آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
بالحوار السلمي تستعاد الحقوق المشروعة
علي الذرحاني

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الإعلام الحقيقي هو الذي يتحرى الصدق والأمانة ويبحث عن الحقيقة فينقلها ناصعة البياض دون زيادة أو نقصان ودون رتوش أو فبركة أو دبلجة ولا يعمل على تزييف الوعي أو تضليل الجماهير إذا أراد أن يحوز على ثقتهم به فيصد قوه ولا يرضوا عنه بديلا بل و سيجعلوه مصدرا ومرجعا مفضلا لديهم يستقوا من معينه كل أخبارهم وكل الأحداث والحقائق والتحقيقات أما إذا انحرف هذا الأعلام عن مسار رسالته الإنسانية السامية والرفيعة وانتهج أسلوب المخاتلة والمخادعة والكذب والتضليل والتزييف والتناقض والتحريش بين الناس بحيث يتحولوا إلى أعداء وتزداد بينهم الكراهية والعداوات والأحقاد لبعضهم البعض ويسخر ويستهزئ الأخ بأخيه فهل هذا إعلاما ملتزما ومسؤولا؟.. أم أنه إعلام الشيطان الذي يزرع الفتن بين الناس ويجعلهم يتقاتلون وبمناسبة الحديث عن الإعلام الملتزم والإعلام غير الملتزم فإن من بين القنوات الإعلامية قناة فضائية تعبر عن الظلم والجور والحيف الذي لحق بالناس في المحافظات الجنوبية والشرقية نتيجة أخطاء النظام السابق طوال عقدين من الزمن من عمر الوحدة الاندماجية التي تم التوقيع عليها في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية لكن الأمور لم تمض كما كان ينبغي لها أن تسير فحدثت الحرب المشؤومة في 94م، وعمقت الجراح بين أبناء الجنوب والشمال فكانت تلك الحرب بمثابة الشرخ في جدار تلك الوحدة الوليدة مما جعل الناس الوحدويين في الجنوب والشمال يكفرون بحاجة اسمها الوحدة مع أن هذه الوحدة بريئة من كل ما حدث وأن الذنب يعود كما أسلفنا على أخطاء النظام السابق في ظل تلك الوحدة.. إن مشكلة تلك القناة الإعلامية وتناقضها يظهر في رفعها شعار وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهذا من حقها في زمن حرية الرأي والرأي الآخر وفي زمن القنوات الإعلامية الفضائية الكثيرة والعديدة المتواجدة في فضاء حر مفتوح ولكن أين مشكلة هذه القناة وأين يكمن تناقضها؟

إنه يكمن في اعتقادها بأن عدم ذكرها كلمة "اليمن" عند الحديث على جنوب الوطن واستبداله بكلمة "الجنوب" الغير مذكورة في شعار الدولة السابقة في الجنوب سيجعل الناس في المحافظات اليمنية للجنوبي قد تنطلي هذه الحيلة على الجيل الجديد في الوقت الراهن لأنه لم يقرأ التاريخ ولا عاصر النضال والكفاح المسلح لطرد المستعمر الأجنبي لكنه لا يستطيع أن يغرر بشرائح كثيرة وكبيرة من أهل الجنوب لأنهم يعتقدون حق الاعتقاد بأنهم ليسوا جنس آخر مختلف عن اليمنيين في شمال الوطن ولا هم عرق من الأعراق المميزة كالأكراد أو الأمازيغ أو التشيك أو السلاف إن إلغاء طمس الهوية اليمنية عن الجنوبيين من قبل تلك القناة يجعلها تصدق بأن الناس سيصدقونها فهي واهمة في ذلك لأن لا أحد يستطيع أن يغطي على عين الشمس بغربال إن إرجاع الحقوق المشروعة واستعادة الدولة ليس بطمس هوية الجنوبيين اليمنية عبر التلفزيون بل بالدخول في الحوار الوطني الذي يشهده المجتمع الدولي والاقليمي والشاهد عليه أما التعلق بشعارات متناقضة ومتضاربة هدفها البلبلة والتحريض والتعبئة واشعال الفتنة فليس من النضال السلمي في شيء وستفقد هذه القناة مصداقية الناس بها ما دامت تعتمد على الفبركة والتضليل والدجل وهي تعلم بأن المناضلين القدامى في جنوب الوطن هم الذين وضعوا شعار جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولم تكن لديهم أزمة أو عقدة من انتمائهم لليمن وهم الذين كانوا حريصين على الوحدة اليمنية وكانوا يرددونها في شعاراتهم ، وهم الذين وحدوا المشيخات والسلطنات إن هذا الزمن هو زمن التوافق والتقارب والتكتلات الاقتصادية الكبرى في العالم في الوقت الذي يبحث فيه البعض عن التشرذم والانقسام والتقوقع والانطواء في زمن عولمة مفتوحة على العالم أجمع عولمة كسرت الحواجز  والحدود بين الدول والشعوب والأمم بل وكادت أن تحول العالم إلى قرية كونية مصغرة يلبس أهلها لباس موحد ويعيشون حياة وأسلوب ونمط شبه متجانس وكأنهم أعضاء أسرة كونية واحدة أما فكرة تقسيم اليمنيين إلى يمنيين وجنوب عربي فهي فكرة الاستعمار الإنجليزي لجنوب الوطن لأن الاستعمار القديم كان شعاره فرق تسد وارجعوا للتاريخ وللحقائق والوقائع إن كنتم لا تعلمون وهو الذي صنع فكرة عدن ومحمياتها أو اتحاد الجنوب العربي الذ استمر من 59 وحتى 1967م، ثم مات وأتت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص