آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:00:16:25
لهم مونديالهم .. ولنا مونديالنا
جيهان ماجد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

"وامسحوا برؤوسكم وارجلكم" (بالكسر او بالفتح ) قانون منزل للوقوف بين يدي الله، كلما حان زمن المونديال يخطر ببالي هذا الجزء من الآية، وقد اختلفت الأمة في كيفية أدائه، وتبارت خلال قرون طويلة مباريات اتسمت بالروح العلمية مرة وبالروح الغريزية مرة أخرى، وجال في بالي اعداد ارواح زهقت في هذه المباريات في جولات وصولات عنف انحدرت الأمة فيه لدرك العصبية القاتلة مقابل سيرة عقول نيرة لشخصيات أعزت بالإسلام، واعتزت به خلال مباريات حوار منفتح كان الخلاف فيه رحمة فيما بيننا.

كلما قرأت هذا الجزء من الآية أحسست أن من وضع شروط لعبة كرة القدم استنبطتها منها، فمعالجة الكرة داخل الملعب تكون بالقدم والرأس والجسد بدون اليدين. ورغم اختلاف مدارس وتقنيات  اللعب  بين دولة واخرى خاصة ان الدول التي تدخل المونديال في اغلبيتها دول غير عربية او اسلامية، فهي تتوق الى النجاح في مهماتها بالاعتبار من نجاح تجربة مدرسة ما وعدم الوقوع في هفوات مدرسة اخرى ممعنة في التحضير وحسن التدريب والتأهيل للاعب ليطبق الشروط بروح رياضية بمستوى رفيع في الاداء بالقدم والرأس، وتشغيل العقل والغريزة معا وبالخضوع للحكم بثقة واحترام، هذا ما تحثنا عليه الآيات حسن التدريب والتطبيق بروح رياضية، وبعقل يقارع العقل بثقة واحترام وقلب يعاضد القلب بوفاء ومحبة.

كم نحن بحاجة الى هذه المناقب رغم اختلاف مدارسنا وفرقنا، فلتؤازر الفرق بعضها عند الملمات الصعبة ولنأخذ من كل مدرسة الحل المناسب للمرحلة الراهنة، وهي كثيرة وسهلة المنال إن أردنا "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

اقطار عربية عديدة دخلت مونديالا خاصا نظمته قوى عالمية عظمى منذ ما يقارب أربع سنوات، وبسبب ضعف التدريب والتجربة الكافيين لا تزال تتخبط فرقها بدون ان تدرك الفوز بلقب او نهاية للجولات، وهي باستعار دائم وتستعير اللاعبين المهيئين لألاعيب مريبة ان دعت الحاجة، او تلعب للكسر او للفتح فيما بينها، وجماهيرها تصفق للذي يفتك اكثر ويهتئك بضراوة، وهي مهزومة.. مضعضعة مخدرة.. محرومة من غد، وعدت به لا تأبه لأعداد من يسقط منها، حتى وان: "تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة".. فالأمة نائمة بارك الله في من يوقظها. اما في ساحات مونديالهم، فقد تقيد المنظمون بمضمون الآية مستلهمين منها ما ينفعهم، فكسروا الجهل وفتحوا لأنفسهم بابا نحو غد مشرق لجماهيرهم.

وبالعودة الى الجنوب العربي الذي يعيش منذ ما يزيد عن عشرين عاما ماس في ملعبه، فالكرة اليوم في ملعبك فهيا ادعو الى الفلاح وليستعد كل حسب مدرسته الى شوط  الكرة لإبعادها عن مرماك ولتسديد كرة ثاقبة في مرمى الفريق الاخر بدون اعتباره خصما بل لاعبا، كريما، محترما.

هيا ولنعتبر من أخطاء وقعنا فيها لتسير الى ولادة مجددة لفريق يلعب بقلب واحد، وتعاضد دائم وروح رياضية عالية، فلهم مونديالهم، ولك الضربة الاخيرة القاضية.. ولك الفوز.. ولك النصر.. بإذن الله.

* كاتبة لبنانية

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص