آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:01:36:08
مليونية على ضفاف المكلا
عبدالقوي الأشول

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

بعد ان نشرو الجهل والفوضى والارهاب في نواحي قرانا ومدننا وبعد ان نهبوا ودمروا كل ما كان من مقدرات دولتنا يجاهدون في سبيل طمس هويتنا وتاريخنا سعيا منهم محو استبعادنا.

ما جرى على ارضنا عمل وحشي بكل ما تحمل الكلمة من معنى لم تشهد بلادنا في تاريخها مثل هذا النمط الاقتلاعي الاستبطاني من الاحتلال المتخلف والجائر بكل ما في الكلمة من معنى.

لم تقترن فترة العقدين الماضيين في حياتنا الا بكل ما هو سلبي ومدمر فحسب، بل هي عودة مريعة الى الوراء لمجتمعنا الجنوبي الحضاري الذي وجد نفسه وسط محيط معاناة وقهر لا يوصف فقدت مدننا وقرانا وعدن على وجه التحديد ما عرفت به من امان وما كانت تحكم طابع حياة سكانها صارخة تردت الخدمات وانتشرت الفوضى والبطالة والسلب واغتصاب الحقوق مارسوا كل العبث في محيط حياتنا التي تبدلت بصورة صارخة.

لم تحمل فترة وجودهم على هذه الارض سواء بصمات الواقع المتخلف والحياة العدمية بحكم الوطأة الاستعبادية الصارخة التي مارسها هؤلاء على ارضنا ببشاعة لا نظير لها ولا حدود.

فها هي الجنوب في ذكرى اعلان الحرب عليها تلبس اثواب السواد وتلتحف القهر والمعاناة والالم، تتلمس الطريقة عبر نهر ثورتها السلمية المتدفقة صوب فجر الاستقلال والحرية.

جماهير غاضبة لا تكل ولا تمل في مواصلة نضالها اليومي مهما كانت الصعوبات والعراقيل والمؤمرات التي يسعى اصحابها لطمس هوية الجنوب وتاريخه والالتفاف على ثورته السلمية وقضيته العادلة مكتملة الاركان.

ها هو شعبنا في سبعة وعشر من ابريل في كل المحافظات والساحات معبرا مرة اخرى عن ارادته وخياره الواضح في رفض مشاريع الاقاليم وما قيل انها مخرجات حوار وطني لم تكن الجنوب طرفا فيه.. ها هي حضرموت الابية تعبر من خلال مليونيتها الواضحة التي ارتسمت على ضفاف بحرها العتيد في مدينة المكلا.

تعلن للعالم انها جزء من الجنوب وليست اقليما في كنف نظام صنعاء.. لانها اغنى حضرموت الابية لا ولن تقبل البقاء في فيضة المحتل تحت اي مسمى كان.. حقا هو تعبير الارادة الجنوبية المنبثقة من عدن الجسد الجنوبي الواحد الذي لا يستجيب قط لاغراءات المحتل وكل مشاريعه الهادفة لنيل من اللحمة الجنوبية سبيلا لابقاء الجنوب وثرواته في قبضة هؤلاء ان كنتم تراهنون على حضرموت.. فها هي حاضرة في قلب الحدث الجنوبي بل هي نواة ثورته التحررية تلقي باخر ما لديكم من رهانات على تمزيق شعبنا الجنوبي حتى يظل غنيمة فيد تمنحكم سلطة البقاء والهيمنة.

من قلب عاصمتها المكلا.. تشير حضرموت بكل جلاء ووضوح انها لا تقبل البقاء الا في ظل هويتها الجنوبية وتاريخها وثقافتها الحضارية.. ولا توجد في حقائق التاريخ ما يشير من هذا الامتداد الجغرافي كان يوما اقليما تابعا لصنعاء فكل ما يتصل بثقافتها وهويتها يشير الى انكم عليها دخلاء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص