آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:18:00:54
لا تحرير ولا نهضة من دون قيادة ورسالة
امجد يسلم صبيح

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

إن تحقيق أهداف الثورة التحررية وآمال الشعوب والتعاطي مع التركة الثقيلة والأوضاع المعقدة ومواجهة القوى الطامعة والمتآمرة (في بلاد محتلة من قبل نظام همجي متخلف لا يعرف إلا السرقة والنهب والقتل ))

مهمة ضخمة لن تنجزها المليونيات والاعتصامات لأن المليونيات والاعتصامات لتوجيه الرسائل لدول العالم فقط بأننا نطالب باستعادة دولتنا بل تحتاج إلى قوة عظيمة قوامها شعب معبأ حول مشروع وطني طموح وملتف حول قيادة وطنية متجردة قريبة من الناس حريصة عليهم وتشعر بآلامهم وحاجاتهم وغير مهووسة بالسلطة والمناصب والانتخابات، تقدر على تحريك الشارع واتخاذ القرارات الجريئة وتقدم المصلحة الوطنية في كل خياراتها وقراراتها.

ومثل هذه القيادة لا أعتقد أنها موجودة الآن لا في الجنوب ولا حتى في بعض الدول العربية لأن القيادة الآن أصبحت تنازع وشراء المناصب والولاءات الضيقة فقط لم نر إلى الآن قياديا حكيما سياسيا محنكا إلا ما رحم ربي وإن وجد وجد بخارج الجنوب غير متفرغ لتوعية الناس بالداخل " لأن ليس من مصلحته أن يتعرض لإطلاق النار وفي اعتقاده أن النار والاعتقال للجهلة فقط بعد أن اعتقل هو سابقا واختار الرحيل .

مثقفو وسياسيو ومفكرو الشعب غير متفرغين لحد الآن بأن يقودوا الشعب الثائر أقلها بأن يقودوه فكريا وتوعويا لم أر الكثير من المفكرين والمثقفين يقومون بعقد الندوات والمحاضرات الثورية التوعوية للشباب في الميادين ولماذا قال أحدهم لأن الميدان ليس لي أريد ان اعقد ندوتي في صالة مكيفة يحضرها الفلان الفلاني وتنقلها القناة الفلانية ولا يهمني كم ادفع . غرور.

إن الهدف المنشود الآن شامل ولابد أن يكون مستمرا مستديما ، ومفتاحه الفرد القيادي صاحب الرسالة الوطني الطموح الحريص على وطنه وشعبه حرصا يعلو فوق كل اعتبار أيديولوجي أو حزبي أو فئوي أو شخصي، ويدفعه لتسخير حياته من أجل وطنه وشعبه ومن أجل الشعب بالجنوب . ونجاح الثورة الجنوبية السلمية وبناء الدولة المنشودة وتحقيق النهضة يرتبط ارتباطا وثيقا بإحياء الفهم والتوعية الثورية وتحميل الناس رسالة حياة تصب في خدمة الوطن من أجل استنهاضهم وتوجيه طاقاتهم للنهوض بالثورة أولا ومن بعد النهوض بالوطن، هذا الفرد أو القيادي يجب ان يرسل رسائل تجنب الثورة الجنوبية من الانحراف نحو حرب البيانات وما سيلحق من كارثة بعد حرب البيانات والردود هذه .

وإلى الآن لم نجد هناك قيادة حكيمة تقود هذا الشعب العظيم نحو بر الأمان .شعب عظيم وقيادة محملة بعبء الماضي المظلم تتجاذب في ما ببينها   تفسر تصريح أعضائها وتحلل كلام التيارات الأخرى ونسى قادة ثورتنا أن هناك محتلا لعينا يجثم فوق أرضنا ... محتلا برع في نهج التفرقة بين الكل فرق بين الأخ وأخيه وبين مختلف المكونات عبر طرق مختلفة ..

الناظر إلينا من خارج حدودنا الجنوبية سيتساءل وحتما سيبادر بالسؤال هل لدى هذه الثورة وقادتها رسالة واضحة أو رؤية مستقبلية أقلها ولو للفترة الانتقالية .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص