- الضالع.. مقتل بائع متجول على يد موظف بمكتب اشغال دمت
- قوات الشرطة العسكرية الجنوبية تضبط عدد من الأسلحة غير المرخصة في مديرية المنصورة
- خبير اقتصادي يصف الحكومة بالفاشلة ويحذر من أزمة اقتصادية عميقة تهدد بوقف الدورة الاقتصادية تمامًا
- تحقيق يكشف تفاصيل جهاز "الأمن الوقائي" وأبرز قيادته وتركيبته وطبيعة تنظيمه
- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- برعاية المحرّمي وتمويل إماراتي.. تدشين 10 مشاريع في قطاع المياه بمديرية المحفد أبين
- المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
- مصدر حكومي: رئيس الوزراء يغادر الى السعودية للتشاور حول الدعم الاقتصادي
- وزير النقل يلتقي سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية
- وزير الخارجية يؤكد على اهمية دعم الحكومة وايجاد آلية عمل مشتركة لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
جروح الجسد من السهولة أن تندمل والطب كفيل في معالجتها وإن تركت أثارها لكنها تبقى ذكرى لواقعة في حياة الفرد لكن ما أسوء والعن من جروح النفس الإنسانية أو الأذى النفسي للفرد التي قد تسمم الذات والروح وتسبب شروخ من الصعوبة بمكان معالجتها بالتطبيب ينعكس هذا الأذى في السلوك والعلاقات الاجتماعية للإفراد داخل المجتمع والضرر الذاتي للمجموعة أفراد يسبب ضرر جماعي للمجتمع ويخلق تشوهات نفسية وسلوكية وثقافية تصور عندما يكون هذا الضرر قد أصاب شريحة كبيرة من مواطنين كانوا يعيشون حياة مستقرة متوفر لديهم سبل العيش الكريم يكدحون بشرف ونزاهة للحصول على لقمة عيش كريمة لهم ولأسرهم يربون أبناءهم ويعلمونهم ويعالجونهم كل ذلك متوفر وسهل المنال للجميع دون استثناء هناك نسبة من العدالة الاجتماعية المتوفرة تجعل الجميع يشعر بالرضا والاطمئنان والمواطنة المتساوية مع وجود فوارق اجتماعية بسيطة غير مؤثرة على طبقة دون أخرى والحياة لا تخلوا من المنغصات لكنه تضل ظواهر استثنائية وليست عموميات هكذا كنا نعيش في مدينتي عدن الحبيبة التي كانت مصدر خير لكل ساكنيها ومصدر استقرار لهم ولأسرهم فيها من المؤسسات والمصانع والمعامل والشركات التي توفر لساكنيها العمل الكريم ولقمة عيش شريفة وفيها من المدارس والمستشفيات والجامعة والخدمات العامة كالكهرباء والماء والسكن التي جعلت حياتهم سهلة ومريحة خالية من المنغصات .
وعندما تحقق حلمهم الأكبر في وحدة الأرض والإنسان كان أملهم وطموحهم بمزيد من الرخاء والاستقرار والسعادة لم يتوقعوا أن يكون هذا الحلم وفي سنواته الأولى أي بعد أن أعلنوا الطغاة حربهم على هذه المدينة وما يتبعها من أرض الجنوب اليمني حرب نزلت عليهم كالطامة الكبرى التي حرمتهم من كل سبل الحياة تلاشى كل شيء في لحظة زمن لعينة تكالب اللصوص والنهابين كبارا وصغار وانزلوا حقدهم الدفين على هذه المدينة وأهلها جردوها من مصانعها ومؤسساتها ومعاملها وفي لحظة زمن تحولوا معدومين مجروحين مهانين أذلاء وكان من انتصر في هذه الحرب ليست دولة بل مجموعة من العصابات والحاقدين والمجرمين لأن مسلسل النهب استمر على مدى عشرين عاما كل عام والمدينة تفقد شيء من خدماتها ومستشفياتها وبنيتها التحتية وزادت أطماعهم في نهب الأراضي والمتنفسات ورياض وملاعب الأطفال ابتاعوا واشتروا بها حتى أوصلوها لما هي عليه اليوم جعلت منهم أثرياء ورؤوس أموال بعضهم دخلوها حفاة ورعاة وإلى اليوم لا يكنون لها وأهلها أي احترام ولا يعترفون بأخطائهم في جلسات الحوار على مضض اعترفوا أن هناك ظلم واقروا جبر الضرر الذي تركوه على المدينة وأهلها وتوسلوا من دول الجوار قيمة هذا الجبر الذي لازال مجهول بينما كل سماسرة الأراضي ممن كانوا مسؤولين وخانوا أمانة المسؤولية معرفون بأسمائهم وصفاتهم والمؤسف أنهم لازالوا يتربعون على كراسي المسؤولية وما كسبوه من ثروات على حساب هذه المدينة وأهلها لو استعيدت يمكن أن تعيد بناء مؤسساتها ومصانعها وخدماتها ومن المؤسف لو تسلم أموال التعويض لهولا الفاسدين لتعيد الكرة في حرمان المستحقين من حقوقهم لأنهم قد تجردوا من كل القيم والمبادئ الإنسانية وإلا لخجلوا من أنفسهم واحترموها وتركوا مواقعهم لغيرهم ممن يستحقونها .
كم شعرت بالألم والحسرة على هذه المدينة التي لا وصف لها غير أنها مدينة منكوبة بعد أن التقيت بعض الناشطين والمتابعين لقضايا المتقاعدين من مدنيين وعسكريين ومسرحين ومن تقاعدوا قسرا وإجبار وهم في ريعان شبابهم وقدرتهم على العمل بمبالغ زهيدة لا تسد رمقهم ومن أحيلوا لما يسمى بصندوق العمالة الفائضة الذي تجاوزا عددهم عشرون ألف من العمال الذين نهبت مصانعهم ومؤسساتهم وبيعت ببخس الأثمان وتحت مبرر إعادة بعضها لملاكها وهي في وضع من التطور والنمو تفوق مستوى حالتها عند التأميم دون وضع ضمانات للعمالة بل تم تسريح معظم العمال ظلما وبهتان والدولة والنقابات التي تتبعها وقفت موقف سلبي من حقوق العمال مع العلم أن 36 مصنع ومعمل ومؤسسة كانت ناجحة بمستوى تفوق وترفد ميزانية الدولة بالعملة الصعبة وهي ذات تموين ذاتي من غير المصانع والمؤسسات المساهمة بشراكة القطاع الخاص والدولة والمؤلم أن مؤسسات ريادية وإرادية كالمملاح التي سلمت للمؤسسة الاقتصادية العسكرية مجهولة الهوية وهي في قمة إنتاجها وتصديرها للملح وتم تسريح عمالها عنوة وقبلها سلمت كل ممتلكات شركتي التجارة الداخلية والخارجية من أموال ومخازن ومعدات وأسطول لهذه المؤسسة دون ضمانات لعمالها الذين تخلت عنهم المؤسسة وكان مصيرهم الشارع كذلك مؤسسات الاصطياد وأساطيلها التي كانت تجوب البحار وتعود بالخير للمدينة والوطن أين ذهبت في مهب الرياح .
واليوم نجد المؤسسات الخدمية في عدن تنهار كالكهرباء والماء والخوف أن يكون مصيرها كسابقتها وعلينا أن نحافظ عليها قبل أن نطالب باستعادتها وميناءها لازال يقوم لوبي الفساد ولم يستعيد عافيته بعد . هل ممكن أن تصحوا ضمائر القائمين على عدن ونعيد بناء مؤسساتنا وخدماتنا لتعود عدن تلك المدينة الزاهية والمتألقة مدينة الخير والسعادة والحب للجميع كل هذا بحاجة لإرادة قوية وصلبة لنخلص عدن من الفساد والفاسدين ونعيد بناء هيئتها ومنظماتها المدنية كالنقابات والاتحادات المدافعة عن حقوق العمال والمواطنين والمرأة والشباب لتأخذ عدن دورها الريادي في كل ما هو جديد ومفيد للوطن والأمة.
التعويض لعدن هو بناء مؤسساتها ومصانعها ليعملوا فيها من حرموا من أرزاقهم أو أولادهم على شكل جمعيات تعاونية يديرها العمال أنفسهم خير من توزيع الأموال التي سيبتلعها الفاسدون ما لم تكن هناك مصداقية .
وأتمنى أن أرى عدن تلك المدينة التي احتضنتنا جميعا وسعدنا بسعادتها وتنعمنا بخيراتها ورعتنا بأمنها و أحببنها وأحبتنا وتمتعنا بجمالها ورونقها وتنزهنا بشواطئها وأكرمتنا بخيرها وتجرعنا منها الثقافة والسلوك المدني الحضاري عدن الخير للجميع وهي جوهرة بحاجة إلى عناية ورعاية .