آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:00:16:25
تصبحون على استنساخ !
جيهان ماجد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

ابتسم تاريخ العرب حتى يومنا هذا بالكثير من الحروب الداخلية والصفحات السود، رغم انتصارات مهمة أزهرت صفحات بيض نتشرف دائما" بسردها، والتكلم عنها كمجد لا ينقطع، ونتباهى به أمام العالم ناسبين الانتصارات لأنفسنا، والهزائم والنكبات نردها إلى خيانات طرأت علينا!!

أعزنا الله برسول نشر الإسلام فينا، تلاه خلفاء راشدون حددوا طريقة اختيار الحاكم، والسير على هدى وسنة أفضل الأنبياء، فقام في وجههم حاقدون طامعون من أنفسنا، أو من أعدائنا، فقتل عمر بن الخطاب وعثمان وعلي.. ولا يزال التاريخ يعيد نفسه؛ فيقتل كل من سار على خطى خلفاء راشدين أمام حكومات أو سلطات أو قوى خارجية تتربص دائما" بأمتنا، وتسعى لإشعال الفتن، ونحن متغاضون عن ذلك؛ نقوم بإلصاق التهم على بعضنا البعض، فنتذكر تاريخ أولئك الرجال العظماء بكل برودة، كأننا نتكلم عن تاريخ المكسيك، أو تاريخ انكلترا أو فرنسا، ونتفاخر ببطولات دويلات وسلطات قامت وتأسست على جثث أبطالها وحرمان شعوبها واغتصاب ثرواتهم ومقدراتهم، وطمس وتزوير تاريخهم، يساعدهم في ذلك رجال دين ودنيا!!

فليس صدفة أن يقتل عمر بن الخطاب، وهو يسعى لتثبيت دولة العدل، وليس صدفة أن يقتل علي بن أبي طالب عشية تأكيده السير على سنة أفضل الأنبياء، وليس مصادفة أن يقتل عمر بن عبدالعزيز وهو يدعو لإعادة نشر العدل في الدولة الإسلامية، إلى ما هنالك من سيرة رجال ساروا على هذا النهج، وكانت نتيجة جهادهم ضد دول الظلم والاستعباد الموت في سبيل الحق حتى عصرنا الحديث، حيث لم يكن صدفة قتل فيصل بن عبدالعزيز عشية دعوته إلى إشهار سلاح النفط ضد القوى العظمى!!

ففي كل مرة يقتل بطل شريف يسعى إلى إحقاق الحق؛ نستذكر قتل أحد عظمائنا وهم يبنون حجرا "إضافيا" في حكومة العدل، فكلما قتل بطل نزع حجر من هذا البنيان.

من هنا؛ كانت مؤازرتي لشعب الجنوب العربي المناضل، وقد شعرت بما يعانيه من ظلم وحرمان وتشريد وإفقار، وقتل الأوفياء والساعين إلى دولة عادلة.. مؤازرة فيها دعوة لهم لأن يستنسخوا أنفاسا وحركات وتوجهات رجال عظماء أغنوا تاريخنا، بل تاريخ العالم أجمع.. دعوة إلى استنساخ شجاعة عمر، وعلم علي، وعدالة عمر بن عبدالعزيز، ورجاحة فيصل.. عسى أن يعيدوا مجد خير أمة أخرجت للناس، وأن يبنوا دولة تعاين هموم كل أبنائها عملاً بهدي حديث شريف معناه أن الأرض وعدت برجل يملؤها عدلاً وقسطاً، بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.. اسمه اسمي، كنيته كنيتي.. عفواً .. كأنه استنساخ!!

لا.. توقفوا.. مهلاً.. فقد أفتى الكثر من رجال الدين بحرمة الاستنساخ.

لكن.. تصبحون على استنساخ!!

* كاتبة لبنانية

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص