آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:23:00:50
أزمة شرف يا (ريس) !!
احمد الدماني

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

الكل يسأل نفسه: ماذا تعني الدولة للفرد, وماذا يعني الفرد للدولة؟! الكل يقول: الدولة التي نعيش تحت ظلها ليست الدولة التي نقرأ ونسمع عنها!.. تملأها شعارات مطاطية وهتافات خيالية، يستخدمها مروجو الأحزاب ليظهروا صورة جميلة عن الدولة، بينما الحقيقة لا تؤكد هذا.. فالمواطن يظل كـ (النملة) منتظراً السكر الذي تمنحه إياه الحكومة!!

سؤال يدور في رأسي؛ ولم أجد له إجابة، كوني لا أملك الفكرة الكافية عن نظام الدولة التي كنا نعيشها، ولم أشهدها بقوة، صحيح أنني ولدت في ظل دولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، ولكنني وجدت نفسي لا أتذكر شيئاً عن هذه الدولة، وبدأت أعرف اسم دولة (الجمهورية اليمنية).. ومن هنا بدأت المعاناة!!

عرفنا نظامين تسيدا اليمن: نظام (صالح) الذي كان شبه معقول، رغم سلبياته، إلا أن هناك مميزات جميلة كانت فيه، وتحديداً في الجنوب .. فقد وفر علينا ـ الطلاب ـ مشقة السهر في المذاكرة والتعب، حيث تعلمنا أثناءه أساليب الغش والدرجات المرتفعة.. وغيرها، وحرمان الطلاب المجتهدين تحديد مستقبلهم، وجعل الفاشل والذكي متساويين!.. كم أنت كبير يا (صالح)؟!!

خلافاً إلى فنون الكذب والتزوير وسياسة التجهيل وغيرها حتى أصحبنا جيلاً يرثى له .. جيلاً لا يعرف ماذا يفعل يوم غد! وإن سألت عن الخريجين؛ ستجدهم أكواماً لا توجد الفرص المتاحة لهم .. فـ (صالح) كان يعتمد (الواسطة) في نظامه قبل القانون!.. فتجد المهندس سائق باص، والطبيب يعمل في مكتبة قرطاسية!! أما خريجو الكليات الأخرى فيظلون يومهم في ركن (الحافة).. ينتظرهم آخر الليل!!

ذهب (صالح) وسقط (نظامه) وذاب كل حلفائه، وأصبح في عزلة بعد فقدانه الشرعية على الحكم؛ ليبدأ في استعادة ذاكرته، مراجعاً كل إنجازاته التي حققها في الشمال، فيجد الجسور والقصور والشوارع والعمار.. ويفتخر بهذا؛ بينما وهو يتذكر ما قد حققه في مسيرته من إنجازات في الجنوب؛ يجد أنها: سياسة تجهيل لشبابه، هدم البنية التحتية، طمس كل المعالم التاريخية، استبدال كل الأسماء التراثية.. ويضحك على (غبائه)!.. فالشماليون لم يعلموا بإنجازاته لهم؛ ليقدسوه بقوة.

حقبة من الحقد كانت تملأ قلب (صالح) على الجنوب، ولكن بعد رحيله من بعيد يأتي (عبدربه منصور هادي) رئيساً، أولاً تحت مبادرة خليجية، وثانياً انتخبه الشعب الشمالي وعشرات الجنوبيين .. وهنا يظهر نظام جديد .. نظام الدولة اللا مدنية، القمعية!!

هذه الدولة؛ يكشر الإصلاح فيها أنيابه.. متناسياً ماذا كان يفعل المؤتمر فيهم عندما كانوا يختبئون في بيوتهم، وأصوات الحراك تتعالى في وجه نظام (صالح).. في تلك الأيام كان زعماء الإصلاح يتمنون أن يملكوا عشرات بصلابة (الحراكيين)؛ ليقولوا: لا في وجه المؤتمر، ولكن؛ كان كل هذا أمنيات في مخيلاتهم!!

الحراك السلمي (العظمة) التي علقت في حنجرة (صالح) لا بد من شرغها .. فـ (صالح) قد وفر البيئة الملائمة؛ فقد زرع فينا شراء الذمم وتزوير الحقائق بأيدي (حراكيين)! وألهمنا فكرة كيف نخترق صفوفهم، ونسوا فكرة بناء الدولة التي خرجوا من أجلها!.. وظل المواطن (نملة) منتظراً (السكر) الذي تمنحه إياه  الحكومة!!

وهنا؛ تستمر أزمة (الشرف) يا (ريس).. لم يتغير شيء بعد رحيل (صالح).. الوجوه نفسها، القمع في الجنوب تفنن عما سبق، البطالة مستمرة، المعاناة تزيد، الأزمة تظل سيدة الموقف!!

خلاصة القول .. لم أكتب المقال ليكون سياسياً، وعنصرياً يا (ريس)، ولكن الوقع يفرض نفسه في وطننا.. وجدنا أن المواطن لا قيمة له، مجرد (عالة) على الرئيس، وعلى حلفائه من الأحزاب!.. في وطننا أدركنا فقط أنه لو عاد (هتلر) لعقدوا معه اتفاقية لإحراقه وإخفائه من الوجود!!

يا (ريس).. صالح اعتبر نفسه (هيرقل)، وفي ليلة وضحاها سقط، ونسى رفاقه ما فعله بهم في مسيرته .. يا (ريس) هل من الممكن أن يرقى المواطن من رتبة (نملة) للحفاظ عن (السكر)؟.. فأزمة (الشرف) زادت من تكلفة السكر!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص