آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:22:25:14
نهبٌ من غير ميزان !!
عياش علي محمد

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

كيف وصلت عملية بيع الوظائف إلى اليمن منذ أن مارستها زوجة الامبراطور (سولانا) في القرن الأول (ق.م)، التي استطاعت أن تثري نفسها من بيع الوظائف في روما.

وكان زوجها (سولانا) قد سرق أموال الكنيسة.. فإذا بقيثارة الكنيسة تصدح بنغمات موسيقية فسرها الكهنة بأنها جريمة، والآلهة غاضبة من هذا العمل، فلما واجه الكهنة (سولانا) بحقيقة غضب الآلهة من تصرفه، قال لهم: "إن الموسيقى علامة الفرح وليس الغضب، وإذا أنا قد أخذت أموال الكنيسة فإني سأقوم بردها، وستحل الأموال التي سأدفعها محل الأموال التي أخذتها".. لكن زوجة (سولانا) كانت ـ وحدها ـ تمارس عملية بيع الوظائف في الامبراطورية الرومانية عرضاً وطولاً، وكلاهما (سولانا وزوجته) لقيا مصيرين محزنين!!

لكن (اليمن) فاقت امبراطورية روما من بيع الوظائف، فكل مسؤول يمني يبيع الوظائف التي تقع تحت يده، وأصبح بيع الوظائف في اليمن نهباً من غير ميزان!!

لم تكف المسؤولين عن بيع الوظائف حاجتهم للثراء من الميزانية العامة للدولة، بل تعدوها إلى بيع لقمة العيش المستحقة لطالبي الوظائف العامة.

وأعتقد أن البعض في اليمن فاقت تخيلاته ما قامت به زوجة (سولانا)، ويعتبر تصرف زوجة (سولانا) تافهاً مقابل تصرف الجهابذة الجدد في بيع الوظائف!.. فقد نشطت أفكارهم وأصبحوا يقيلون المدراء الأكفاء عن مرافق حكومية، ويحلوا محلهم مدراء من وزن الريشة ـ كنوع جديد من بيع الوظائف ـ وتطورت مسألة بيع الوظائف إلى مسائل (حرمها الله)، أي إما أن يلقى بالمدير الناجح في السجن ـ بحجة واهية ـ لأجل سرقة مكانه لشخص آخر يدفع لنيل وظيفته، أو أن المدير الناجح يجد له مكاناً وراء الشمس!!

بيع الوظائف كبد اقتصاد البلاد مليارات الدولارات، ودفع بالبلاد نحو التأخر، فالذي يشتري الوظيفة يعمل بشتى الوسائل، وبكل يديه لاسترداد المبالغ التي دفعها لشراء الوظيفة، وسيظل البلد نهباً من غير ميزان!!

لكن (التغريدة) الجديدة التي دخلت مجتمعنا الجنوبي، والتي كان الناس لا يعرفون لها طريقاً.. هي طلب (أحدهم) الأموال بحجة أن زوجته تعرضت أثناء خضوعها لعملية قيصرية للولادة إلى أوجاع خاصة بتأثيرات الولادة .. فيظل الزوج يلح دائماً بطلب التعويض، ليس لمن قام بهذه العملية، بل يطالب المدير المالي البعيد عن المسآلة.. وعندها؛ يستمر في استغلال هذه المسألة التي درت عليه أموالاً كثيرة من الابتزاز، حتى وصل الأمر به إلى التمادي باغتيال هذه الشخصية التي ليس لها علاقة بالمسألة برمتها!.. وهذا نهب من غير ميزان، يشجع هذه المسألة غياب المحاسبات القانونية، حتى استفحلت ووصلت إلى أتفه الأمور، وازدادت شهية العطش لابتزاز الأموال!!

حكاية أخرى حدثت لمواطن (لحجي) يعمل عسكرياً في صنعاء، تشاجر مرة مع أحد مواطني الشمال، فأخرج الشمالي (جنبيته) أمام الناس وقال بأنها لا ترجع إلا بدم! وأمام إلحاح الناس بأن يوافق (اللحجي) على ذبح حتى يده (علشان) يرجع القبيلي (الجنبية) الى مكانها بسلام، فرفض (اللحجي) مطلب الجميع .. وقال لهم: إذا خرجت (الجنابي) ورجعت بالدم؛ فإن اليمنيين يكون أغلبهم من ساكني القبور!.. وتصرف بعد ذلك بطريقة (لحجية) بأن أخرج مسدسه من خاصرته، وقال للقبيلي "مسدسي لا يرجع إلا بالدم"!، فتوصل الاثنان إلى معادلة عادلة لتجنب الشر، وذهب كل واحد منهم إلى وجهته مخلفين وراهم شروراً لا تحمد عقباها!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص