- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
- سقطة مدوية للريال اليمني صباح اليوم الجمعة
- قناة سعودية : واشنطن بدأت تغيير نهجها تجاه الحوثيين في اليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- تقرير خاص بـ«الأمناء»: من يوقف عبث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالمال العام؟
- الرئيس الزُبيدي: تصنيف أستراليا للحوثي كجماعة إرهابية يدعم توحيد الموقف الدولي لردع هذه المليشيا
- الرئيس الزُبيدي: نعوَّل على دعم الأشقاء والأصدقاء لإخراج البلاد من أزمتها
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
" و إياك والإعجاب بنفسك, والثقة بما يعجبك منها, وحب الإطراء, فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين"..من كتاب الأمام علي بن أبي طالب إلى عامله على مصر الأشتر النخعي
من يعود بذاكرته إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وكيف كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي وكيف هي اليوم ؟ لابد وأن يجد نفسه أمام جملة من الاستفسارات والأسئلة المحيرة المتعلقة بتطور الأحداث السياسية وكيف سارت في هذه المنطقة من العالم.
بالطبع تطورت الأحداث في ظل وجود قطبين عالميين يتصارعان فيما بينهما خلال المرحلة التي أطلق عليها بالحرب الباردة وكل منهما يريد أن ينفرد بالهيمنة على العالم وقد امتدت فترة الحرب الباردة بداية بانتصار الثورة البلشفية عام 1917م وحتى انهيار هذه الثورة في بداية العقد الأخير من القرن الماضي أصبح بعدها القطب الرأسمالي وحده من يتحكم في جميع بلدان العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
عند نهاية المنتصف الأول من القرن العشرين أقام الغرب وبالتحديد الإمبراطورية البريطانية وعبر وعد بلفور رئيس وزرائها عام 1917م الكيان الصهيوني في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني الذي هجر من وطنه قسرا إلى مختلف بلدان العالم وبالذات البلدان العربية المجاورة لفلسطين. وقد احتلت فلسطين في وقت كانت جميع البلدان العربية تحت الاحتلال الاستعماري البريطاني, الفرنسي , الايطالي الذي جاء على ضوء معاهدة سايكس – بيكو البريطانية الفرنسية السرية عام 1916م.
كان لزرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي الأثر الكبير في تأجيج المشاعر القومية العربية رغم خضوعها وخضوع أنظمتها للاستعمار الأجنبي, وكان لنكبة 1948م الناتجة عن هزيمة الجيوش العربية الحافز المهم والقناعة لدى القيادات العسكرية ممن شاركت في تلك الحرب وفي طليعتهم جمال عبدالناصر بأن تحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق إلا بعد التخلص من الأنظمة العربية الفاسدة في الوطن العربي الخاضعة للاستعمار ذلك ما حدث في مصر والعراق وليبيا واليمن وفي العديد من بلدان المشرق والمغرب العربي. و لا يمكن أن ننسى دور الحركات والتنظيمات السياسية الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة القوميين العرب في بعث تلك المشاعر والنهضة العربية في مقاومة الاستعمار وأعوانه من حكام عرب وصهاينة في فلسطين. كان للإتحاد السوفييتي وبقية بلدان المنظومة الاشتراكية الداعم القوي لحركات التحرر الوطني العربية التي حلت محل تلك الأنظمة.
ونظراً للتخلف الاقتصادي والثقافي وانتشار الفقر والأمية وتدني الوعي الاجتماعي لدى شعوب هذه البلدان, ونظراً لاستمرار المؤامرات الغربية والصهيونية ضدها, وكذا طبيعة الأنظمة الاشتراكية ودكتاتورية الحزب الواحد الذي أنعكس بصورة مباشرة على الحكام والقيادات العسكرية في لوطن العربي التي تحولت مع مرور الوقت إلى أسوأ أنظمة دكتاتورية فاسدة وطاغية لم يشهد لها التاريخ العربي مثيلاً من قبل, تحولت كل مقدرات الأوطان إلى ملكية وإقطاعية خاصة بها وبعائلاتها والمقربين منها والتخلي عن كل تلك الشعارات في الحرية والوحدة والديمقراطية والاشتراكية ومن ثم توريث الحكم لأبنائهم من بعدهم وممارسة أبشع أساليب الظلم والقهر والقتل والتعذيب بحق شعوبهم ولكل من يعارض سياساتهم الإجرامية.
ونتيجة لكل ذلك كيف كانت نهاية هؤلاء الطغاة؟ لقد تمادوا في طغيانهم بحق الشعوب في الحرية والعدالة والأمن والاستقرار حتى بعد انهيار حليفهم الاستراتيجي وبهذه السياسات الطائشة وجنون العظمة فقد أعطوا المبرر للأعداء المتربصين في الداخل والخارج لذلك التدخل الذي كان السبب في اندلاع الحروب الأهلية وتدمير البنية التحتية وقتل مئات الالاف من المواطنين, وحدها دول الغرب والكيان الصهيوني من استفاد من ذلك الدمار في العراق وليبيا, وسوريا والسودان واليمن والجزائر والصومال إلخ.
من يتصور أن تصل الأوضاع في العراق وسوريا إلى ما هي عليه في الوقت الحاضر إنه لشيء محزن ومؤلم. جاء في كتاب الكاتبة الروائية المخضرمة أحلام مستغانمي " : إن الذي أبكاني هو مقال مطول لأحد علماء العراق يقيم حالياً في كندا بعد أن كان خلال عشر سنوات مسؤولا عن البرنامج النووي العراقي وما كان حزنه على ما آلت إليه القدرات النووية العراقية التي أنفق عليها العراق مليارات الدولارات وتلك الأبحاث التي أخذت أعواماً من عمر خيرة العلماء وأكثرهم نبوغاً. وألوف الكوادر العلمية و أضاف : قبل أن تطلق أمريكا قنابلها علينا, لقد أطلقت النار على رأس هذه الأمة في محاصرتها بيوت علمائها وانتهاكها حرمة حياتهم والتحقيق معهم كمجرمين دون مراعاة لمكانتهم العلمية. واختتمت مستغانمي قائلة وعلى لسان ذلك العالم بمذلة عالم أجبر على الاعتذار لعدوه عن عمر قضاه في البحث العلمي, خدمة لما ظنه مصلحة وطنية.
أما عن المبلغ التقاعدي الذي يتقاضاه شهرياً عالم عراقي اليوم فإني أشعر بالخجل وأحجب نفسي عن ذكره هنا ومن يريد التحقق من ذلك عليه الاطلاع على ما جاء في كتاب أحلام مستغانمي بعنوان " قلوبهم معنا وقنابلهم علينا " صفحة 38.
وهنا أتوجه إلى المالكي وبشار الأسد بهذا السؤال : أي مصير مجهول تبحرون بسفنكم إليه بعد كل الذي حدث للعراق وبلاد الشام من دمار وخراب؟
لقد انتصرت المؤامرة وانتصر الكيان الصهيوني وانتصر القادة الاسرائيليين في كل الحروب مع العرب وهزم الأقزام في العراق وسوريا وفي المقدمة هزمت جامعة ( أنطوني أيدن ) ( الجامعة اللاعربية ). بعد العام 1973م لم تواجه اسرائيل أي مواجهة مع أي من الكيانات العربية عدا توجيه صاروخ اسكود إلى إسرائيل من قبل النظام العراقي الذي كان يعيش الرمق الأخير من انهياره في العام 2003م. ونفس الشيء كرره بشار الأسد بتوجيه قذيفة مدفعية إلى الجولان المحتل والتي تسببت في قتل فتى عربي فردت اسرائيل باستهداف تسعة مواقع عسكرية في دمشق قتل على أثرها عشرة أفراد من الجيش السوري وتدمير العديد من الدبابات والآليات السورية.
الدم الاسرائيلي عند القادة الإسرائيليين غالي فانظروا إلى ما تقوم به اليوم بعد اختفاء ثلاثة من المستوطنين وفي المقابل انظروا إلى ما يرتكبه بشار والمالكي بحق الشعبين في سوريا والعراق.