آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:01:03:05
المثالية وواقعية الواقع
رفقي قاسم

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

قرأت ورأيت كثيراً من التحليلات المحلية والإقليمية والعالمية عن واقع المجتمعات المختلفة، ومنه واقعية المجتمعات العربية، ولا شك نحن منها وفيها.. وللأسف معظم الكتاب والمحللين بل والاكاديميين لا يكونون منطقيين بهذه التحليلات، وتخرج تحليلاتهم عن الواقعية الى المثالية, وإن حاولوا جاهدين ان يكونوا كما يرومون, في بداية البحث يضعون نظرية ما يريدون من واقع سيكتبون عنه، فإذا بهم فجاءة يكونون (ايتوبيين) اكثر من الخالق رب العباد، لأنه هو سبحانه وجلا شأنه الوحيد القادر ان يأتي بمجتمع مثالي، وكما يسمونه بالمجتمع (الايتوبي) لو اراد وبمشيئته!!

لست بعالم اجتماع، ولا باحث في هذا العلم، ولكن من وهبه الله عقلا ولبا وهداه النجدين عليه ان يرى بأم عينيه ويتفحص ثم يسطر ما رآه بشفافية بسيطة ليفهمها القاصي والداني, كما فهموا وحدانية الله، ونحن ولا هم شافوه ولا رأوه ولكن بما وهبنا رأيناه بأفئدتنا، وبالقلوب التي بالصدور.

وحتى نكون واقعيين ولا نقع بنفس الاخطاء الذي وقع فيها الاخرون نضرب امثالا بسيطة لتحاكي الواقع، ولكي نرى الفرق بين الاثنين اللذين بالعنوان, اكتب اولا ما نقوله ونردده هذه الايام ونحن اكيدين أننا نريد فك ارتباط، ولكن الفهم يختلف من شخص الي شخص ومن فئة الي اخرى, الشخص او الفئة الاولى يريدون فك الارتباط من واقع سياسي مزري ادخلونا فيه وأساءوا الى حلمنا الجميل، وهي التي الآن بكل الطرق تسعى لنتجاوز ورطتنا بذلك، ونفتك بالمعنى السياسي والجغرافي ,, والفئة الثانية للأسف يرون مثل ما راءنا نحن بالفك بس بزيادة وهي الفك الاجتماعي وهم للأسف قلة ولكن يدوشونا بنظرة ليس لها مثيل، وهل هذا يستدعينا لنقول إن ما يسوس هذه الفئة هم من ورطونا او من يريدوننا ان نحارب ونتعارك مع بعضنا؟ ممكن والأمثلة على ذلك كثيرة ورخص بعض البشر غريب الي درجة بنصف حبة قات يعمل ما يريده الآخرون حتى لو ادى ذلك الى القتل.

هذا المثال الاول والمثال الآخر هو مخرجات الحوار، وان نسميه نحن (خوار) مع عدم واقعية المخرجات، ولكن قالوا ليتواكب مع المجتمع اليمني اذا جاز لنا ان نسميه مجتمع وهو في الواقع خليط من المجتمعات البشرية والحيوانية، وبالعموم هو كما علمونا وقالوا مجتمع عرطة ومخضرية, وحتى مع خبراء العالم الذين جاءوا ليعايشوا واقعا لا يعرفون شيئا عنه ولا بالأحلام، ولكن هذا ما يشتهيه أصحاب العصا والجزرة ولم ينل اصابع نائلة ولا قميص سيدنا عثمان رضوان الله عليهم.

لذا أحبتي جميعا من كان معي او من يختلف، وبمناسبة ذكرى فك الارتباط، يجب ان نكون واقعيين بما نطرح من افكار، ووجب علينا ان نعي أننا لسنا وحدنا بل معانا آخرين منا ومن الإقليم, وإن كانت تحليلاتهم لواقع ما هم يرومون ويسعون، ولسنا ما نحن نروم، علينا ان نرى ونحلل كيف نسحب البساط ونجعل الواقع شيئا ملموسا، وان كان مثاليا كما يقولون وواقعيا.. والله الموفق والمعين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص