آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
أنين "عدن" مصدره فسادكم !
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الشعب يعي، ويستوعب ما دار، ويدور على أرض هذا الوطن الغالي، ولم تعد تنطلي عليه المغالطات والأكاذيب.. كلنا نعلم أن المجالس المحلية في المحافظات هي من تدير حركة التنمية في المحافظة، وهي المسؤولة المباشرة عن الخلل والتعثرات والإخفاقات والصراع الذي دار في الانتخابات حولها، ليس تنافسا وطنيا يصب في مصلحة المحافظة، وإنما بهدف إفراغ تلك المجالس من مهامها الأساسية وتسخيرها لخدمة الحزب والنافذين فيه!!

وما حدث في عدن لا يمكن تبرئة المجالس المحلية، والمحافظين الذين توالوا على محافظة عدن منه، فقد كانوا هم المسؤولون المباشرون عن حماية عدن، والمحافظة على بنيتها التحتية ومعالمها التاريخية ومشاريعها الاستراتيجية.. من أشرف على مشاريع خليجي عشرين، التي انهارت في لحظة؟ وبعضها كان صفقة فساد واضحة، هم من كان المسؤول عن صرف الأراضي بالكيلومترات لنافذين، وبعض الشخصيات في هذه المجالس كانوا سماسرة لذلك!!

البعض يقول لا داعي لفتح مثل تلك الملفات، الوطن لا يحتمل، أقول هذا الكلام جميل عندما يعترف الإنسان بأخطائه، ويصحح سلوكه ويكون صادقا في أطروحاته، ونقيم المرحلة تقييما صحيحا لنعالج القضايا معالجة صحيحة لتحدد لنا المتسبب بالدلائل لتبرئة أنفسهم، لكن عندما يتنكر المعنيون، بل يصل بهم الحد إلى قلب الحقائق وتغيير الصورة، وبث المغالطات.. علينا أن نذكرهم بأن عقولنا لا تزال تعمل، ولا نزال نستذكر ماضيهم القريب.

وبالقول الصريح.. لا يصنع مستقبل الأمم إلا أياديها، وترسم ملامحه ثقافة وسلوك المجتمع، لأن الثقافة المجتمعية هي المؤشر إلى جانب السياسة التعليمية لطبيعة وملامح المستقبل القادم، وما نزرعه بذورا نحصده غدا ثمارا.. علينا أن نعي أن سلوكنا اليوم هو حجر الأساس لمستقبلنا، فهل يا ترى ما يحدث من سلوك وتصرفات البعض على الساحة اليوم، وبالخصوص في عدن الحضارة، عدن المدنية، عدن الثقافة والفكر، عدن الرافضة تقييد العقل والنفس، الرافضة الظلم والظلام، عدن الخير لكل من سكنها وخدمها، عدن الجامعة لكل الأطياف الفكرية والسياسية والمذاهب العقائدية, تعايشوا وعاشوا فيها بسلام وأمان، عدن التي كانت محطة انطلاق ثورة الشباب الشعبية في ربوع اليمن بعد صبر لمعاناة وجروح سببها الفساد 20 عاما، فسدوا وأفسدوا كل شيء في عدن، حاربوا النزاهة وقتلوا الوطنية ودمروا عدن وبنيتها التحتية بأدواتهم الفاسدة التي تجردت من الضمير، فلم يعد يعاتب نفوسهم الأمارة بالسوء، فلنترك معاناتنا الشخصية لأنها ضريبة متوقعة لمواقفنا الثابتة التي كانت تزعجهم، رغم أن أثرها لا يزال عالقا في النفس، والبعض ممن نعرفهم لم يستطع تحملها فقضى نحبه، والبعض فقد عقله، كل هذا بأدوات كنا نعتقد أن عدن غيرتهم، وصنعت منهم أناسا فضلوا المال على عدن وأهلها، فافسدوا عدن لينعموا بالثراء!!

المزعج؛ أنهم لا يعترفون بأخطائهم، ولا يزالون يتربعون على سلطة عدن ويمارسون فسادهم، بل يطلبون أن نمد أيدينا لهم لنبارك فسادهم! هم يعرفون أنفسهم ونحن أيضا نعرفهم، تحملوا مسؤوليات في عدن وحالهم كحالنا، وفي لحظة زمن صاروا أثرياء، تركوا منازلهم المتواضعة التي حصلوا عليها كغيرهم من موظفي الدولة بتوزيع منصف وعادل؛ ليسكنوا قصورا عمروها بمال الفساد، تكالبوا على عدن ومؤسساتها وأراضيها، وبدلا من أن يخدموا عدن وأهلها باعوها أرضا ومتنفسات ليعبوا خزائنهم بالمال الحرام، باعوا مؤسساتها قطعة قطعة للاحتكار والإقطاع، الذي رفضته عدن قبل نصف قرن، استخدموا الوظيفة لأعوانهم وجعلوا الشرفاء كالنساء في بيوتهم!.. كيف بالله نمد لهم أيدينا؟ لا والله، سيطالهم القانون، وسيحاسبون اليوم أو غدا، لا حق لأحد أن يعفي عن حق عام، وظلم عام حدث لعدن!!

لا ترفعوا أصواتكم لأنكم فاسدون، قصوركم وثروتكم براهين، حتى وإن أوردتموها في جزيرة واق الواق، اليوم عليكم ان تصمتوا وتخجلوا، لقد "أدوشتمونا" فيما مضى بالوطنية الكاذبة، وأنتم لصوص وعصابات للمال العام والصالح العام.

يا أبناء عدن الشرفاء.. علينا أن نقوم بحصر كل فسادهم، كل شريف ونزيه في موقعه يرصد أعمالهم ونهبهم الثروة والأرض، كل الشرفاء في مصلحة الأراضي يفرزون اللصوص ممن أتمناهم ليديروا شؤون عدن؛ فنهبوا أراضيها لهم ولذويهم، ولنستعد لمحاكمتهم لما ارتكبوه بحق عدن وأبنائها التي خسرت ميناءها وملحقاته، ومؤسسات ومصانع الدولة، وجعلوا أبناءها عرضة للابتزاز والفقر والجوع والشتات، وهم عمروا قصورا وعمارات وفنادق وشركات وأموال في الداخل والخارج!!

وأخيرا يقولون سنحاكم كل من ينقب عن فسادنا، لم تعد تخيفنا تهديداتكم، فأنتم أضعف من الضعف نفسه؛ لأن اليوم لا مكان للفساد والفاسدين، ولا صوت يعلوا لهم، بل سيعلو صوت الشرف والنزاهة والعفة والوطنية.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل