آخر تحديث :الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة:01:08:44
(الـجـنـوبـيــة) أيـهـا الـجـنـوبـيـــون
نجيب يابلي

الثلاثاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

أولاد الإقطاعيين في نعيم وأولاد الأفنان في جحيم، هذا هو حال الصحف الجنوبية الملتزمة لقضية شعبها في الجنوب والتي دفعت ضريبة مواقفها، ولا تزال كذلك، لأن أولاد الإقطاعيين هم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة, سواء أكانت للسلطة والمقصود بالسلطة (القوة) وهي (حاشد)، أما أحزاب السلطة فهي المؤتمر الشعبي والإصلاح, ولذلك فإن أحزاب السلطة هي أحزاب قبيلة حاشد وتتفرع عنها هيئة العلماء وأحزاب وجمعيات مفرقة، ولذلك فإنها تنعم بالمال وبكل وسائل العمل: مطابع, سيارات, إيجارات ومكافآت مجزية, ولذلك فإن أفضل الرواتب هي التي تدفعها القنوات الفضائية والصحف الحاشدية ..... كلها حاشدية.

تعرضت صحيفتا (الجنوبية) و(عدن الغد) لضغوطات رسمية تابعة للقبيلة، فهي مطاًلبة سواء أكانت (الجنوبية) أو (عدن الغد) بدفع فواتير على أخذت طابع التعجيز, ومن استطاع دفع الفاتورة قالوا له: أنت تقلق السلام الاجتماعي وتشجع الفتنة لأن الأمور استقرت وما شاء الله مخرجات الحوار فتحت أبواب الجنة وأنت شيطان رجيم مكانك جهنم وبئس المستقر!.. وهذا ليس كلام المسؤولين في مؤسسة (14 أكتوبر)، وإنما هو ٍكلام أولياء النعمة في صنعاء .. ليس كلام بن سعد، وإنما بالتعبير المصري (ألوله) أي (قالوا له), وليس هذا تجنياً على بن سعد لأن التعيين هنا تعيين سياسي، الذي لا يأخذ بأسباب التعيين القائم على الأفضلية في: المؤهلات, الخبرة، الثقافة، براءة الذمة، احترام الآخرين له ويضاف لها حسن الخلق, ما علينا من هذا، وإنما أقول إنصافاً لبن سعد إن شأنه شأن أي جنوبي وضعه المتنفذون فوق هذا الكرسي ليحسن حاله مكافأة له على مواقفه الإيجابية مع القبيلة المتنفذة في مخططها لابتلاع الجنوب (أرضاً وثروات)K ولإقصاء وتهميش شعبه وتدمير متنفساته وبيئته ومعالمه وآثاره, وهو مخطط  قذر بكل المقاييس،ٍ ولذلك لا نجد الجنوبي صاحب قرار وإنما صاحب أراض وعقارات وسيارات ووظائف مغرية لأولاده، وفرص تعليم عالي في بلدان الغرب التي لا نجد فيها أي جنوبي.  أيها الجنوبيون .. المطلوب من صحيفة (الجنوبية) أن تدفع أضعافا مضاعفة، بحسب الأوامر الصادرة إلى جنوبيين هنا في عدن باعتبارهم عمالا بالأجر اليومي، وأقول بالأجر اليومي لأن قرار إبعاده عن الكرسي يتم بين غمضة عين وانتباهتها, ولو سلمنا بأن (الجنوبية) قبلت بهذا الجور، فهل يعقل أن تبيع النسخة بمئة ريال أو يزيد، لأن سعر الصحيفة تحدده الكلفة العامة: أجرة الطباعة, إيجار المكتب, رواتب عمال وموظفين، فواتير كهرباء... (وكم الديك وكم مرقه)!!

يا أهل الجنوب ..ينقصنا العمل المنٍظم والجهة المنظمة، وبحسب علمي أن جنوبيين يريدون المساهمة ولكن المسألة هي ثقة وشفافية في التعامل مع المال وسبل تصريفه, فعجلوا بقيام صندوق وحددوا أعضاء مجلس أمنائه من الطيبين المشهود لهم بالأمانة والذين لا يختلف عليهم اثنان في براءة ذمتهمٍ .. وعبر هذا الصندوق بإمكاننا أن نصرف على شهدائنا وجرحانا وكوادرنا وصحفنا، وليس بالضرورة أن ننتظر مالا من الخارج تكون له مردودات سلبية على القضية، وإنما نعتمد على قدراتنا المتفاوتة بين دفع مئة ريال وألف ريال وخمسين ريال وخمسة آلاف ريال، وهذا مقدور عليه طالما وجد الأمناء وطالما أن هناك قضية أرض وشعب وهوية, وعلينا أن نشفع ذلك برؤية مستقبلية واضحة المعالم تطمئن الشعب في الداخل والخارج والرأي العام الخارجيٍ.

إن انتكاس (الجنوبية) _ لا سمح الله _ يعني انتكاس الجنوب، وانطلاقتها تعني انطلاقة شعب الجنوب، وليكن هذا الشروع بمشروع دعم الجنوب أو دعم شعب الجنوب في أجندة أي مكون يضم كل الأطياف.

متى نطلق صيحتنا: من هنا نبدأ؟ وهو السؤال الذي وجهه المفكر الإسلامي المعتدل (خالد محٍمد خالد) قبل أكثر من نصف قرن.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص