- تفاصيل انفجار هز مدينة لودر بأبين
- الخبير الاقتصادي د. عبدالجليل شايف يوجه نصيحة مهمة للحكومة والرئاسي لوقف انهيار العملة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- الشيخ لحمر بن لسود: الخطاب الإعلامي المعادي للجنوب يهدد الأمن ويخدم أجندات معادية
- الخدمة المدنية تعلن الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة عيد الاستقلال 30 نوفمبر
- عاجل : دوي انفجار عنيف يهز المنطقة الوسطى بأبين
- السفير قاسم عسكر يُهدي مكتبة "الأمناء" نسخة من كتابه "قصة حياة وتأريخ وطن"
- وزارة الاتصالات : دعم الإمارات يمثل دعامة أساسية لتنفيذ المشاريع النوعية في تحقيق التحول الرقمي
- حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع يعلنان عدم الإعتراف بمجلس القيادة الرئاسي
- الكشف عن قيام محور تعز بنهب مخطوطة ذهبية أثرية باللغة العبرية
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
إن من أعظم الصفات التي يتصف بها الشعب الجنوبي هي صفة الاستقلالية، والبعد عن التبعية، وتلك ميزة اكتسبها عبر السنين حتى أضحت وجاءً بينه وبين التبعية العمياء، والانقياد للأشخاص بالحق والباطل.. وهنا يجب أن نفرق جيدا بين أن تؤمن بأفكار شخص ما، وتؤيده لثباته ومبادئه، وبين أن تتبع إنسانا لشخصه سواء أخطأ أم أصاب، والأخيرة هي الطامة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يكن أحدكم إمّعة يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم".
فالتبعية المطلقة للأشخاص تكون دائما إما لمصلحة مادية دنيوية، وإما عن جهل وغباء ونقص في العقل، وقصور في الشخصية، وفي كلا الحالتين؛ فإن أولئك لا يرجى منهم نفعا لمجتمعهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فهم كالأنعام، بل هم أضل؛ لأنهم قوم لا يعقلون، فهم جمدوا عقولهم وأخضعوها لإرادة غيرهم فأصبحوا كالذيل يتبع صاحبه، وخاصة إن كان المتبوع صاحب هوى وناقص الفهم وساقط الهمة ومتتبع للضلال، فلا يقود أتباعه إلا إلى حفر المهالك ومواطن السوء؛ لأنه كالغراب، وقد قيل:
ومن يكن الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب
وهناك صنف من الناس يتبعون شخصا أو جماعة لإيمانهم بأنهم أصحاب حق، ويسيرون على الطريق القويم، وأولئك متنبهون لا يتبعون فردا لذاته، فاذا انحرف وزاغ عن الحق، وعن الهدف تُرك واستبعد من قبلهم، وأولئك هم العقلاء.
قبل غزو الجنوب واحتلاله صيف العام 1994؛ أدرك الغزاة أن الاجتياح العسكري لا يكفي للسيطرة على شعب الجنوب وحده، فلابد من آليات للإخضاع وزرع ثقافة التبعية، فكان أول الأشياء التي عمل المحتل جاهدا عليها تنصيب مشايخ وعقال حارات وشخصيات يؤيدها ويمدها بالأموال والسيارات والأسلحة، ويطلق يدها فوق الشرع والقانون ولا يتعامل إلا معها، محاولا إنتاج نظام اجتماعي شبيه بما هو موجود في تهامة أو الجعاشن وغيرها من مناطق اليمن الشمالي، ليحكم قبضته على البلاد والعباد عبر أولئك.. وقد وصل به الأمر إلى جعل مشايخ حتى لمدينة (عدن)، حاضرة الجزيرة العربية وأكثرها مدنية وتحضرا، معتقدا أن الجنوبيين سيقبلون بشريعة الغاب وحكم التبعية والعبيد والأسياد، وسينسون ما هم عليه من احتكام للقانون والمساواة أمامه وسيادة الدولة العادلة، حتى وإن كان في الظلم!!
جزء من استراتيجية خبيثة وبعيدة المدى، تهدف في شق آخر إلى إفقار الجنوبيين ونشر الفاقة والعوز، فيمدون أيديهم للآتين من الشمال أصحاب المليارات والسيارات والعمارات؛ ليصبح جل ما يتمناه الجنوبي وينتظره هو العثور على فرصة للعمل مع أولئك وإرضاؤهم والتسليم مع الزمن بأنهم فئة دونية، وأن أصحاب (الزنات) والجنابي فئة مفضلة موقعها السيادة ولها ما فوق الأرض وما تحتها، وما على الجنوبي إلا أن يتماشى مع هذا الوضع ويرسل أولاده للعمل خداما وعمالا لأولئك، ظانا أن الجنوب سيتحول بعد حين إلى تهامة أو جعاشن أو تعز أخرى، وأنه سيأتي يوم تدعو فيه الأم الجنوبية أن يرزق الله ابنها، أو زوجها بشمالي غني طيب يعمل عنده، وتلك جل أمنياتها!!
حتى في المعسكرات والإدارات؛ على الجنوبي أن يسلم بأن الشمالي هو سيده وقائده، مهما كانت وظيفته أو رتبته، كما عمل المحتل بكل قوته على طمس القيم والمزايا التي اكتسبها الجنوبي، فليس على ابن العاصمة (عدن) إلا ينتظر السائح الشمالي، الذي يركب أحدث الموديلات، ليبيعه الليم والفل!!
هكذا أرادوا، وذلك كيدهم الخبيث، لكن الله أبى، وشعب الجنوب وعى ورفض وقاوم ولا يزال يقاوم، مستعيدا عزته وكرامته وهويته ولو بجسام التضحيات، فقد أثبت شعب الجنوب أنه شعب لا يضام ولا يقهر، وليس قابلا للعبودية والتهميش، وها هو يسير بخطىً ثابتة نحو استعادة وطنه وحياته ووجوده من أيدي غزاة طامعين، وإلى أن يكتب الله لنا النصر .. سنقاوم ونضحي وإن النصر إن شاء الله لنا!!
ختاما؛ أقول ما أقوله دائماً: إن الأمر بيننا وبينهم أكبر وأعظم بكثير من ظلم نظام سابق أو حالي، وليس أبدا مسألة أراضٍي ووظائف وانتهاكات ورواتب، إنما المسالة كانت ولا تزال هي الغزو العسكري واحتلال الأرض بقوة السلاح، وفرض كل غريب وشائن على المجتمع الجنوبي، وأن حل أي مسألة أو مرض إنما يكمن بمعالجة الأسباب، وليس الأعراض.. اخرجوا عسكركم وجحافلكم وألويتكم ومليشياتكم من بلادنا، فلن تبقي إلى الأبد هكذا في أرضنا بالقوة، ولنعد شعبين في دولتين عربيتين مسلمتين متجاورتين .. وكفى الله المؤمنين شر القتال، أما دون ذلك؛ فأنتم واهمون، ولا تخدعون إلا أنفسكم!!
gonnnn9@gmail.com