آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:20:19:25
تميز وإبداع التربية.. "طلفسة"!
نعمان الحكيم

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

فعلا.. تبدأ مشاريع الفاشلين بالبهرجة و"الزهنقة" و"الطلفسة".. وكنا في زمن ماضي ننتقد بعض مديري المدارس هنا في عدن، للجوئهم الى تغطية عجزهم وفشلهم بأمور بعيدة عن الحصة، والدرس المفيد.. وكان ذلك بالنسبة لهم نشاطاً مكملاً، لكنه كان على حساب النشاط الأساسي، وهو الدرس والعلم والتعليم.

واليوم.. ظهرت لنا قيادة وزارة التربية والتعليم (اليمنية) بصنعاء.. ظهرت بشيء من ذاك الموروث الأثير.. وربما هي عدوى انتقلت في زمن (الوحشة)، أو هي (الوحدة) التي جعلتنا نعيش كل واحد لوحده، بمعنى التوحد.. وهو العيش المريض لأناس مرضى، وهم بحاجة لعلاج ونقاهة، وتقبل ما يجرى لهم من برامج علاج!!

ولأن تعميم (الأحزن) كان بديلا لـ (الأحسن)، فقد صاغ (العباقرة) من أهل وادي عبقر، وهو (وادي المجانين).. صاغوا من بنات أفكارهم الملهمة حاجة اسمها (جائزة التميز والإبداع التربوي)، وكأنهم في (سويسرا)، أو بريطانيا، حيث العلم على أوجه في النجاحات المحققة.. وهذا كله بفضل من تغطية الواقع المؤلم، المقرف للتربية والتعليم، وانظروا إلى عدن بتاريخها العريق المتأصل بالعلم والمعرفة.. كيف صارت اليوم بعد هذا العبث بها لأكثر من عشرين سنة.. فلقد مات الإبداع وشبع موتاً، وصار الجهل سيد الموقف.. فكيف بمحافظات أخرى ومنها (أمانة العاصمة)، التي لا تزال ترزح تحت نيل التخلف والقهر، ليس ليس لأنها جبلت عليه، بل لأن من يحكمها على مر التاريخ هو سيد الجاهلين.. حتى ولو كان من العلم في مرتبة عالية!!

في الماضي القريب.. كان الإمام أحمد (رحمة الله عليه)، والرحمة تجوز حتى على (اليهودي).. كان يستقبل الوطنيين من الجنوب، ويهيئ لهم سبل المقاومة للإنجليز، ويدعمهم.. ليس حبا في وطنيتهم، او بحثهم عن الحرية والاستقلال، بل لكرهه الإنجليز.. وهذه بحد ذاتها حسنة للإمام سجلها له التاريخ.. رغم أنه عصف بالوطنيين وقتلهم، ومثل بهم، لأنهم ناوؤه وأرادوا التخلص منه.. هكذا هي المظاهر.. وهذه تشبه (جائزة الإبداع) التي نحن بصددها.. والمعذرة لأصحاب النوايا الطيبة، الذين قد يكونوا خدعوا (بوضع السم في الدسم.. أو العسل).

نحن الآن في محنة تعيشها التربية، ولا فكاك منها، والحال من سيء الى أسوأ .. فماذا ستقدم الجائزة هذه للجيل؟ وهل هي الوصفة السحرية، أم هي عصى موسى، أم عصا (صالح)؟.. كما اشار المناضل (محمد سالم باسندوة) لكي تصبح الجائزة منقذا لواقع التعليم البائس!!

الإبداع والتميز.. يافطة للمظهر.. وقد عرفنا أن أبناءنا من هذا النوع قد اشتروا (الفيز) بآلاف الريالات الى السعودية، ودول الخليج ليحصلوا على وظائف.. أما المنح لهؤلاء فهي لأبناء الكبار.. وأتحدى ان تجدوا ابن واحد كادح قد ابتعث الى أوروبا، او الغرب للدراسة.. أما أمريكا فهي من المحرمات، إلا للرجال أصحاب العيار الثقيل.. فمن أين سيأتي الإبداع والتميز، ونحن "نغشش" أبناءنا في امتحانات النقل؟.. أما الامتحانات العامة (تاسع ثانوي) فإنها بالسلاح تتم، وبالسلام تكتمل .. ثم بالتسليم (للزلط) وخلافه.. و(الحكمة يمانية)!!

العبوا غيرها يا "حمران العيون".. فلقد لعبت (البسة) على (العري)، وتعايش (الفئران والقطط) بدون أذية.. فهل هذا نوع من الإبداع؟!

أنا لا أسخر، بل أتألم من واقع المغالطات المذل.. فكلما جاء وزير بدأ من الصفر، مع احترامي لكل الوزراء المتعاقبين على التربية، لهذا نحن في حركة التخلف نسير، بعكس دول الجوار والآخرين الذين يكون كل وزرائهم مكملين لبعضهم، وكلما جاء وزير يبدأ من حيث انتهى سلفه.. هكذا نهضت شعوب كانت أدنى منا بالعلم والمثابرة، وبالصدق والوطنية، وليس بالكذب و"لهف" الفلوس عند (ميتي النفوس) ليس إلا!!

التربية بحاجة لغير ما أشرنا.. لإصلاح الواقع ورسم سياسة واضحة، ليس بحزبية او مصلحة، ثم لإزالة الشوائب المعيقة للمسار، ثم لكوادر مخلصة لا تبحث عن (قميص يوسف) الذي لطخوه بدم كاذب.. فهل نحن "قد" التحدي؟!

وألف رحمة على من مات من التربويين، وهم يبحثون عن علاوة أو تكريم لقاء سنين العمر، التي لم تحسب التربية لها حساباً.. و(الشاطر يضحك في الآخر)!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل