آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:20:11:36
أطول حوار .. في أفقر بلد!
احمد محمود السلامي

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

عام 1973.. كان الحوار بين فصائل العمل الوطني الثلاث بعدن في أوجه، وقد طفا على السطح نتيجة لأهميته، وحساسية الموقف وقتذاك.. أتذكر المقابلة التلفزيونية التي أجراها تلفزيون "عدن" مع الرئيس سالم ربيع علي، بالذات كلماته عن الحوار، حيث وصفه بـ "أطول حوار في أصغر بلد "، وتحدث عن بعض المناكفات الصغيرة التي لا تخدم الحوار، وقال "إن المكتب السياسي استلم مذكرة من إحدى الفصائل تحتج على انعدام البصل في الأسواق (قالوا ماشي بصل في السوق)"، وأضاف "إن مثل هذه المسائل يجب أن لا تشكل أزمات تعيق مصلحة البلد".. وفعلاً نجح الحوار عندما ابتعدت القيادات عن صغائر الأمور، وعن الذات الأنانية، وتوحدت الفصائل في فبراير 1975!!

اليوم؛ نتذكر هذا، ونحن نقول للرئيس (هادي): الله يعينك، لو كان الموضوع موضوع "بصل" كان الأمر هينا، وسهلا، لكن الأمر أخطر مما نتصور!.. قصف أبراج الكهرباء، تفجير أنابيب النفط، عمليات إرهابية هنا وهناك، محاولات مستمرة من بقايا النظام والمتنفذين لتعطيل تنفيذ مخرجات الحوار، تطرف ديني وقبلي، اغتيالات، أزمات اقتصادية واجتماعية.. والقائمة طويلة جداً.. الله يرحم "بصل" (سالمين)، وفصائل العمل الوطني!!

كانوا فقراء لا يملكون شيئاً، لا قصورا ولا أرصدة، ولا قنوات فضائية ووسائل إعلامية متطورة، ولا مليشيات مسلحة بالأسلحة الثقيلة والصواريخ.. كانوا يملكون الإرادة السياسية، ويرفعون راية الوطن خفاقة عالية.

الرئيس (هادي)، الذي خرج من رحم تلك المدرسة.. مدرسة النضال والإصرار على النجاح، والتصدي لفلول الجهل والتخلف، أعلنها صراحة أكثر من مرة أنه لا تراجع عن المضي قدماً في تنفيذ مخرجات الحوار، وطلب من كل الخيرين والشرفاء الوقوف معه صفاً واحداً لإنجاح آخر الفرص للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.

عملية المخاض هذه عسيرة جداً، وتحتاج إلى تأني وصبر وحنكة لإتمامها، وأي تسرع أو تهاون، أو خطأ سيؤدي إلى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها.. وإنصافاً للرئيس (هادي)؛ فإنه يحرك أحجاره على رقعة الشطرنج اليمني بكل اقتدار وحنكة، ويدك قلاع وبيادق الخصم بمهارة عالية، وسيصل حتماً إلى الملك الخشبي المحصن؛ ليقول له بصوت عال: كش.. ماااااات!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل