آخر تحديث :الخميس 26 سبتمبر 2024 - الساعة:23:45:32
لا إفراط ولا تفريط
صلاح السقلدي

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

قالوا يجب علينا نحن أبناء الجنوب ان نلعب  سياسة  ذكية مع القوى السياسية بصنعاء وان لا نضع  بيضنا كله  في سلة واحدة. فالسياسة فهلوة  و(مزقاوة) وفن الممكن ,وأن ما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله. قلنا طيب حلو هذا الكلام, على السمع وطاعة, ولكن هل من السياسة والفهلوة والذكاء أيضا ان لا نضع بيضنا كله في سلة واحدة بعدن ونضعه كله في سلة واحدة صنعاء؟. فهل مطلوب من قيادات ونشطاء الثورة الجنوبية  ان يشدوا الرحال كلهم الى اصطبل الخيول في صنعاء حتى نقول عن انفسنا أمام العالم اننا بتوع سياسية ونعرف كيف نلعب بالحجرة والبيضة وكيف نحرج الجماعة المتعاصدين هناك؟.

  ثم ألا يكفي ان يكون الحزب الاشتراكي بما فيه من جنوبيين  كثر ضمن اللعبة  السياسية بصنعاء؟ ناهيك عن الجنوبيين الاصلاحيين هناك؟ أليس هؤلاء جنوبيون يقومون بهذه المهمة هناك؟ إلا إذا كان الأمر مرتبطا بعدم الثقة بحسن نوايا وإخلاص هؤلاء الحزبيين  الجنوبيين تجاه القضية الجنوبية وان ولائهم لأحزابهم يأتي مقدما على  أي ولاء وطني ,فأن كان الأمر على هذا النحو فالموضوع مختلف تماما. لكن سنظل نفترض عكس هذا الاعتقاد ونحسن الظن بهؤلاء - ونرفض المقولة التي تقول ان سوء الظن من حسن الفطن -واعتبارهم يمثلون الجنوب بالعمق الصنعاني ,والبقية  بالثورة الجنوبية افرادا ومكونات بالساحات والنشاطات الثورية الاخرى بالداخل والخارج يظلون يعملون على الضفة الجنوبية .

    السمسرة بقضية كبرى كالقضية الجنوبية وبحُجّـة الاعتدال والوسطية هي لعبة مكشوفة  ومفضوحة بعد كل التجارب المريرة التي شاهدناها منذ سنوات, فمثلما هو التطرف عمل قبيح ومقزز فالاعتدال المبالغ فيه الى حد الخنوع والإذلال يعد ايضا تطرفا اقبح وألعن. فلا سبيل غير ان يكون ليناً من غير ضعف وشدة من غير عنف , ولا إفراط ولا تفريط , فبين هذه المنزلتين يجب ان  يرتفع شعارنا فوق رؤوس الجميع.!

    فمن بعمل اليوم  من الجنوبيين  بصنعاء على إفراغ الثورة الجنوبية  من محتواها ومحاولة مسخ واضعاف وتشظية هذه الثورة التي تعاني بالأصل من إنهاك بفعل حماقات وغباء قادتها بالخارج والداخل ظناً منه ان ازاحة هذه الثورة من طريقه سيمهد له الطريق للبقاء اطول مدة بالحكم  بصنعاء  ويقدم هذا الثورة قربانا لإرضاء القوى التقليدية القوية  بصنعاء ,وانه سيزيح من دربه خصومه بالجنوب في حال ان رمت به الاقدار جنوبا مسقبلا, فهو قطعا واهمً ويحسبها غلط في غلط, لسبب بسيط وهو انه لم يستوِ على الكرسي غصبا عن القوى الشمالية  إلا بجنوبيته  في لحظة  اختلاف مؤقت طرى على  التحالف التاريخي لتلك القوى , وبالتالي فمجرد ان تقضي هذه القوى هدفها منه وبعد ان تزال الاسباب التي دفعت به الى ان يكون بديلا عنها, و بعد ان تكون قد تجاوزت ازمتها الطارئة وفي الوقت الذي تكون فيه القضية الجنوبية قد اضحت أثرا بعد عين سترمي به هذه القوى .. وهذه القوى بالفعل قد شرعت اليوم الى إعادة شتاتها ولملمة شملها من جديد تحت يافطة المصالحة  ولا تتحرج بالجهر بنواياها. والسعيد من اعتبر بغيره.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص