- عدن.. احتراق سيارة في التواهي
- حفل فني في عدن لإحياء الذكرى 57 لعيد الاستقلال المجيد
- الكثيري يضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول
- شبوة.. القبض على خلية حوثية في عتق بعد اشتباكات
- انفجار مقذوف حوثي يستهدف مدنيين في الضالع
- ارتفاع عدد النازحين داخل اليمن إلى 20 ألف شخص
- موظفو ميناء النشيمة في شبوة يُضربون عن العمل
- ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مع انطلاق التعاملات
- الرئيس الزُبيدي بذكرى نوفمبر: ماضون على درب شهدائنا الأبرار
- ارتفاع جديد في اسعار سمك الثمد اليوم السبت 30 نوفمبر
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
اعتاد اليمنيون على ربط مشاكلهم وتحولات الحياة في بلادهم بمواقف بعض الأفراد أو علاقتهم ببعضهم، وعلى مدى توافق هؤلاء الأفراد أو اختلافهم أو تصارعهم واقتتالهم تتوقف مسيرة الحياة في هذا البلد.
لست من المولعين بالتعليق كثيرا على تصريحات وأقاويل ومواقف بعض الأفراد المتصدرين للمشهد السياسي اليمني رغم أن هذه التصريحات والأقاويل والمواقف قد تترتب عليها الكثير من المعطيات السياسية في ساحة تمور بالتفاعلات والاستقطابات والمواجهات والتناقضات وأيضا التحالفات وتبادل المصالح السياسية والاقتصادية.
ومن هنا فإنني لن أعلق كثيرا على حكاية تعانق المختلفين في صلاة عيد الفطر المبارك في جامع السبعين وهو المشهد الذي استقطب الكثير من التعليقات والكتابات والمراهنات لكنني أتناول هنا مفهومين مختلفين للمصالحة التي هي بجد واحد من أهم شروط انتقال اليمن من واقع الحروب والنزاعات والتناحرات وإسالة الدماء وإزهاق الأرواح إلى واقع أكثر انشغالا بقضايا الوطن وهموم المواطن وأكثر انصرافا عن الماضي وآلامه ومآسيه والتفاتا إلى المستقبل.
لم تكن الثورة الشبابية السلمية التي شهدتها اليمن خلال العام 2011م نزاعا شخصيا بين فردين أو عائلتين أو قبيلتين أو حتى بين حزبين أو مجموعة أحزاب مثلما لم يكن الحراك السلمي الجنوبي وثورته السلمية التي انطلقت في العام 2007م كذلك، بل لقد شهدت اليمن شمالها وجنوبها ثورة شعبية حقيقية استهدفت إزالة الظلم والاستبداد والقمع والتنكيل والاستهتار بالنظام والقانون وبحيوات البشر وأرواحهم ودمائهم، وليس صدفة أن شعار إسقاط النظام، وهو الشعار الذي غطى جميع ثورات الربيع العربي، ليس صدفة أن يكون هو الطاغي في كل الفعاليات الميدانية التي شهدتها البلد وقدمت خلالها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ذلك أن الشعب اليمني في الشمال والجنوب قد أدرك بعفويته وببساطته وتلقائيته أن طبيعة النظام السياسي القائم لم تعد قادرة على السير بالبلد على الطريق المنشود للتنمية والحرية والكرامة الإنسانية، بل حتى غير قادرة على تحقيق الاستقرار ولو عند المستوى البائس الذي وصلت إليه اليمن في العام 2010م ومنعه من التدهور نحو المزيد من الإخفاقات والانهيارات المدمرة.
لم تكن الثورة على النظام تعني استبدال رئيس برئيس جديد، أو حكومة بحكومة جديدة بل كانت تهدف إلى تغيير أسلوب وطريقة قيادة البلد ومنهاج إدارة أزماتها وأسلوب توظيف مواردها الوافرة والحمد لله، لصالح خير الإنسان اليمني الذي ظل طوال عقود آخر من يفكر فيه الحكام وهو يتقاسمون الثروات وينهبون الموارد وينمون أرصدتهم وشركاتهم واستثماراتهم في الداخل والخارج.
وعودة إلى قضية المصالحة المنشودة فقد كان طي صفحات الصراعات الماضية وإرساء مبدأ التصالح بين المتنازعين في الماضي وإرساء شكل من أشكال العدالة يضمن إنصاف ضحايا الصراعات ويمنع تكرار مآسي العدوان والقمع والتنكيل، كان أحد شعارات الثورة الشبابية السلمية مثلما كان ديدن الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقه، وليس صدفة أن يحتفل الجنوبيون سنويا بذكرى مميزة أطلق عليها ذكرى التصالح والتسامح كبرهان على استعداد الأجيال الجديدة من السياسيين الجنوبيين لطي صفحات الصراع والتوجه إلى المستقبل القائم على احترام التنوع والاختلاف بما يخدم أهداف المستقبل، وربما كان مشروع المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية الذي تمخض عنه عمل إحدى فرق الحوار الوطني يمثل مقاربة معقولة لهدف المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية وهي القضية التي ووجهت بشراسة شديدة من قبل الغارقين في جرائم الصراعات السياسية والرافضين لإغلاق ملفات هذه الجرائم والإصرار على العيش على استجرار آثار تلك الصراعات واستثمارها في المستقبل من أجل التهرب من استحقاقات أي مصالحة حقيقية تضمن إنصاف الضحايا وتؤسس لعلاقات وطنية وسياسية جديدة خالية من الأحقاد والضغائن والثارات السياسية.
الحديث عن مصالحات بين مراكز القوى ورموزها لا يعني الشعب اليمني في شيء، لأن الشعب لم يثر من أجل أن ينتصر لطرف ضد طرف أخر ولا من أجل فوز مركز على مركز آخر من هذه المراكز التي ألحقت باليمن أبلغ الأضرار، بل إن أي مصالحات بين هؤلاء لا تمثل إلا عودة إلى الوضع الطبيعي وهو اصطفاف الذين أذاقوا الشعب اليمني أقسى المرارات على مدى ثلث قرن من الزمان، بينما يبقى الشعب الذي ذاق من هؤلاء أمر الكؤوس وضحى بخيرة أبنائه من أجل التخلص منهم يبقى خارج مصالحاتهم واختلافاتهم، أما بالنسبة للجنوب والجنوبيين فعندما يكون المتصالحون هم من دمروا الجنوب في العام 1994م واستمروا في نهب ثرواته وارضه وقتل أبنائه وتقاسم موارده والتنكيل بالوطنيين من أبنائه وملاحقة نشطائه السياسيين وتشريدهم، . . .عندما يكون المتصالحون هم من فعل كل هذا بالجنوب فإن الأمر بالنسبة للجنوب والجنوبيين سيان، أي إنه لا فرق عند أبناء الجنوب أن يختصم هؤلاء أو أن يتصالحوا طالما بقي الجنوب هو ساحة عبثهم والمورد الرئيس لمنهوباتهم، وكان يمكن أن ينظر الجنوب وأبنائه إلى أي من هؤلاء باحترام لو أنه أقر بما ارتكب من جنايات وأعاد ما نهب من خيرات وأموال وأراضي وثروات ومنشآت واكتفى بالمليارات التي حققها من استثماره لتلك المنهوبات، لكن أحدا من هؤلاء لم يمتلك فضيلة الإقرار بالخطيئة ويعتذر عن جرائمه في حق الشعب، ويفعل ما يؤكد أنه نادم عما فعل وأنه على استعداد للتعامل مع المواطنين، والضحايا على وجه الخصوص، كبشر لهم إدراكات وفهم ومشاعر وأحاسيس ولهم كرامة وآدمية تمكنهم من التمييز بين الحقيقة والزيف وبين الوطنية وادعاء الوطنية.
المصالحة الوطنية المطلوبة ليست بوس لحى أو رمي عمامات أو ذبح ثيران، المصالحة الوطنية المطلوبة هي تلك التي تقترن بالعدالة الانتقالية التي تتلخص في اجتثاث أسباب الصراعات، وردع الجناة وإيقافهم عند حدود ما ارتكبوا في الماضي، والأهم من هذا تحقيق الإنصاف للضحايا وجبر الضرر للمتضررين، وأخيرا انصراف كل المتورطين في جرائم الصراع السياسي ومغادرتهم للمشهد السياسي وترك الشعب اليمني يدير شئونه بخبرات أبنائه الشرفاء وبأجيال جديدة من السياسيين ممن لم تلوث أياديهم بدماء الضحايا ونهب الثروات والاستيلاء على حقوق الشعب.
برقيات:
* للرئيس عبد ربه منصور هادي: الأسير أحمد المرقشي ليست له مشكلة مع أحد، هو معتقل بتوجيهات من علي عبد الله صالح عندما رفض صاحب صحيفة الأيام دفع الإتاوة عن ثمن بيع الأرضية بصنعاء، لقد خرج علي عبد الله من قصر الرئاسة فمتى يخرج المرقشي من زنزانته؟؟
* أخيرا تجرأت حكومة الوفاق ورفعت الدعم عن المشتقات النفطية، ويتحجج المؤيدون لهذا الإجراء بأنه يوقف تهريب المشتقات النفطية المدعومة من قبل بعض المتنفذين، . . .لم يقل لنا هؤلاء من هم المهربون ولماذا لم يتم القبض على أحدهم؟ أما الرفاهية التي يعدوننا بها من خلال هذا الإجراء فهي لا تختلف عن ذلك الذي يجلدك ثم يقول لك: أنا افعل ما ينفعك ويوفر لها السكينة.
* يقول الشاعر العربي أحمد مطر:
قلت له : " كفاك يا شيطاني،
فإن ما لقيته كفاني،
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزانِ
فأطرق الشيطان ثم اندفعت
في صدره حرارة الإيمانِ"
وقبل أن يوحي لي قصيدتي
خطَّ على قريحتي
" أعوذ باللهِ من السلطانِ"