- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
كل الذين استمعوا إلى ما دار في جلسة مجلس النواب اليمني التي استجوب فيها الحكومة اليمنية مطلع الأسبوع الماضي يمكنه أن يجلس وبطمأنينة كاملة ليقول لنفسه: أخيرا ستذهب هذه الحكومة الفاشلة التي أذاقت اليمنيين الأمرين بسبب طبيعتها المشروخة والقائمة على المحاصصة الحزبية والسياسية، لكن الحقيقة أن الذي دار داخل جلسة البرلمان (الذي انتهت ولايته قبل خمس سنوات) ليس نقدا للحكومة ولا استعراضا لأخطائها وتقصيراتها وما أكثرها، ولا تصويرا لمعاناة الشعب اليمني من فشل وفساد الحكومة وما أقساها ولا بحثا عن حلول فعلية لمشكلات اليمن المتكاثرة.
كان النواب يستعرضون قدراتهم الخطابية بمستوى عال من الإتقان ويلعنون الحكومة التي يتقاسمون وزاراتها وكأنهم لا يعرفون كيف أتت ولا من الذي منحها الثقة، كانوا يلعنون وزارات الأحزاب الأخرى ويشيدون بوزراء أحزابهم، وخرجت الحكومة والبرلمان متعادلان بالنقاط فلا المنتقدين يرغبون في إقالة الحكومة ولا الوزراء لديهم أي إحساس بالذنب طالما مصاريفهم وامتيازاتهم وسفرياتهم ما تزال تصرف لهم، أما الشعب فليذهب إلى الجحيم، وليقل النواب ما يقولون فالوزراء واثقون أن نواب كهؤلاء لا يمتلكون الثقة ولا القدرة ولا الجرأة على سحب الثقة من الحكومة لأنها حكومتهم ,يتقاسمون وزاراتها كما يتقاسمون المال العام الذين ينهبونه من خزائن الدولة مكافأة لهم على ثرثرتهم الفارغة التي لم تمنع قط منكرا ولم تردع قط ظالما ولم تنصف مظلوما.
في الجلسة االبرلمانية تحدث رئيس كتلة علي عبد الله صالح متباكيا على الوطن الذي تتهدده الأزمات وتتناوشه المخاطر، ونجح في استثمار مساوئ ومفاسد الحكومة الراهنة ليظهر لنا الحكومات السابقة التي يجني اليوم اليمنيون ثمرات جرائمها على إنها كانت من الأنبياء المطهرين وليسوا من هم عمم الفساد ونشر الجرائم وصنع الحروب ومارس نهب الثروات وحول تجارة الممنوعات إلى أكثر أنواع التجارة ازدهارا.
ظهر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب علي عبد الله صالح مفلسفا أسباب الفشل ومقدما ذرائع الانهيار مطالبا بالحلول والمعالجات التي فشل في تقديمها طوال عقود متواصلة لكنه كان يثق في حقيقة واحدة وهي أن الحكومة التي ينتقدها هي أكثر فشلا من حكومات حزبه حتى وإن كان يملك نصف هذه الحكومة التي ينتقدها، ومع كل الاستعراض اللغوي (المملوء بالأخطاء كعادة معظم أعضاء البرلمان) اختتم رئيس كتلة علي عبد الله صالح حديثه بتصوير إقالة الحكومة على أنها مأزق كبير لا يمكن الوصول إليه لتنتهي الجلسة بترقيعة توافقية على طريقة "كل واحد يصلح سيارته" و"يا دار ما دخلك شر".
أثبت البرلمان اليمني الذي تجاوز عمره بالضعف أن لا علاقة له بالشعب ومعاناته وإن ما يفعله الأعضاء ليس سوى استعراضات دعائية في محاولة لتقديم أنفسهم وكأنهم ينتمون إلى الشعب وهم لا ينتمون إلا إلى الخزينة التي تمنحهم المصاريف والمنح والعلاوات ليزايدوا بها على الشعب المغلوب على أمره وينصرفوا بعد ذلك كل إلى تنفيذ أجندة حزبه.