آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
لتتبوأ عدن موقعها العريق اقتصاديا
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

معظم دول العالم المتحضر تولي اهتمام أكبر للعواصم الاقتصادية من العواصم السياسية فتجد شهرتها عالميا تفوق شهرت العواصم السياسية وهذا الاهتمام يسهم في رفع مستوى اقتصاد البلد ويشجع الاستثمار فيه ويجذب الشركات و رؤوس الأموال العالمية لتتنافس في استثماراتها في البلد الذي يسهل لها عملها ويوفر البنية التحتية والخدمية المناسبة لاستثماراتها واليمن دائما استثناء سيئ في هذا المجال منذ إعلان عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية لم يتم تهيئتها لذلك وتفتقد لأبسط المشاريع الحيوية لتحسين خدماتها من كهرباء وماء واتصالات  وتوسعة شوارعها لتسهيل حركة المرور فيها وجعلها مدينة جاذبة للاستثمار من خلال سن قوانين خاصة تسهل فرص الاستثمار دون قيود روتينية إدارية مملة وقوانين وسلوكيات طاردة للاستثمار والمستثمرين .

عدن اليوم تعاني الكثير مما يجعلها مدينة طاردة للاستثمار والمستثمرين ميناؤها لازال تحت سيطرة نافذين ومجزئ إلى إقطاعيات محتكرة له ومعيقة لنشاطه ولم تعاد له سيادته وحريته كمصدر دخل قومي تديره هيئة مواني خليج عدن كمؤسسة حكومية خالصة مائة في المائة بكوادر مؤهلة ومهنية من أبناء البلد والمدينة عدن بعيدا عن السياسة والبحث عن شركات منافسة له لإدارته والتخريب المتعمد الذي لحق بكل مرفقاته الهامة التي تقدم الخدمات الضرورية للسفن كشركة أحواض السفن وشركة الملاحة وشركة تزويد السفن بالطاقة من بنزين وزيت ومشتقاتهما هل ممكن أن نستشعر نحن أبناء هذه المدينة الاقتصادية اهتمام الدولة برفدها بمشاريع تعيد لها مكانتها الدولية كميناء حر ومركز تجاري هام في المنطقة والعالم لينافس بقوة موانئ العالم ويستقبل السفن التي تتمنى أن يعود عدن لموقعة الاستراتيجي الهام وطبيعته الخصبة ليكون في مستوى رفيع وراقي ليقدم لها الخدمات ويربط الشرق بالغرب .

عدن منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تطور خدماتها التوليدية للكهرباء والماء الخدمة الضرورية للاستثمار بل تعاني محطاتها التوليدية للتدهور والتآكل والإعطاب المستمرة وما تم عبارة عن ترقيعات وإصلاحات أفاد الفاسدين ولم يفيد المدينة وها هي عدن كغيرها من المدن اليمنية تعيش معظم وقتها بالظلام ويفتقد معظم سكانها للمياه النقية الصالحة للشرب .

كذلك تعاني عدن من اختناق مروري مرعب ومعيق لحركة السيارات حتى المشروع الحيوي للخط البحري الذي يربط أحيائها الشمالية بالجنوبية غير مفيد ما دام نهايته عنق كالتكس الخانق لم تحض عدن بجسر معلق ونفق أرضي واحد في مصدر اختناق حركة المرور كدوار كالتكس أو الغزل والنسيج في الشيخ عثمان والمنصورة أو دوار البنوك في كريتر بينما الزائر لصنعاء يجد كل عام يشيد جسور وأنفاق لا حصر لها تفوق احتياجات المدينة يعكس الاهتمام المتزايد والملحوظ للعاصمة السياسية عن العاصمة الاقتصادية والتجارية المهملة هل هذا متعمد أم سو تخطيط أم عدم وجود رؤية مستقبلية سليمة للمجلس المحلي للمحافظة ولا توجد ضمن خططه المعدة لاستيعاب مشاريع استراتيجية لتهيئة المدنية كمركز تجاري واقتصادي المطلوب منها اليوم بذل كل ما بوسعها بوضع الخطط والإجراءات الكفيلة لتهيئة المدينة وتطويرها واستعادة مجدها كميناء حر ومركز تجاري واقتصادي في البلد وتنشط مشاريعها المتعثرة والتي أشرنا لها في بعض مقالاتنا دون أن نلمس اهتمام يذكر كمشروع إعادة سفلتت حي ريمي المنصورة  بلوكي 60 و 61 الذي لازال متعثر بعد أن تم جرف وقشط الطرقات القديمة  لإعادة سفلتتها ولها ستة أشهر أو أكثر منذ أن توقف العمل فيها حيث تركت خراب وأكوام وحجارة أعاقة حركة الساكنين وخربت سياراتهم  رغم متابعاتهم  التي لم تلق تجاوب من قبل مديرية المنصورة .

كنت في صنعاء و وجدت كثيرين يعتقدون أن الجنوب وعدن مركز اهتمام القيادة السياسية وأن كل القرارات المعلنة قد نفذت على الواقع وفي هذا الصدد نحن لا ننكر أن مخرجات الحوار قد أنصفت الجنوب وقضيته وجبر الضرر الذي لحق به من آثار وتداعيات حرب 1994م الظالمة ولا نكر أيضا اهتمام القيادة السياسية والسعي لتنفيذها على الواقع لكنها لازالت حبر على ورق وإجراءاتها تسير ببط شديد كجزء من الوضع العام للبلد ولازال ناهبي عدن جزء من قيادتها التي تشكل العائق الأول في تنفيذ هذه الإجراءات ولم تستعد عدن شيئا يذكر من مؤسساتها وبنيتها التحتية التي دمرها الفساد أي عدن تحتاج لمزيد من الاهتمام وجرع تنموية متتالية لتستعيد موقعها المتقدم بين الموانئ العالمية وهي مسؤولية الجميع وكل من يحب عدن واحتضنته ذات يوم وكانت مصدر خير للجميع فل تتكاثف الجهود من كل الأطياف السياسية والفكرية لنعيد لعدن تاريخها العريق في المنطقة والعالم لتكن مصدر خير ورزق للوطن.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل