاول قوى النفوذ في صنعاء أن تمارسه ومن أمثله هؤلاء الشباب وديع علي أمان (صاحب موقع مركز تراث عدن).

والرائع بلال غلام حسين صاحب أكبر وأروع أرشيف لعدن في فترة 1839-1967م ..وبالذات فترة ازدهار عدن حينما كانت إحدى أجمل مدن الشرق وأرقاها ودرة أعماله كتابه الذي يعتبر مرجع للدارسين والباحثين (عدن –تاريخ وطن وحكاية إنسان ) .

5- من خلال المقارنة بين النموذجين ...نجد أن أبناء عدن خاصة والجنوب عامة يشعرون بالبغض والكراهية لهذه البيوت التجارية التي تطمس هويتهم وتنكل بهم باحتكار أسواقهم وتعاملهم معاملة البوس ...بينما نجد أبناء عدن والجنوب يكنون كل الحب لهذين الشابين الرائعين ...ويحيطوهم بكل نظرات التقدير والثناء والامتنان. 

(جنة الدنيا جميلة الخصال) عدن روحي ليس لها مثال /كيف اختفت ضحكتها الساحرة/كيف تحزن مدينة الجمال/تحاصرني العيون البائسة /وترميني بسهام الأسئلة /بسهام مسننة قاتلة /ويسمرني السؤال/وأنا لازلت مستمر/بالنظر على كل حال/أيضا صوب العيون اليائسة/ ويقهرني السؤال/الفؤاد مجروحا منكسر/لا وصل ولا وصال/والنار في القلب تستعر/والقهر يزيد الاشتعال/لازال يحطمني السؤال /كيف يشتهي وأدها/ويزيدها اذلال /جنة الدنيا جميلة الخصال /ماذا ألم بهذه القلوب الجائرة /كيف طغت هذه الايادي الفاجرة /كيف لعيونها الناعسة /يريدون القتال /يريدون لها واخواتها/ الوأد والطمس والاغتيال /لا تظنوا الأمر سهلا /سينفجر الشعب يوما /وتتحطم في يديها الأغلال .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص