آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
دولة " بدل فاقد "
منصور هائل

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

على من يسعى الى الحصول على دوله " بدل فاقد " ان يعلم بان الامر اكثر من مجرد نزهة او فرقعة في الهواء او صرخة في الصحراء او قطع طريق وذبح عنق عابر سبيل .

السعي الى تحصيل دولة " بدل فاقد " يستوجب تمثل افضل ما كان في ذلكم الفردوس المفقود من قيم جميلة ونبيلة , وتمثل لافضل ماكان في تلك الدولة من التزام واحترام للقانون والحق والعدل والمساوه وليس الانجراف نحو اشاعة ثقافة الكراهية والعنف والتعصب والدمار.

في هذا المنحى يتوجب على المطالبين باستعادة الدولة وبالاحرى سلطة الدولة او جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  التي جرى التطويح بها في خضم عنفوان المزاج الوحدوي الفوري وبموجب صفقة الوحدة الكارثية  واعلان جمهورية 22 مايو 1990م ان يلتفتوا الى واقع ان نموذج ج. ي . د . ش قد تاسس من غير ان يكون مقطوع الصلة عن موروث المنظومة القانونية والحقوقية المكتسبة من العهد الاستعماري " البغيض " .

وكانت دولة الجبهة القومية ثم دولة الحزب الاشتراكي حكيمة في بعض الامور على نحو لايصدق بقصد او من غير قصد , حينما حافظ على السجل المدني ونظام الخدمة المدنية وقانون المرور والعمل والخزينة العامة وبعض " المرتفعات الاقتصادية " مثل المصافي " وملحقاتها وميناء عدن وغيرها.

في العموم ظلت انفاس التحضر والتمدن والمدنية المتصلة بمرحلة الاحتلال البريطاني وماقبل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م تتضوع باريجها العطر في ارجاء عدن وماحولها لاكثر من عقدين , وكانت تلكم الانفاس تتقلص وتخسر مع كل دورة عنف من دورات صراع الضواري على تفاحة السلطة في بلد فقير جل النعم والمنن فيه تتكدس في دواليه السلطة وتتركز في راسها.

في هذا المنحى , ايضا , يتوجب تفكيك مفردة " الاستعمار " بما هي احتلال عسكري في الشق الاول منها وقد غربت شمسه في 30 نوفمبر 1967م وبما تعنيه من اعمار وتحديث وتمدن وتقنين وتطوير لاساليب الحياة وادواتها طالما القى بظلاله الوارفة واضفى بالوانه الزاهية على عدن ومحيطها واستمر مفعوله لاكثر من عقدين كما لازال يشد تلابيب الحنين لدى الكثيرين من الطامعين في احلام وذكريات الزمن الجميل .

من هنا كانت ولازالت عملية البحث او السعي الى استعادة الزمن الجميل محفوفة بالكثير من الالتباس والاختلاط حتى انه لايمكن الفصل بين خيوطها وفرزها بما يفيد انها تنتمي الى عهد ما بعد الاستقلال وحكم الجبهة القومية ثم حكم الحزب الاشتراكي ام انها ترجع الى زمن " البغيض " : بريطانيا.

علاوة على ذلك يبدو ان التفكير بالمألات الكارثية للخلط بين السلطة والدولة لايشغل بال معظم الزاعقين بشعار استعادة الدولة والمندفعين الى استعادة سلطة مفقودة طالما كانت تفاحة للشقاق والتناحر والتقاتل بينهم الى ان انتهى بهم الامر لتسليم رقابهم لذباح اعور في صنعاء .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص