آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:10:56:13
رسالة إلى النخب الجنوبية
عبدالله الاصنج

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

تتوالى الأيام وتجر معها ذكرى المناسبات الأليمة والمحطات الكارثية التي قاسى منها الجنوبيون ويخرج شعبنا في الجنوب المغلوب على أمره الى الساحات متشحاً برداء العزيمة والإرادة الحرة يقاوم بها سوءات الماضي الغائرة جروحها في جسده و مآلات مسلسل التآمر الكابح لتطلعاته والعابث بمقدراته.

لم يعد هناك مناصاً لأبناء الجنوب من إجراء مراجعه فاحصه لحقائق التاريخ وواقع السياسة واستحضار مشاهد التميز الحاضر في شريط ذاكرته الوطنية عقوداً ليستلهم منها إجابات شافيه على أسئلته الحائرة.

لقد حان الوقت لتفنيد منطقي و واع لمعطيات الواقع وارتباط ودور الأخرين (المحلي والاقليمي والدولي) فيه، واحتياجاته في سلوكه على هذا النحو أو ذاك، واضعين في الاعتبار مقولة (للغير شأنه في التصرف .. المهم كيف نتصرف نحن!!)

و اليوم لم يعد مفهوماً انصياع بعض الجنوبيين لهلوسة رموز سياسية شاخت ولم تعد تعمل بحواسها الطبيعية الكاملة تستخدم أسلوب الهمس و الإشارة بأصابع اليد تشير حين التفاهم مع عامة الناس البسطاء تدفع بهم الى مهاوي المجهول بغير هدى.

و هكذا يتكرر مشوار احتراباتها الدائمة إبان حقبة حكمها و سلطاتها الانفرادية المطلقة، لقد أظهرت النخبة الجنوبية بالداخل خلال الفترة القصيرة الماضية تميزاً نسبياً في إقرار ضرورات التعامل مع مناحي قضيتنا العادلة، وجسدت هذه النخبة قدره كافية للجم تباينات المواقف من الحوار في صنعاء، وحصرت اختلافها في إطار الوسائل والأدوات فقط مؤكدة بذات الوقت وبالمجمل على وحدة الموقف من الغايات، إلا من شذ عن ذلك بدوافع مشبوهة اسقطته جبراً و وضعته في خانة التعساء. و مهما كانت نتائج الحوار ومواقفنا منه ابتداءاً بقبول المشاركة فيه وانتهاءاً بتفهم مخرجاته.

فإن صفحته قد طويت أو تراجع ضجيجها على الأقل إعلامياً وتعبوياً وانحصر كلياً في مسئوليات القائمين عليه لترجمة مضامينه إلى واقع جديد وإقناع الآخر (غير الجنوبي) بقبوله قبل أن يمتد الجهد الأكبر لإقناعنا.

و للتاريخ نشير إلى تميز النخبة الجنوبية في سلوكها بمستوى من النضج الذي يؤسس شعاراً جديداً يتبلور تباعاً "أن لاخوف على مصير الجنوب وإرادته"، ولن يستطيع الخصوم جرنا الى مربع داخلي من الاختصام والاحتراب المدمر الذي ابتلينا به في الماضي، على الرغم من سعيهم الدؤوب لذلك.

و تقع على النخب الجنوبية بالداخل اليوم مسئوليه أخرى أكبر في وضع خارطة طريق للنفاذ الى المستقبل، يتم رسمها و صياغتها بعد سلسلة من اللقاءات والتشاور التي سوف يشارك فيها الجميع من العقلاء وأصحاب الرأي في عموم مناطق الجنوب، و يتم بدء تشاور لا يستثني أحداً و يشارك فيه من رفض الحوار ومن ذهب اليه ومن امتنع عنه لاحقاً، بعيداً عن هواة الخصومات والشقاق و النفاق و الكيد التي لم تستطع تحرير نفسها بالتعافي منه حتى يومنا. و يقع على منتدى الأيام برواده الأفاضل من نخب الجنوب دوراً كبيراً في أخذ زمام المبادرة والسعي لاستعادة الدور التاريخي للمنتدى كمنبر جنوبي جامع ومعبر عن ضمير الجنوب كما كان حاله في حياة الفقيد هشام باشراحيل، ليمتد نشاطه قائداً للتشاور في عموم المنتديات في كافة أرجاء الجنوب.

و للنخبة الجنوبية في عدن أقول، انتم أمام مسئوليه غاية في الأهمية لا يمكنكم التراجع عنها. لقد قدر لكم أبناء هذه المدينة الفاضلة قيادة المشروع المدني منذ عقود وتحملتم في سبيل ذلك تبعات قاسيه تنكيلاً و اقصاءاً وجحوداً، ولكنه قدركم لا تستطيعون منه فكاكاً، وأعلم أنكم أقدر على ذلك. وفقكم الله جميعاً.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص