- المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات.. مؤتمر دولي في عدن يدعو لتحمل المسؤولية التضامنية
- مصدر حكومي: رئيس الوزراء يغادر الى السعودية للتشاور حول الدعم الاقتصادي
- وزير النقل يلتقي سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية
- وزير الخارجية يؤكد على اهمية دعم الحكومة وايجاد آلية عمل مشتركة لضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر
- نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك
- تدشين الدراسة العلمية حول مخاطر السيول على عدن وسبل تخفيف حدتها
- دفع الحوثي لإطلاق عملية سياسية.. خيارات على طاولة مباحثات يمنية-أمريكية
- الكثيري يترأس اجتماعًا موسعًا لمناقشة الوضع العام مع نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية الجنوبية
- مسلحون يمنعون وصول إمدادات الوقود القادمة من مأرب إلى حضرموت
- السويد تعلن توقيف مساعداتها لليمن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
لو لاحظت معي أخي الكريم أن المشكلة قائمة منذ عام 94 أثناء غزو اليمنيين لأرض الجنوب وكان الحراك السلمي نجماً ساطعا وأكثر تعبيراً من خلال سلمية حراكها الشعبي بالجنوب منذ ست سنوات أي منذ بداية الحركة السلمية الجنوبية للحراك ولكن هذه الدول لم تهتم بما يجري بالجنوب، لماذا لم تهتم بما جرى أثناء الغزو اليمني ويجري اليوم بالجنوب على مدى ست سنوات من الحركة الشعبية السلمية الجنوبية؟ هل تعرفون لماذا؟ لأن في تلك الفترة لا يزال النظام اليمني قويا متماسكا، والرئيس صالح أكثر قبولاً لدى تلك الدول الغربية والخليجية، وبعد قيام ثورة توكل كرمان تغيرت الموازين ودخلت القوى التقليدية اليمنية ممثله بالقبائل والأحزاب لمساندة ثورة (توكل)، وهذه الدول الراعية للحوار اليوم أدركت اللعبة وقيمت الوضع بأن الرئيس صالح أصبح شخصية في رحم التاريخ وغير مقبول لدى الحركة الثورية اليمنية وحتى قبائله وأحزابه التي ترعرعت في أحضانه 33 سنة انتبهت للعبة والتحقت بهذا المد الثوري اليمني لتكون في الواجهة السياسية بديلة لنظام صالح، وللأسف أنها خدعت ثوار تعز وصنعاء وبتواطؤ توكل كرمان مع تلك القوى التقليدية لنظام المخلوع، واختطفت ثورتهم في غفلة من الزمن، وهنا يظهر جلياً للمتابع المحلي و الأجنبي المحايد ان الحوار القائم اليوم هو بين تلك القوى التقليدية التي عاشت في أحضان الرئيس المخلوع وبين بقايا نظامه من جهة وبين الدول الراعية لاتفاقية الرياض ومن خلال قراءاتي للحوار الحالي سنجده يقوم على عدد من المحاور، وهذه المحاور هي لعبة دولية خليجية متفق على حيثياتها الأطراف القبلية اليمنية التقليدية وأحزابها اليمنية وهي تتبلور في تشكيلة لجنة الحوار ومخرجاته ومن خلال المتابعة نجد أن تلك الأطراف هي بقايا النظام السابق ومعها الأحزاب التقليدية وبعض الشباب المنتميين للأحزاب التقليدية، أي بمعنى أن الأحزاب شريكة وأضافوا إلى قائمتهم بعض الأشخاص على اعتبار أنهم يمثلون الشباب ولكنها لعبة سياسية لتمرير الحوار باسم ثوار التغيير بكل من ساحات تعز وصنعاء، وهؤلاء الأفراد ينتمون لتلك الأحزاب وإشراكهم بالحوار باسم الثوار ليعطوا صبغة وطنية أن هؤلاء الأفراد يمثلون ثوار تعز وكما هو الحال مع الجنوبيين والحوثيين.
هناك تياران جنوبيان على الساحة الجنوبية، وهما تيار الاستقلال الناجز يقوده الرئيس البيض و زعيم الأمة الجنوبية واسطورتها التاريخية باعوم ورفيق دربه النوبة، وهذا التيار يمثل الأغلبية العظماء من أبناء الجنوب بنسبة تفوق 80%، والتيار الأخر تيار الفدرالية المزمنة، وهذا التيار يقوده حيدر العطاس ومحمد علي احمد، ويشكل نسبة 15% من الشارع الجنوبي، و5% يمثل المنتمين للنظام واحزابه بما فيهم الاشتراكي، ولكن يجب ان نتحدث بمصداقية بأن كلا التيارين الاستقلالي والفيدرالي متفقان على عودة دولة الجنوب السابقة، والاختلاف بينهما حول الطرق و الوسائل والأدوات للوصول إلى الغايات، ولكن التيار الذي يقود حيدر العطاس ومحمد علي احمد يتخوف من دخول الجنوب في حالة فوضى في حال القبول الجنوبيين بالاستقلال الناجز، وبالتالي قبول تيار العطاس وبن علي احمد بالفدرالية المزمنة هو لتأمين الأمن الداخلي وتشكيل قوات أمنية لحفظ الأمن في ظل الفدرالية المزمنة، وهذا هو الاختلاف بين التيارين ولكن كلاهما يتطلعان لنفس الأهداف.
أنا شخصياً أرى ان الفدرالية المزمنة اخطر بكثير من غيرها، لأن الفدرالية المزمنة ستعطي شرعية واضحة من الناحية السياسية لحرب وغزو الجنوب عام 94 وستلقي قرارات دولية أثناء الغزو اليمني للجنوب عام 94 في حال قبولنا بالفدرالية المزمنة، وستثبت شرعية الفتوى التي أحلت دماء الجنوبيين أثناء الحرب و أيضا ستلغي كافة التعويضات المادية والمعنوية التي ألحقتها الحرب اليمنية بالجنوب، وستلغي محاسبة القتلة وربما هذه الفدرالية تتمدد و تتجذر في إطار الدولة القائمة وتتحول من الفدرالية المزمنة إلى الفدرالية الراسخة، وبالتالي في حال أي استفتاء شعبي بعد الفدرالية المزمنة سوف تجبر الأخوان العطاس، و من معه بالقبول باستفتاء شعبي بما فيهم المستوطنون اليمنيون بعد عام 94 وربما خلال الفترة من 94 حتى انتهاء مرحلة الفدرالية المزمنة سوف يصيح سكان المستوطنين اليمنيين يشكل نصف سكان الجنوب، ولهذا في تقديري الشخصي أن الفدرالية لها محاسن قليلة ولها مساوئ كثيرة أكثر خطراً من محاسنها و هذا ما يجهله الأخوان العطاس وبن علي احمد من هذا المشروع الفدرالي.
أخيرا ما قل و دل على كلامي أنفا من السهل على أي قوة بالعالم شراء ذمم النخبة السياسة الجنوبية التي لا يزيد عدد أفرادها عن 5000 ألف فرد، ولكن من الصعب على أي قوة بالعالم أن تشتري خمسة مليون مواطن جنوبي، وهذا هو جوهر هجومي على تلك النخب السياسية التي من الممكن تصبح أسيرة لشهوات ذاتية، وهذا الكلام عام رغم إيماني المطلق والقوي بأن هناك نخبا سياسية جنوبية قليلة يصعب على العالم ان يشتريها، وان تبيع توجهاتها الوطنية بهذه الأسعار الرخيصة، ولكن هذا الكلام من باب التعميم، و ما نراه اليوم سواء باليمن او بغير اليمن نجد ان كثيرا من تلك النخب السياسية توظف إبداعاتها و نشاطها في خدمة الحكام العرب و حتى نجنب نخبنا السياسية الجنوبية هذا الطريق علينا ان نتحدث اليهم بشفافية وبصدق، و نقول لهم ان مشروعنا الجنوبي يختلف تماماً عن بقية مشاريع النخب العربية و مشروعنا يرتكز على ثلاثة مقومات، وهي مشروع التصالح والتسامح، وهذا المقوم هو اللبنة الأساسية لنجاح بقية المقومات الاخرى، وهذا المشروع لم ولن يكون موجود في بقية الدول العربية و المشروع الثاني يستقيم على نجاح المشروع الأول و هو مشروع الهوية الجنوبية المغيبة منذ خمسين عام و المشروع الثالث هو مشروع الدولة القادمة وهذا المشروع الثالث لا يمكن له يستقيم الا بنجاح المشروعين الأول و الثاني. هذه الرسالة وجهتها للزعيم باعوم قبل سنوات لعل حكماء الجنوب يدركون محتواها .