آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
الغائبون عن الوعي
عبدالقوي الأشول

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

رهان الرئيس المخلوع على عدم توحد الجنوبيين والتقليل من شأنهم لم يأتي من فراغ وهو الذي خبر الكثير من القيادات الجنوبية وتعاطي معها وفق ما لديهم من نقائض وفرط نرجسية ومحبة للذات اذا لم يجد صعوبة تذكر في تمزيقهم واستخدام الكثير منهم اوراقا يتم الاستغناء عنها متى ما انقضت المهمة حتى ان بعضهم عاش حياة الخنوع والاذلال امام الزعيم القائد الرمز وفق تعبيراتهم.

ومن المفارقات العجيبة ان نرى من قيادات الجنوب سواء التي نزحت قسرا الى الخارج او من بقى في الداخل لم يكن لهم يد في تحريك الشارع ومقاومة الظلم وسياسة الالغاء والاقصاء والنهب التي مورست من قبل ذالكم النظام ضد شعبنا.

مجيء تلك القيادات متأخرة معبرة عن دعمها لنضالنا السلمي التحرري لم يشكل نقل نوعية في مسار نضال شعبنا حتى اننا لوعدنا لتصريحات بعض هؤلاء نجدها مداهنة غير صريحة لا تسمي الاشياء بمسمياتها ومع ذلك ابدى شعبنا قبولا بهؤلاء الاباء والابناء ليستشعروا مسؤولياتهم وربما يكفروا عن ذنوبهم.

المؤسف ان تلك القيادات هي من مزق الساحة الجنوبية بما اظهرت من انقسامات وتباينات وها هي  الساحة الجنوبية المنهكة جراء سنوات من القهر والتضحيات وبطش الحاكم تجد نفسها امام قدرا من الاحباطات فكل فصيل يرمي الاخر بتهم شتى بحالة من الانفلات في الالسن لا تنم الا عن قدر من الضغائن والخواء الفكري وعدم الشعور بالمسؤولية عند هؤلاء الذي لا يمكن وصفهم بالزعماء لان من صفات الزعامة التوحيد وسعة الافق.

فرقنا المنقسمة على نفسها تبدو بدون اهداف واضحة لم تستوعب طبيعة مآساتها ومآساة الوطن الجريح الذي يأن تحت واقع البطش والمعاناة والالم جراء خذلان تلك الرموز المتكرر.

العائدين بقوة من سباتهم الشتوي الى حالة الامس بكل تفاصيلها بتكرار لا يتم الا عن العدمية والذاتية في سلوكهم..وضعوا شعبنا امام حالة من الحيرة والاسى في وقت تتداخل فيه جملة الضغوطات على الجنوب.. الا ان الفرقاء كعادتهم يقدمون خدمة مجانية للخصوم المراهنين على تصاعد حدة الخلافات واستمرارها.. ومع كل ما سلف نراهم ونسمعهم يقللون من حجم خطر تلك التداعيات والانقسامات معتبرينها حالة طبيعية.

هي ايها السادة الكرام ليست كذلك بل هي ضربة قاصمة للحراك وتفريط واضح بدماء وتضحيات الشهداء سيتم استغلالها من قبل كافة الاطراف الثورية لتزيد بذلك حدة الضغوطات والتآمرات الداخلية والاقليمية والدولية لاننا ببساطة كنا وما زلنا نراهن على وحدة الصف التي مازالت غائبة وبعد ان وضعتم شعبكم في قلب المأساة لازلتم تعتبرون انفسكم مخلصين وزعماء ..فعلى ماذا انتم مختلفون ومنقسمون وحدة الضغائن فيما بينكم؟

اذا كنتم تعلمون انكم لا تملكون حتى قائمة الاجتماعات وساحة التعبير عن الرأي على الارض.

الحالة ليست طبيعية بالمطلق الا اذا كنتم في حالة من غياب الوعي لا تمتلكون معها الا السير في طريق تيهكم الذي ليس له افق ولا نهاية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص