آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:12:39:15
في الذكرى الأولى لرحيل من استوطن قلبه الفقراء .. الزعيم الأممي (هوغو تشافيز) ( 1 – 2 )
اسماء الحمزة

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في بداية شهر مارس العام المنصرم 2013، غادر عالمنا المليء بالتحديات، القائد والزعيم الفذ المتميز بالإنسانية التي لا تعرف حدود، اليساري الأشهر (هوغو تشافيز)، الأكثر انحيازاً للفقراء، الزعيم الذي استوطن الفقراء قلبه، مؤسس نظام تضاءلت فيه مساحة الظلم والفقر، وتعاظمت فيه المساواة في الحقوق والواجبات .. رقيق كالنسمة مع البسطاء والأطفال والمعدمين أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير والثورة، والأكثر قسوة بل أقسى من الفلولاذ على أعداء الشعوب.

قائد لا يخفى شعوره تجاه المستكبرين في الأرض، دعاة حقوق الإنسان بالديمقراطية المدمرة للأوطان وحضارات الإنسان.. تزكيها أفعالهم الدنيئة في (فيتنام)؛ حيث كانت مقبرة أحلامهم مروراً باليابان وأفغانستان والعراق، واليوم سوريا أوكسجين المقاومة كما وصفها ليس نصر الله سيد المقاومة، ولكنها اعتراف من أحد الصهاينة من القناة العاشرة الإسرائيلية، والانحياز على طول الخط لصالح إسرائيل التي اعتبرها نصير المقاومين في كل أصقاع الدنيا (تشافيز) بالذراع القاتل لأمريكا في المنطقة - وهي كذلك – ونعم الوصف ممن لا يخاف في الحق لومة لائم، ولا طائرات ولا تهديد ولا وعيد، يتصدى للتحديات بمزيد من المعرفة.

خطيب لا يضع للدبلوماسية بالاً.. حتى في عقر دار المنصة الأممية، حيث وصف (بوش) والسياسة الأمريكية بـ "الشيطان الأكبر" في أحد خطاباته الشهيرة، بل وقالها مراراًوتكراراً يتحدى السياسة الأمريكية - رغم القرب منها على مرمى حجر - في حين يرتعد حكامنا عبر المحيطات، بل هي (الحامية) في نظرهم بعمى البصر والبصيرة.

لـ (تشافيز) مكانة خاصة، ولخطاباته وتصريحاته بصوته الحبيب إلى الجماهير في وطنه، ونحن في المنطقة العربية والإسلامية، وفي كل مكان قريب إلى القلب والوجدان تصل كلماته بعذوبتها وعباراته المشحونة بالحماس لشد الهمم، ومزيد من الإنتاج والبعد عن الوهن (عدو العيش الكريم)، على الرغم من اختلاف اللغة، ولكنه الإحساس المتدفق من الكلمات المعبرة عن إيمان حقيقي بهم الإنسان في كل مكان، يدق خلجات القلوب من زمن خلت فيه القلوب من هكذا تأثير .. صاحب صلابة من المواقف، وجرأة في الطرح وقسوة في مجابهة خادعي الشعوب.

في حضرة الزعيم (تشافيز) تتقزم قامات الوهم، منحنية الظهور تركبها الطواغيث، وبالأخص حكام العربان اليوم، رغم الحراك الشعبي، لأن الإنسان يعلو شأنه ويكبر ويبقى في الذاكرة والوجدان، ويرتفع من نفوس البشرية إلى عنان السماء؛ بمقدار المبادئ التي يؤمن بها، ويعمل باستمرار دون كلل من أجل ترسيخها في النفوس وفي واقع الناس، ليست شعارات أو استهلاكاً، بل ثماراً يتذوق حلاوتها الفقراء، ومرارتها.. بل العلقم منها لسارقي لقمة عيشها، وسالبي كرامة الأوطان!!

زعيم يستحق الثناء والاقتداء بتجربته الغنية بالدروس، لمن يريد أن يتزعم الشعوب وينال ثقتهم، فإلى جانب كل ما قدمه من بنى نظاماً سياسياً اجتماعياً ثقافياً وإنسانياً ارتكز على العدالة، ويقوم على تنمية الموارد والعنصر البشري ليكون مشاركاً فاعلاً في مجتمعه، ومبدأ توزيع الثروة والفقراء نصب عينيه دائماً.. وليكن على معرفة وعلم بما يدور في حياة شعبه أولاً بأولاً وخطوة بخطوة .. خلق جواً من التواصل مع شعبه دون وساطة ولا مستشارين، ولكن عبر الصرح الإعلامي الداخل في كل البيوت (التلفزيون) بتقديم برنامج أسبوعي يلتقي من خلاله شعبه دون حواجز، ومن خلال البرنامج (وبخ وزراء، ورفع همم الشغيلة بتكريم المزارعين والعمال ورسم البسمة على شفاة الأطفال والمعدمين، ومازح العجزة والمرأة العاملة وربة البيت).. لهذا وأكثر نال ثقة شعبه وشعوب أمريكا اللاتينية، التي قدم لها المساعدات منذ بداياته الأولى للرئاسة .. قدم المليارات في أزمة الأرجنتين التي حين زارها قال (مارادونا) الرياضي المعروف، الذي كان من أبرز مستقبليه "قدم القروض والمعونات دون شروط مسبقة، ولكنها لخروج الجيران من أزمتهم”.. "من فرج كربة عن مسلم فرج الله كربه في الدنيا والآخرة".. يعمل بتعاليم الأديان أكثر من المتشدقين فقط بالكلام!!

دعم كوريا الثورة التي تشرب النضال من زعيمها العظيم (فيدل كاسترو)، الذي رغم الحصار والتهديد والوعيد لم يركع يوماً للسياسات الأمريكية، ولم ينحسر دعمه واهتمامه بشعبه ودول الجوار أمريكا اللاتينية، ولكنه تواصل وتخطى ذلك إلى الشرق العربي الذي نال ثقة شعوبه أكثر مما نالها حكامنا، لأنه من الفعل أقرب من ذوي القربى، ونال ثقة العالم الحر من خلال مواقفه الجريئة ضد الامبريالية ومقارعته علناً لأسر مجاهر قارع سياسات الشر، ووقف وقفة رجال بشجاعة مع الشعوب المظلومة.

لذا يعد رحيله عن دنيانا الفانية على الرغم من الحاجة، بل تعاظم الحاجة لمواقف (تشافيز) والرفاق خسارة فادحة على أحرار العالم، وعلى قضايانا العربية بالأخص (فلسطين) التي قدم لها الكثير، والمقاومة في لبنان التي وقف معها حين تواطأ الأقربون.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص