آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:15:01:51
عادل مبروك ..ابن الراحل الغالي
نعمان الحكيم

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

شاءت الاقدار ان اشهد مراحل حزن متفاوتة.. ولله في خلقه شؤون.. فبعضهم يحيا وكأنه ميت وبعضهم يكاد يموت من شظف العيش وبؤس الحياة، لكنه يعيش كالطود الشامخ.. ومن هؤلاء من عشنا معهم احلى سنين العمر..

كنا زملاء في (كلية التربية العليا) هكذا كان اسمها في السبعينات من القرن الماضي كنا مجموعة زملاء متجانسين .. لكن اغلبنا كان عاملا ، موظفا في مرافق الدولة.. عشنا اربع سنوات جميلة جمعت بين عديد من الزملاء من هم في امن الدولة او التلفزيون او الخارجية او الثقافة وريف الضالع ويافع وشبوة وعدن .. كان عددنا 36 شابا وشيخا و300 فتاة ودرسنا الفلسفة وعلم الاجتماع وعديد تخصصات وتخرجنا وكل واحد منا عاد الى موقع عمله.

من زملاء الكلية الان الزملاء محمد بن محمد الحبيشي والاديب والشاعر والدبلوماسي والمحافظ عبده سيف نعمان ضابط امن دولة وحسن بن حسن الدقم ضابط شرطة وعبدالجبار مصطفى صحفي وعوض باحكيم صحفي وعادل مبروك اعلامي وانا وبعض هؤلاء كان في قسم اخر وعادل مبروك منهم.

كنا نلتقي بساحة الكلية وجمعت بيننا مواقف كثيرة لعل الاخ عادل سالم مبروك كان الانشط والجميل فينا دمت الخلق حسن الاطلاع يحظى باحترام الجميع وهل نسينا ما كان يقوم به من ايقاظ عقولنا وتنشيط الذاكرة.. فقد شكل عادل مبروك والحبيشي وباحكيم ثلاثي امتع الطلاب في الكلية ادبا وشعرا واحاديث لا تخلو من النكتة والنصيحة والمقالب المحببة.

واتذكر هؤلاء الزملاء الذين قد توفاهم الله ما عدا اثنين هما عبده سيف وعبدالجبار مصطفى اطال الله بعمرهما فقد ذهب الاحبة.. واحدا تلو الاخر.. وبقينا نحن نسترجع الماضي بمآثره وذاكرته الجميلة ولعل في ذلك ارادة آلهية لكي نقدم من خلالها شذرات من ذكريات زمن درسنا فيه، ورحل معظم رجالاته.. ولم يبق الا ثلاثة او اقل.

والحديث هنا عن اخر الراحلين زميل الدراسة الجميل عادل مبروك الذي توفى قبل ايام ولم نعلم بذلك الا من خلال مهاتفة مع المهندس محمد غانم رئيس قناة عدن الفضائية وكنت قد التقيت باخي عادل يوم تم تكريم التلفزيون لكوادره ومثقفين ساهموا فيه في قاعة (عدن مول) التقيت عادل مبروك بعد سنين طويلة من الفراق، ربما هي عام التخرج 1984م، كان اللقاء حارا والعناق طال وطال.. ورأى الناس كيف كانت الدموع تذرف لحرارة اللقاء غير المرتقب.

عادل سالم مبروك رجل محبوب بشوش منذ صغره حتى وفاته كنت اهاتفه وهو مدير لاذاعة لحج، وكان يعدني باللقاء ولكن مشاغله والبعد النسبي بيننا كان يحول دون اللقاء لكن كان صوته يصلني دائما ونتذكر ايام رحلات الكلية الى لحج وابين للاطلاع على منجزات الثورة والحزب والجماهير.. التي ما زالت ماثلة للعيان.

مات عادل مبروك في لحظة صمت ولم ينعه الا الاوفياء.. وصار هذا الزمن زمن الجحود.. بل هو زمن يعيش الجاحدون وليس للزمن ذنب في ذلك.. ولكننا هنا نترحم على اخينا وحبيبنا عادل وندعو له بالرحمة والمغفرة.. ولاسرته ندعو بالصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص