آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
حل الازمات الاقتصادية بالطريقة العسكرية
عياش علي محمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا اعتقد ان هناك دولة في هذا العالم اكثر شطارة من اليمن في حل الازمات الاقتصادية والسياسية بالطريقة العسكرية، فلا زالت العديد من البلدان بعيدة عما وصلت اليه اليمن في معالجة الازمات بالاساليب العسكرية واليمن اليوم يطبق نظرية جديدة تقوم على حل الازمات السياسية والاقتصادية بالطريقة العسكرية فقد انبرى احد ابطال هذه النظرية بالقول ان باستطاعته حل معضلة البطالة في البلاد في بحر سنة واحدة، ولم يصدقه احد ولكن كانت الحقيقة ماثلة امامهم انه قادر على ادخال من يعانون من البطالة في صفوف الاجهزة الامنية |ن حيث سوف تستوعبهم بدون ان تتكلف الدولة بالبحث لهم عن وظائف في سوق العمل ويستطيع المرء ان يشاهد على ارض الواقع تطبيق تلك النظرية فترى المركبات العسكرية والمدرعات في كل ركن من البلاد معلنة حل معضلة انتشار المؤسسات الانتاجية بطريقة عسكرية.. وما روائح الدخانين الا عنوانا لانتشار التنمية.

وبهذه النظرية انته لست بحاجة الى اجهزة قضائية فالامور تحل عسكريا على الارض، وشجعت هذه النظرية (المعطلين) الذين يعبثون بطرقات المسافرين، وكل اجهزة الدولة المدنية معطلة ما عدا جهاز القمع الاقتصادي وهذه النظرية انتجت في البلاد صراعات داخلية، ارهقت البلاد ببلادتها، وجعلت بقةي المواطنين ليسوا على استعداد للاعتماد على نظرية تحكم عليهم (بالانحطاط) في كل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية.

ولا حاجة لنا بالاثبات ان هذه النظرية قد جاءت من خلاصة الصراعات التي انتابت اليمن منذ قيامها واوجدت العداء المستفحل بين العاصمة والمدن المجاورة لها وكأنها مدينة قامت على وراثة الصراعات القديمة.

النظرية العسكرية المتعلقة بحل الازمات الاقتصادية لم تنشر العدل بل محقت من الوجود الطبقة الوسطى الرافعة الاساسية للاقتصاد، واجتثت منابعها الاقتصادية ومقابل ذلك اعطت هذه النظرية للمتنفذين وهم 5% الذين ظلوا ولايزالوا يستحوذون على 85% من الدخل الوطني بينما 85% لا يحصلون الا على فتات 15% من الدخل الوطني.

هذه الطريقة العسكرية في حل الازمات الاقتصادية والسياسية دفعت الناس الذين كانوا لا يهتمون بالسياسة الى (المحنة) وهذه المحنة ادخلتهم ميدان الصراعات الداخلية.

والسلطة المركزية في صنعاء نعترف انها تمارس ذكاء منطقع النظير في طريقة الاحتيال السياسي واعتقد ان لديها مخزونا من التجارب السياسية التي جمعتها في تاريخها، وتاريخ شعوب اخرى مارست تلك الاضاليل.

وهي تتعامل مع الاخرين الذين الحقتهم بمخزونها وكأنهم رعايا لا حول لهم ولا قوة بعد ان انتزعت منهم مكامن القوة لكي لا تتاح لهم الفرصة للمعاودة من جديد في صراعات هذه المرة لا تكون في مصلحتها فليس كل مرة تسلم الجرة.

ومن اجل ان تتحاشى صنعاء أي اخطار مستقبلية على ارثها السلطوي شرعت بمحاولة خلق طبيعة جديدة للارض اليمنية مفادها تشكيل خارطة يمنية بستة اقاليم تكون صنعاء مركزها السلطوي وبقية الاقاليم عبارة عن مجرات تسير في فلكها، بعد ان تملكت مساحات شاسعة من الارض وبحوزتها عدد من شعوب الاقاليم الذين تم ربطهم بشبكة طرقات تسهل وصول المئون والجيش في اقصى سرعة.

كما ان الاقاليم صممت بطريقة عسكرية يحوز فيها كل اقليم بطريق بري وبحري وموقع يسهل الوصول اليه فهل تستفيد دول العالم بالنظرية اليمنية في حل ازماتها بالطريقة العسكرية.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل