آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
الجنوب ميدان الأبطال
جيهان ماجد

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

منذ أكثر من قرن ما زالت بلادنا العربية حقل تجارب تجريها كل مرة جهة واحدة بأيد مختلفة ومحرك واحد وهو الاستعمار وأدواته وأزلامه، وأصعب هذه التجارب تجارب التحارب والانقسام وامرها تجارب الوحدة تجارب جرت الويلات والخراب والخسائر على أمتنا فقتل الأخ أخاه ودمرت المجتمعات بعضها بعضا"من أجل وحدة تخدم مخططات غريبة عن تاريخنا ومبادئنا ولا تتمثل الا في صور مدرجة ضمن الصور الكاريكاتورية فقط.

إن هذه الوحدة لا نجدها إلا في كتب التاريخ المزورة للحقيقة وعلى لسان من تنكروا لمطالب شعوبهم فداسوا بقلب من حجر على طموحات شعوب ضامنة للحرية وارتكبوا في صفوف من ينفذون خطط الغرب الطامع في ثروات أرضنا وشعبنا ،أو في رؤوس بعض الاقزام المتطاولين على أحرار ومناضلين ينشدون العدل والمساواة مفضلين صعوبة الانقسام على مرارة الوحدة إن هذا الخيار لم يأت من هوى أو استئثارا"بمنصب ما ولكن محاولة من رجال شجعان استشعروا بنبض الشعب وتطلعه إلى العيش الكريم والحكم العادل والغد المشرق فحملوا مشعل ثورة ضد الظلم تحولت خيارا لفك الارتباط عن دولة غاصبة تستأثر بمقدرات الأرض دون توزيعها بالعدل على مكونات المجتمع، بل نشرت الرعب لإسكات صوت الحق وتمادت في القتل والتشريد فسقط الشهداء والجرحى ومنهم بعض قياديي هذه الثورة الذين كتبوا بأحرف من دم واباء احداث هذه المرحلة من تاريخ الجنوب العربي .

ولكل زمان دولة ورجال، دولة تزرع الأمن والأمان وتشيع الرخاء والازدهار ورجال يبنون العقول والنفوس ليصيروا قدوة الرجال ،أما في غياب الدولة القادرة وفي ظل دويلة الديمقراطية المزيفة،فيبرز رجال في كل ساح ليقودوا الاجيال ويغنوا المجتمعات.

إنه قدر رجال وجدوا أنفسهم في خضم معركة متواصلة في جنوبنا العربي في ظل دويلة ظالمة لعقود متتالية وقد تسلموا الراية من رجال سبقوهم في الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ليسلموها إلى رجال نذروا أنفسهم لاستكمال المسير وهم واثقون أن النهاية هي النصر أو الشهادة.

شرف لي يا اهل الجنوب العربي أن اتكلم عن علم من أعلامكم سليل بيت يتوارثون فيه البطولة ويقتاتون من العزة والكرامة،انه المجاهد الكبير المناضل " شلال علي شايع"الذي ترعرع في مدرسة والد مناضل دحر الاستعمار وهو اليوم يكمل المسيرة في وجه دولة ظالمه بعد أن استولت على المقدرات والثروات في البلاد تقوم بقتل الاطفال والنساء على نزعة فرعون وزبانية في قتل الاطفال لمنع مشيئة المولى ،لكن خسئوا هم وآلتهم الحديدية التي تواجهها الصدور العارية والقلوب الشجاعة وخاصة في الضالع حيث يسطر أهلها ملاحم ستتكلم عنها الاجيال القادمة بكل عز وافتخار، ونحن نشكر الله أننا نعيش عصرهم ونعرف حقهم ونناصرهم متيقنين أن غدهم مشرق بإذن الله،وعلى وقع ما يجري اليوم في الضالع فإن كل فرد فيه هو بطل شلال يجابه الظالمين المغتصبين ويضحي بالغالي والنفيس في سبيل كرامة وعزة الأوطان والإنسان .

لن تخضع الضالع ولن تستسلم للأسى والعناء مهما قصفت الديار ،سترحل اليوم او غدا، يا قاتل الأطفال في مخيم العزاء ،أيها الوباء الا تستحى عفوا" يا وجوه الحياء لقد انتزع منه الحياء.

إن نهاية المغرورين والغاصبين مزبلة التاريخ، وقدر الشعوب المناضلة الحرية والاستقلال وصفحات التاريخ البيضاء.

عاش شلال ورفاقه الثوار

عاش الضالع بأسوده الأبرار

عاش الجنوب بمدنه ومناراته الأحرار

* (كاتبة لبنانية)

 

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص