آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:23:32:29
لالجي.. ضحية تخاذلنا
نعمان الحكيم

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

"انصر أخاك ظالما أو مظلوما" (حديث شريف)

نعم.. إنه التخاذل والجبن وتواري الهامات خوفا وهلعا وما كان يوما ما مجتمع عدن هكذا، فقد أضعنا قبل (لالجي) هشام باشراحيل وصحيفته صحيفة كل الناس، وساهمنا في هدم مؤسسته التي كانت منارا ومنارة لعدن الوطن، نعم أضعنا الرجل بتخاذلنا، فتوارى بجراحاته وآلامه وتحمل النتائج ومات راضيا مرضيا، لكن لم يزده ذلك إلا خلودا وشموخا.. وهم الذين يموتون كل يوم وساعة ودقيقة، خوفا وهلعا من الآتي الذي قد يجرف كل شيء إلى قعر البحر السحيق.

وها نحن اليوم نضيع تاجرا وطنيا شريفا لم نعلم عنه إلا كل إخلاصه وتفانيه، وعندما رأوه بعراقة المدنية يعمل بهدوء وسكينة أبوا إلا أن يبخسوه حقه بتهم ملفقة ومتضاربة هي نفس التهم الموجهة لـ"الأيام" في أنها كونت عصابة لمحاربة الدولة والسلطات.. ياللمهزلة!.

 ومطبعة الحظ التي عرفنها منذ عهد بعيد مذ كنت طالبا في السبعينيات وهي محافظة على وطنية العمل وشرف المهنة وانتمائها للبسطاء في عدن، لم يكن أهل هذه المطبعة إلا مثل آل باشراحيل، وربما هم متشابهون في أجزاء من العمل، ولكن ربما أن آل (لالجي) ليسوا من الذين يلتفتون إلى طمع وليسوا نفعيين أو مرتزقة فحاولوا لي أذرعهم، وبتهم كيدية واعترافات باطلة حاولوا لكنهم لم يجدوا إلا صمودا وبطولة، وبه سيكون هذا النظام هو نفسه وريث سابقه وسيحمل وزر كل خطيئة يرتكبها بحق عدن وأبنائها، وسيلعن التاريخ كل من فرط وسكت وساهم ولو بكلمة تؤدي إلى إعدام (عبد الكريم لالجي) الذي هو عدني كريم المعشر ومحمود الخصال ويتمتع بموقف وطني أشهد أنا له، في حادثة أثلجت الصدور عندما حاول أحدهم تزوير ختم مكتب التربية بعدن، وجاء برسالة مزور توقيعها ومختوم بنقل ختم عبر الكمبيوتر، لكن الرجل الذي يفهم عمله وهو مخلص لوطنه لم ينفذ العمل بل اتصل بالتربية سرا وأطلعها على الرسالة والنموذج المطلوب، وبهدوء كان موقفه وطنيا، ويستحق عليه وسام، وكان مدير التربية الدكتور النهاري (وأنا رافقته) هو الذي طلب من لالجي عمل ختم، وعند تسليمه للمزور نكون نحن شهود على تزويره وهو يستلم جريمته وافتضح أمره طبعا، هذا موقف من عشرات المواقف لآل لالجي الكرام، فحرصهم على عملهم جعلهم يعملون رجال أمن وهم ليسوا كذلك، لكن ماذا نسمي عملا كهذا؟ أليس عملا جديرا بالمكافأة؟.

اليوم وبعد مضي السنوات العجاف يحكم على الرجل سياسيا بالإعدام، يعني تركيع هؤلاء الشرفاء مثلما حصل لشركة سامسونج قبل سنوات، وهل تخفى نية هؤلاء الذين يحاربون كل شريف ووطني ونزيه لكي يسيطروا على كل شيء.

ونحن اليوم أمام جريمة ثانية، ولو سكتنا عليها لمرت، فلا بد من تثوير القضية لإعتاق لالجي من ربقة الموت الذي ليس هو بمستحقه، أما إذا ظللنا في خنوع وسكون وتخاذل فتلك هي النهاية.

أعود وأقول لا تضيعوا يا أهل عدن هذا الرجل، ساندوه، وكذا المحامون المشهورون، اقهروا الظلم وانتصروا لآل لالجي، فما يزال الشهيد هشام باشراحيل يوصينا بعدم التفريط برجل شجاع هو أحمد عمر العبادي المرقشي وأنه جزء أساسي من حل قضية "الأيام" المغدور بها، فهل نجمع بين تلك وهذه ونجعل من قضية لالجي قضيتنا جميعا بدون أن نبحث عن العنقاء وهل هي موجودة.. أفيقوا يا عدنيين!! ورسالة ابنة لالجي تدمي القلوب وتهمي العيون.. والله لو لم نفعل شيئا فإننا سنكون ملعونين دنيا وآخرة!!.

لكن.. سينتصر الحق وسيخرج عبد الكريم لالجي إن شاء الله بريئا معززا مكرما إذا كان هناك بقية من اعتبار لعدن وتاريخها ومكانتها في قلوب الملايين!.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل