آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:01:26:35
(لندن) .. ابتداءً وانتهاءً !!
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

بالمطلق؛ فكرة تقسيم الجنوب لم تكن من معطيات ونتائج حوار صنعاء، كما يزعمون، فهناك الكثير من الحقائق التي تؤكد أن تقسيم الجنوب إلى إقليمين كان قد اتخذ مسبقاً، حتى إن كافة الخيارات المطروحة لم يتم الأخذ بها في الحوار، بما في ذلك تلك الروئ الوسطية التي قدمتها بعض الأطراف، ومنها الحزب الاشتراكي اليمني، الذي تمسك بخيار الإقليمين؛ باعتبارهما السبيل الممكن، من منظور رؤيته.

وفيما أذكر أن السفير أحمد عبدالله الحسني، إثر عودته من العاصمة البريطانية (لندن) إلى عدن .. تلك العودة التي لم تكن مرحباً بها من سلطة صنعاء، قال في أحد خطاباته أمام حشد جماهيري في محافظة أبين؛ إن مشروع تقسيم الجنوب كان قد عرض عليه في العاصمة البريطانية (لندن)، وطلب منه صراحة الأخذ بهذا الخيار على أن يتم ترتيب وضعه كواحد من أبرز الوجوه في السلطة، نظير موافقته تلك.
الرجل رفض الفكرة، واعتبرها عملاً يستهدف الجنوب .. وكما قال: لا يمكنني أن أوافق على تمزيق وطني.

ولم تمض على عودته سوى فترة وجيزة من الزمن، حتى وجد نفسه خلالها في وضع يصعب معه الاستمرار، بحكم حالة العداء السافرة التي أخذت تعلنها أطراف كثيرة في وجه الرجل ونشاطه السياسي باتجاه الحرية والاستقلال!!

عندئذ؛ عاد (الحسني) إلى منفاه القسري في العاصمة (لندن)، في حين حاولت أطراف ومنها المناضل المعروف محمد علي أحمد، التعاطي مع عملية الحوار على أمل أن يحقق الحد الأدنى من القناعات التي ظل يؤمن بها، على الرغم من المعارضة الشديدة التي كانت تواجهه!.. وما إن مضى بعض الوقت؛ حتى تبين للسيد محمد علي أحمد أن عملية الحوار ما هي إلا سبيل للقضاء على القضية الجنوبية، وأن لا حل لدى الأطراف التي تبدو قد حسمت أمرها ـ سلفاً ـ في التعاطي مع القضية الجنوبية على الطريقة التي تلبي قناعات، ورؤية أطراف النفوذ .. الحال الذي ولد تنافراً صارخاً مع القيادي محمد علي أحمد، وشق فريقه المحاور، وتجيير الأمور وفق الطرق الالتفافية التي تضمن تجاوز القضية الجنوبية تماماً، وهذا ما حدث وصولاً إلى مخرجات الحوار التي استماتت أطراف صنعاء في الدفاع عنها، والتي منها خيار إقليمين في الجنوب، لا لضرورة تذكر، ولا لأنها تشكل حلاً بالمطلق للجنوب وقضيته، عدا أنها تكرس واقع الأسى وكافة التبعات التي تكبدها الجنوب بعد (وحدة الضم) المعروفة، حتى إن الأمين العام للاشتراكي السيد (ياسين سعيد نعمان) ذاته فوجئ بطبيعة التجاهل لمقترحات حزبه، والطريقة التي أخذت تتنامى فيها فكرة الإقليمين، وصولاً إلى حالة فرض هذا الخيار، بغض النظر عن النتائج .. المهم أن يمثل رغبة أطراف النفوذ في صنعاء، على الرغم من بعده التام عن الواقعية الجنوبية.

إذن؛ الجنوب اليوم أمام هذا المعطى الذي تم تدعيمه أيضاً بقرار أممي؛ حتى تمارس سطوة الفرض على الجنوبيين باتجاه طمس تاريخهم وهويتهم، وتجاوز ثورتهم السلمية ..

فهل يقبل الجنوبيون هذا الفرض، ولغة القوة التي أخذ فرط استخدامها في مدنهم وقراهم على نحو ما يجرى؟.. ثم ألم تكن سابقة جديدة في تاريخ المحفل الأممي .. تجاهل الحقوق التاريخية لشعبنا على تراب وطنه؟.. ألم تكن هيئات كهذه؛ قد قامت على أساس العدل وحق الشعوب في الحرية.. أم أن واقع الحال قد تغير بحكم طبيعة العلاقة التي تحددها شركات النفط، ومصالح تلك البلدان، ولو على حساب الشعوب الأدنى؟!

نعم .. لقد كانت الطريقة التي تعاطى بها مجلس الأمن مع القضية الجنوبية غير مسبوقة!.. وإزاء ما جرى، ويجرى، منحت صنعاء الضوء الأخضر لممارسة بشاعاتها بحق الجنوب الجريح .. ما يؤسس لمواجهات أشد ضراوة لا يمكن التكهن بنتائجها!!

الجنوبيون دون ريب؛ وتحت كل هذه الوطأة، لا يمكنهم التخلي عن هويتهم ووطنهم وتاريخهم، في حين لا تكف الأطراف المبتهلة بقرار مجلس الأمن عن زيادة استخدام وسائلها القعمية البشعة؛ كي تفرض خيار الحل الذي تم تفصيله ـ سلفاً ـ وفق مصالحها!!

فهل تحتاج هيئة الأمم إلى مزيد من ارتكاب المجازر بحق الجنوبيين؛ حتى تعي أن ما يتم تكريسه كحل هو خيار خاطئ، وجائر بحق الجنوب وأهله؟!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص