آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:22:42:54
إذا مرض (الثور) وسم (البقرة)
عبدالرحمن نعمان

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ليست المرة الأولى التي تدخل فيها حكوماتنا في أزمة اقتصادية، فهي للمرة الألف، وفي كل مرة لا (يقع الفأس) إلا على رأس المواطن.. على الرغم من أن حكوماتنا لم تعمل، ولو مرة، لصالح المواطن، باستثناء الفترة السابقة لتاريخ 22 مايو 1990، حيث حظي المواطن بالكثير - وإن كثرت الاخطاء التي مورست في الجنوب، في ظل حكم الحزب الاشتراكي اليمني العملاق.

مؤخرا ظهرت أزمة.. حيث دخلت الحكومة في أزمة الوقود وانتشرت طوابير المعاناة في محطات البلاد بحثا عن البنزين والديزل، واستغل المهربون وتجار السوق السوداء هذه الأزمة لصالحهم!!

ولا يعتقد أحد أن الحكومة - الحالية او السابقة - لا تعرف الفاسدين وكبار المهربين مع صغارهم، وتعرف كل معلومة عنهم.. مع ذلك لم تجد مخرجا للأزمة - هذا اذا كانت هناك أزمة حقيقية فعلا - سوى اللجوء الى المواطن للتعاون معها وتقدير (العلاج المر)، الذي استخدمته الحكومة لـ (علاج) المرض، الذي تعاني منه الحكومة.

وبدلا من القضاء على أسباب المرض المتمثل بمحاسبة كل فاسد في مؤسسات الدولة، وإقالته، ومحاربة المهربين للنفط وسد كل منافذ التهريب بحرا، برا وجوا.. عمدت إلى أسهل الطرق التي سبق أن سلكتها الحكومات السابقة، لعلاج المرض وحل أزمة النفط ومشتقاته، بتوصية من صندوق (النكد) الدولي، برفع الدعم عن هذه المادة.. وهذا الإجراء يتحمل آثاره وآلامه (المواطن) وحده.. وقد سبق أن تم علاج الأزمات السابقة بهذا الإجراء (العلاج) لتدخل البلاد في منعطف جديد بإعلان (جرعة) جديدة تقع على كاهل الشعب.

ذكرني هذا بمثل شائع.. كنت أسمع به في قريتي ولربما أن (مخترع) الجرع قد سمع به فطبقه على الشعب فـ (إذا مرضت (الحكومة) جرعوا (الشعب).. ألا ينطبق هذا على المثل الشائع (إذا مرض (الثور) وسموا (البقرة)، وكأن (كي) البقرة سيؤدي الى علاج الثور من مرضه وهذا محال.. لأن المرض في الثور ويجب ان يوسم هو، لا أن توسم البقرة.

فهل الجرعة التي تقع على (الشعب) ستعالج المرض الذي تعاني منه الحكومة؟.. اذا تعالج الثور بكي البقرة ستتعالج الحكومة بـ (كي) الشعب.. يحدث ذلك لأن الجميع في قريتي يخافون رفسات ونطحات الثور، فلا يجدون سوى البقرة لكيها! وهكذا لا يصاب بألم الميسم سواها.. ومثلها لا يصاب بآلام كل (جرعة) سوى الشعب المغلوب على نفسه مثل البقرة.. اللهم أعن (بقرة) الحكومة!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل