آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
هذا ما حدث لنا في المكلا .. وليس في الخليل
عبدالجبار عوض الجريري

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

كانت الساعة الثانية والربع ظهراً حينما كنت في أحد الباصات في طريقي إلى الشرج، للذهاب منها إلى حارة البدو وحارة باسويد لتغطية ما يجرى من مواجهات واعتداءات على البيوت، لإرسال أخبار هذه المواجهات لقناة (الجزيرة) التي طلبت مني ذلك.

وخلال سير الباص ركب معنا أحد أبناء المحافظات الشمالية، وكان يحمل ثلاثة أكياس (قات)، فلما بدأ المحاسب يجمع الأموال من الركاب طلب من هذا الأخ ما عليه من مبلغ وهو (70) ريالا فقط، كما هو معروف لدى من يستخدم هذه الباصات.

تفاجأنا أن الأخ يرفض دفع المبلغ كاملا، ويقول إنه لن يدفع سوى (50) ريالا فقط، بالرغم من أمتلاكه أموالا كثيرة ـ كما أظهرها.

فحصلت مشادة بين المحاسب وهذا الرجل، وأصر المحاسب على أن يتم دفع المبلغ كاملا دون نقصان، فلما رأينا هذا الخلاف أردنا أن ندفع وننهي الخلاف، غير أن المحاسب أصر على أن لا ندفع بل يجب أن يدفع هذا الرجل ما عليه .. وبعد كلام ومشادات أخرج هذا الرجل ورقة مالية فئة 500 ريال، فأخذ المحاسب 70 ريالا وأرجع له الباقي.

ولكن لم تنته القصة؛ بل ظل هذا الرجل يتحدث ويسب، فغضب المحاسب وبدأ يتشاجران بأصوات عالية ونحن نحاول أن نهديهما ولكن دون جدوى.. وكان هذا الرجل يتوعد المحاسب إن وصل الباص إلى مكان قصر الضيافة قبل صالة (بلفقيه) سيمنع مرور الباص، بيد أنه سكت بعد أن اشتد عليه المحاسب وهدده بلهجة قوية جداً - والمحاسب شاب صغير أصغر من الرجل - سكت هذا الرجل وخاف كما رأيت ذلك في وجهه.

ولما وصلنا إلى حيث يريد هذا الرجل أمام قصر الضيافة؛ طلب من صاحب الباص أن يخرجه في هذا المكان فأوقف صاحب الباص وخرج الرجل.. وهنا تكون الكارثة!!

خرج هذا الرجل من الباص وتوجه أمام الباص مباشرة ووقف أمامه مانعاً الباص من التقدم، ومنادياً على جندي بلباس عسكري كان يحرس مدخل قصر الضيافة، فأتى هذا الجندي المعتوه يجري مسرعاً ويحمل رشاشه فخرجنا كل من كان في الباص، وكان المحاسب يصارعنا يريد أن يخرج ولكن أحد الإخوة أبقاه عنده في الداخل ومنعه من الخروج، وأنا أشهد لهذا الشاب بالشجاعة الباسلة، ونحن خرجنا خارج الباص وأخذ الرجل الذي يقف أمام الباص الرشاش من زميله واتضح لنا أنه جندي في الجيش، وبدأ يسب ويشتم وأراد أن يشحن البندقية ويوجهها إلى صدورنا جميعاً وخاصة إلى المحاسب المتواجد في الباص، فمسكه أحد الإخوة الركاب بقوة كبيرة ومنعه من إطلاق النار علينا ونحن كنا أمامه نريد أن نمنعه من إطلاق النار.

ولما رآنا الجندي صاحب البدلة العسكرية نمسك زميله أخذ الرشاش دون أن يعلم حقيقة الأمور من بين يدي زميله، ورجع خطوات للخلف وفتح التأمين وشحن الرشاش ووضع أصبعه على الزناد وكاد أن يطلق الرصاص علينا جميعاً، وبدأ يسبنا ويشتمنا - وهذا هو أسلوب الجبناء ضعفاء النفوس قليلو الكرامة والأدب - ولكن تدخلنا مع بعض الإخوة وتمكنا من الإمساك به ونزعنا البندقية منه، وتحدثنا معه بكلام مؤدب لا يصلح لأمثاله الأنذال.

ونحن نحدثهم وهم يسبوننا مرت في الخط المعاكس مدرعتان مليئتان بالجنود، وأتى إلينا بعض الجنود في حالة استفزازية للغاية لو كنا نملك سلاحا معها لوجهناه إلى صدورهم الخسيسة، التي لم تراع الأطفال والنساء الذين كانوا معنا في الباص.

تم تدارك الموقف وانصرف الجنود ونفوسنا تقول: هل نحن في الضفة المحتلة أم في حضرموت (....)؟.. هذه هي معاملة (....)، لنا فلا نامت أعين الجبناء!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص