آخر تحديث :الخميس 12 سبتمبر 2024 - الساعة:21:43:38
آخر الأخبار
لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار للشهيد صالح بن سميدع
حسن بن حسينون

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا شك أن هذا الرجل العظيم قد ظلم على يد من لا يقيمون وزناً للقيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية, والذين يجهلون طبيعة المهام والواجبات الخاصة بمنتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية والتي تختلف اختلافاً كلياً عن مهام وواجبات منتسبي المؤسسات المدنية خاصة عندما يتعرض الوطن ورأس النظام للخطر.

فالتهمة التي بسببها حوكم ثم أعدم على الرغم من تبرئته قبل إعدامه هي تلك المعروفة بحادثة القصر في مدينة المكلا ديسمبر 1950م في الوقت الذي كان فيه السلطان صالح بن غالب والمستشار البريطاني ( بوستيد ) يتواجدان داخل القصر.

الدوافع الأساسية لتلك الحادثة

قبل وصول السلطان صالح من زيارته إلى الهند اجتمع بعدد من الشخصيات وفي مقدمتهم قيادة الحزب الوطني بولي العهد الأمير عوض طالبين منه أن يقف معهم في إقناع والده بتعيين وزير للسلطنة من حضرموت رافضين في الوقت نفسه أن يكون القدال سعيد القدال السوداني الجنسية هو من يريده السلطان. رد عليهم بالتعاون مؤكداً لهم بأن ذلك يعود للسلطان عند وصوله.

طبعاً وكما جاء في العديد من المراجع التاريخية وعلى ألسنة شهود عيان ممن حضروا تلك الحادثة وخاصة ما جاء في كتاب " شهداء القصر" للفقيد أحمد عوض باوزير, بأن السلطان وأثناء غيابه قد سمع بتلك المطالب, لم يكن مرتاحاً لها بل غاضباً, وعندما وصل إلى المكلا استدعى عددا من رموز الحزب الوطني الذين يقفون خلف تلك المطالب, استدعاهم إلى قصره وكان المستشار حاضراً.

تهجم عليهم وهددهم بأن القدال هو الذي سيكون وزيراً ولا أحد غيره. خرج أعضاء الوفد إلى خارج القصر دون أن يدلي أي منهم بكلمة واحدة أمام المواطنين الغاضبين الذين احتشدوا داخل أسوار ساحة القصر.

في هذه الأثناء تدافعت الجماهير الغاضبة نحو بوابات القصر وسلب سلاح حراسة وتكسير المزهريات المنصوبة عند مدخل بوابات القصر الرئيسة .

وعلى ضوء ذلك اصبحت حياة السلطان و أفراد أسرته وكذلك حياة المستشار البريطاني في خطر لا مفر منه وقد أدى ذلك إلى استدعاء قوة رمزية كان يقودها الضابط صالح يسلم بن سميدع, وعند وصولهم وجدوا أسوار القصر مغلقة, فتسلقوا جدرانها ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع المواطنين وهم في حالة من الهيجان والفوضى.

وفي محاولة من بن سميدع حتى تتراجع الجماهير إلى الخلف ومغادرة ساحة القصر أطلقت عدة أعيرة نارية في الهواء. وبدلاً من التراجع والمغادرة حصل العكس, هنا اضطر أفراد القوة إلى إطلاق النار مباشرة في اتجاه المنتفضين فسقط عدد منهم بين قتيل وجريح.

هذه هي التهمة التي وجهت لبن سميدع كما اعتقد حوكم بسببها وتم إعدامه وهي تهمة باطلة ولا مشروعية لها خاصة وأن بن سميدع ضابط عسكري وبصحبته عدد من الجنود أعطيت لهم الأوامر لإنقاذ حياة السلطان و أفراد عائلته وكذلك حياة المندوب البريطاني , وفي حالة رفض التنفيذ وعلى أسس النظم والقوانين العسكرية تعقد محاكمة عسكرية فورية يتم على ضوئها تنفيذ حكم الإعدام بحق الرافضين للأوامر.

حقيقة لقد أجرموا في حق هذا الرجل العظيم وحضرموت في أمس الحاجة له خاصة خلال الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها المواطن الحضرمي.

من المعروف عن هذا الرجل العملاق أنه قد كرس وقته في خدمة شعبه ولا زالت بصماته ظاهرة للعيان خاصة ما يتعلق بالخدمات الاجتماعية  , فبالإضافة إلى مهامه العسكرية كانت التربية والتعليم والصحة تشغل جل اهتماماته,  فبفضله افتتحت العديد من المدارس وفي مقدمتها مدرسة أولاد البادية التابعة لجيش البادية الحضرمي وكان أول قائد لها ( وبالمناسبة كنت شخصيا أحد منتسبيها ) وبعدها بعامين عمل على بناء وفتح مدرسة أخرى لبنات البادية في وقت كانت حضرموت من أقصاها إلى أقصاها غارقة في مجاعة قاسية لم يشهد لها مثيلا من قبل .فهو رجل حنون ومربي بامتياز . والصور التي شملها الكتاب الذي ألفه حفيده محمد محفوظ بعنوان ( أبرز وأشهر قائد عسكري حضرمي اللواء صالح يسلم بن سميدع ) وهو بين طلاب وطالبات المدرستين إلا دليل على ذلك .

إن مناقب وأعمال الشهيد الجليلة كثيرة ومتعددة ويصعب حصرها في هذا الحيز الضيق من الكتابة . وفي الختام أجدها مناسبة أن اتقدم بخالص الشكر والتقدير لزميلي الخلوق صاحب المواهب المتعددة السيد علوي بن سميط عبر موقع أحقاف اليوم الإلكتروني الذي أعاد إلي الذاكرة لتلك الذكرى الحزينة وصاحبها الشهيد الحي أملا من الرئيس عبد ربه منصور هادي والأستاذ خالد الديني محافظ محافظة حضرموت إعادة الاعتبار لذلك الرجل الخالد .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص