آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:20:19:25
الفيس بوك إعلام اجتماعي مزدوج !!
احمد محمود السلامي

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

تُعرف مواقع التواصل الاجتماعي عبر النت بالإعلام الاجتماعي الجديد الذي كان في البداية يشكل مجتمعا افتراضياً محدود المكان وأصبح الآن أداة إعلامية اجتماعية واسعة الانتشار لها إسهامها الفاعل في تغيير الحياة الاجتماعية والسياسية وكذا في تربية النشء الجديد وإكسابهم  سلوكيات صحيحة .. التحقت بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك قبل أربع سنوات ، كنت في البداية أطل (اتخاوص) على صفحات الأصدقاء واكتفي بالإعجاب فقط ، وبعد فترة وجيزة قدرت أن أعرف معظم أسرار هذه الخدمة العظيمة التي شغلتنا وشغلت حال الجميع في مختلف بلدان العالم فأصبح الناس يتساوون فيها لأفرق بين صغير أو كبير أو حاكم ومحكوم .

اكتشفت أن ما يميزك في الفيس بوك هو جهدك المبذول في نوعية منشوراتك وهويتها ومدى تفاعلك الإيجابي  مع ما ينشره المنتسبون لهذه الخدمة العجيبة والاحترام المتبادل مع الأصدقاء. الفيس بوك سيف ذو حدين ! إذا استخدمته بشكل جيد سيكون لك مفيد وممتع ومصدر سعادة وشهرة أيضاً ، أما إذا أسأت الاستخدام سيكون بالتأكيد وسيلة سلبية للغاية تسيء لك وتحطم سمعتك وتفضح مأربك التي لا أحد يعلم بها من قبل وستكون مضطر (كما فعل معي أحدهم) للذهاب إلى بيوت الذين كانوا أصدقاؤك  والتودد لهم من أجل أن يسامحوك على الإساءة التي سببتها لهم .. بل إن بعض أولئك الناس يقيم الولائم ويوزع الهدايا هنا وهناك من أجل كسب ود مجموعة من الغلابة والبسطاء ليقفوا معه عندما يهاجم زيد أو عمر حتى ينال شهرة مزيفة والقاب واهية  .. وإذا لم يفعلوا عايرهم باللقمة التي أكلوها في حضرته واتهمهم بانتهاء مفعول الطعام في بطونهم ، وهذا حدث فعلاً مع صديق عزيز علينا جداً وهو إنسان مثقف وملتزم  يحظى باحترام وتقدير الجميع . شريحة أخرى من الناس المتعلمين والمثقفين والأذكياء الذين تتراوح أعمارهم ما بين الأربعين والخمسين عام وجدوا في الفيس بوك ضالتهم ، فقد توفرت لهم الفرصة للتعريف بأنفسهم ونسج علاقات صداقة لا حصر لها علّها تفيدهم في تحقيق طموحاتهم وتقديم أنفسهم كبديل  ايجابي لقيادات الدولة وهم منتشرون بشكل كبير ومُخيف  .

 لا أخفي سراً إذا قلت إن الشباب وقلة من الكبار هم المستفيدين الحقيقيين من الفيس بوك ويستخدموه بشكل ايجابي .. فهم يستخدمونه للتواصل في تنمية المهارات والقدرات والتعريف بأنفسهم من خلال المنظمات المدنية الداخلية والخارجية واستطاعوا تحويل الأقوال والأفكار إلى مشاريع عمل جاهزة للتنفيـذ..  كان لمواقع التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في قيام الشباب بثورات الربيع العربي التي وأدتها الأحزاب في مهدها ، وكإعلام اجتماعي جديد سيكون له دور كبير أيضاً في  تغيير الحياة الاجتماعية والسياسية نحو الأفضل مستقبلاً  .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل