آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
اسئلة مشروعة لمكونات الثورة الجنوبية
صلاح بن لغبر

الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ان العشوائية والارتجال دائما مايؤديان الى التخبط والتوهان اللذين يمثلان الطريق السريع الى منطقة الفشل المحتوم، حيث تقع مقبرة الطموحات والآمال ، وهو نفس الطريق الذي يمر عليه التعامل برد الفعل، فيوصل الى المقبرة ذاتها، حيث يشيع الاغبياء جهودهم ويهيلون عليها التراب، ثم يعودون الى نفس البداية وذات الطريق ليبداوا دورة جديدة من دورات حياة الخيبة والخسران. 

 

وعظم الله أجر الجميع ....

 

في صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كتبت قبل ايام منشورا تساءلت فيه هل سنرى قريبا مكونا من المكونات يعرض على الشعب برنامجا واضحا ومزمنا يتضمن آلية للنضال من أجل تحرير الجنوب؟ والاهم خططا للتوعية والحفاظ على امن المواطن وقيمه واخلاقه وهويته ومكافحة الظواهر السلبية الدخيلة على شعبنا؟ والتي يسعى الاحتلال لنشرها بكل الوسائل فماذا فعلت مكوناتنا لمواجهة تلك المخططات .

 

التعليقات كان بعضها مفاجئا لي ولبعض الاصدقاء حيث ظن البعض انني اطالب المكونات بتحديد وقت الاستقلال، فيما ظن آخرون انني اريد المستحيل.

وهنا تتبدا امامنا مجددا سطحية التفكير والاحكام المتسرعة دون فهم او تبصر لدى كثير منا لما يقرا او يسمع او يشاهد، المدهش ان احدا لم يسالني عن ما اقصد با الضبط اذ لم يفهم وذلك ليس عيبا. 

 

كان ماسبق مقدمة للولوج في موضوع أعمق وأخطر يتمثل في اشكالية الوعي الجمعي لدى الشعب الجنوبي فيما يخص تاييد او عدم تاييد مكون او قائد او حركة معينة. فلو سالت احدهم لماذا تؤيد هذا المكون او ذاك لسمعت تبريرات تتعلق بمواقف من شخصيات معينة سلبا او ايجابا مع سب وشتم وتخوين لمكونات اخرى، وهنا تكمن الطامة التي تتمثل في انتشار هذه الثقافة الخطيرة على الجنوب ومستقبله وثورته، فالتعصب والتبعية العمياء مشكلة اغرقت ثورات في بحور من الصراعات ودمرت حضارات وقضت على امبراطوريات ، ولو ان التاييد لمكون او جماعة او تنظيم كان حسب رؤية استراتيجية تبنى على معطيات علمية بينة وبعيدة عن التعصب والتبعية الشخصية لكان خيرا ومنفعة. 

 

عموما وبالعودة الى المنشور المذكور اعلاه فقد عبرت عن امنيتي في ان ارى عملا مؤسسيا وان كان ثوريا، فانا حتى الان وبحمد الله لا انتمي الى اي مكون او تيار او حركة او حزب. ولو اردت في يوم من الايام الانضمام الى اي من الموجودات في الساحة الجنوبية فعلى اي اساس استند؟.

 

لذلك ارى ان على كل مكون ان يعرض على الجمهور والشعب الجنوبي برنامجا واضحا للمرحلة الثورية والتحررية تتضمن كافة الجوانب التي تخص شعب الجنوب وصورته على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي والاعلامي. تتضمن اجابات واضحة عن مثلا ماهي خططه لكسر التعتيم الاعلامي عن ثورة الجنوب؟ وماهي خططه لجلب تاييد عربي او اقليمي او دولي لقضيتنا؟ وماهي خططه لانهاك المحتل ؟ وماهي خططه لمواجهة مخرجات حوار الشياطين ومخطط تقسيم الجنوب؟ .

 

فعلى تلك البرامج تبنى الاعمال ومن خلالها تكتسب الجماهير التي ينبغي ان تراقب خلال فترات زمنية مالذي حققه المكون الفلاني من برنامجه ؟ ومالذي لم يحققه ؟ وماذا فعل في سبيل تحقيق برنامجه حتى وان اخفق؟ المهم ان تكون هناك رؤية واضحة يعمل لاجلها في طريق التحرير والاستقلال الذي هو هدف عام ونهائي وليس برنامجا، ولن يتحقق الا اذ كان العمل من اجله ممنهجا وعلميا وواضحا يخضع للتقييم والمراجعة بين فترة واخرى.

 

اخيرا اقول ان الثورة لاتعني فقط اخراج المحتل وانما يجب ان تهتم بالشعب وامنه وقيمه واخلاقه وثرواته وتعليمه والحفاظ على هويته، فمن بستطيع ان يقدم للشعب الجنوبي رؤيه تشمل كل ذلك فحيا هلا وكلنا معه على ان نرى عمله يرافق او يتبع قوله.

اعلم ان ذلك امرا صعبا لكنه ليس مستحيلا، وعلى من يريد ان يتصدر الثورة ان يكون قادرا على ذلك، لان المراوحة على مانحن فيه رغم المنجزات التي تحققت ستؤدي الى كارثة على المستويات كافة .

واذا ماتحقق ماذكرنا عندها يكون للتعدد والمكونات والحركات وقعها الايجابي اذ تصبح خلاقة تتنافس على الافضل وعلى تحقيق انتصارات مرحلية وتؤسس لدولة جنوبية تقوم - باذن الله - على اسس راسخة .

مع التاكيد ان قناعتي لاتتزحزح بان الجنوب آت وان المحتل مندحر طال الزمن او قصر، لكننا امام ثورة يقودها شعب جبار ينبغي ان تعكس عظمته وتطلعاتة المرحلية والمستقبلية. 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل