آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
"جيوش جدتي" للإيجار!
عياش علي محمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

فكرت كثيراً كي أتخلص من جيوش جدتي، التي أهدتني اياها قبل وفاتها، فتريثت قليلا لعل لجيوش جدتي فائدة قصوى، خاصة وقد مضى على وجودها معي قرابة خمسين عاما، لم يعتلها الصدأ، ولم تتأثر بعوامل اخرى، فاحتفظت بها بعد ان مرت امامي أحداث كانت البطولة فيها للجيوش في مختلف دول العالم.

فقد هزت الجيوش أركان الدولة العظمى، عندما سددت سهامها الى رئيس اكبر دولة في العالم، وكذا وزيرة خارجيتها، ثم في قاعة البرلمانات كانت الجيوش تتصدر مواقف نواب الشعب وعندما تواجه الدول ازمات اقتصادية او اجتماعية، او ارتفاع معدلات التضخم والبطالة فتكون الجيوش هي الموجه الاساسي للأحداث، وهي التي تجعل المسؤول ينطق بالمسؤولية لأنه سيواجه اذا تخاذل عن اقرار شيء لصالح الشعب، وسيواجه بعقوبة القذف، ليس القذف الكلامي.. بل القذف بـ "الصرماية"!!

مجلس النواب اليمني، وهو يعيش احداث انقطاع الكهرباء، لم يقل شيئا يعدل من سياسة المؤسسة العامة للكهرباء، ولم يؤثر في كل الاحداث التي تطال امن واستقرار المجتمع اليمني.

لهذا؛ أنصح البرلمان باستعارة جيوش جدتي لعلها تحرك شيئا، وتدفع بالأمور نحو تحمل المسؤولية في استقرار الناس من عبث الايادي التي تلعب بحياتهم.. برلماننا الحبيب، رغم ان أعضاءه مسلحون بالجنابي، ولديهم حماة مسلحون يجوبون اروقة البرلمان، لكن مناقشة الامور الخاصة بحياة المواطنين تجرى بسلاسة بالغة، ولم يلمس احد منهم حتى رأس الجنبية كتهديد على فعل شيء ايجابي، او وقف شيء سلبي يراه صاحب الجنبية البرلماني انها تحتاج الى شدة وقوة وعنفوان لصالح المجتمع المنكوب!!

ومن اجل ان تسير الامور نحو الافضل وخاصة امور خدمات الكهرباء فالحاجة تتطلب استئجار جيوش جدتي التي ستجعل من يتعامل مع قوت الشعب وراحته باستهتار بالغ، يفكر مرتين قبل ان يتمادى في قطع الكهرباء عن الناس.. حيث تقول بعض الاحصائيات إن اكثر من 80% من مستخدمي الكهرباء يعيشون حالات مزرية، وأمراضا واكتئابا بسبب انقطاعات الكهرباء في شهر حزيران اللاهب للجسد والانفس، وحرارته التي تجاوزت 45 درجة والتي تصل الى درجة الفوران للماء.

اعتقد ان اكبر مشكلة تواجه البلاد هي مشكلة عدم وجود طاقة كهربائية كافية، لعدم وجود خطط تتماشى مع حجم السكان ونموهم السنوي.

وان الترقيعات الجارية، وترتيب مد خدمات الكهرباء للناس حسب التوقيت الزمني بمعدل انقطاع 12 ساعة عن كل يوم، لا تفيد الامر شيئا، وأن التقصير في اعمال الصيانة وتجديد الشبكات ادى الى هذه الحالة البائسة.. ولن تعالج امور النقص في الكهرباء الا اذا تم اعتماد الخطط الكفيلة بالتغلب على هذه المشكلة من خلال وجود طاقة بديلة تستغل فيها امواج البحر، والرياح والحرارة، وحتى من النفايات يمكن استخراج الطاقة.

واذا لم يتم التغلب على هذه المشكلة التي استمرت منذ اكثر من عشرين عاما.. فإن الحل الوحيد هو استخدام "الصرماية" من خلال استئجار جيوش جدتي.. وأعلنها صراحة عن نيتي تأجير "جيوش جدتي".. فهي للإيجار والتأديب والتشهير!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل