آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:01:26:35
لماذا الرئيس الجنوبي؟
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

كلا لم يكن الرئيس البيض هو أمر الألوية التي تمارس القتل في الجنوب ولا حتى ضبعان مرتكب مجزرة عزاء الضالع وما تلتها من مجازر هو من قبيلة البيض.

كما لم يكن هو وراء ازهاق ارواح اعداد كبيرة من القيادات الجنوبية او من استهدف ممثل الحوثيين في حوار صنعاء، البروفيسور احمد شرف الدين وآخرين من اعضاء الحوار .. ليس هو ايضا شريكا مع شركات النفط التي تتقاسم ثروات الجنوب او من يرسل العبوات الناسفة إلى حواضر الجنوب.

ليس له شركات عاملة في مجال التعدين والغاز والاتصالات والثروة السمكية ، كل ما يملك البيض مكتبا متواضعا في العاصمة اللبنانية الشقيقة ليهاتف من خلاله علانية ابناء شعبه في عموم الساحات السلمية. بالمطلق لا يعد الرئيس الجنوبي علي سالم البيض معرقلا لاية تسوية تخص اطراف النفوذ في صنعاء ، فهو ليس طرفا ولا شريكا ولا نائبا بعد ان غادر الجنوب اثر حرب 1994م، التي على اثرها اسقطت الوحدة بين الدولتين ويعيش منذ ذلك الحين في المنفى بعد ان اعلن حينها فك الارتباط بين الدولتين.

فما الذي يجعله معرقلا اذا كان البيض يمثل رمزا جنوبيا معبرا عن ارادة شعبه ونضاله السلمي فاستهداف "البيض" دون ريب يستهدف الثورة الجنوبية السلمية ويساوي بين الضحية والجلاد في ظل غياب فاضح لاسس العدل في المحافل الدولية.

فالسيد جمال بنعمر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في اليمن حين خاطب مجلس الامن لم يشر الى غياب الطرف الجنوبي في حوار صنعاء وان كان قد اشار الى حجم المظالم الجنوبية الا انه تعاطى مع القضية منذ البدء كقضية داخلية متجاهلا الحق الجنوبي في استعادة الدولة، وعندما يشرعون في تنفيذ مخرجات حوار لم تكن الجنوب طرفا فيه لابد ان تسعى تلك الاطراف للاستفادة من المظلة الدولية والاقليمية الا ان كل ذلك يتنافر تماما مع حقائق الواقع على الارض فهذا القفز الصريح والواضح على الارادة الجنوبية ينكشف على اكثر من صعيد وما استهداف البيض الا استهداف الجنوب بصفة عامة.

فالرئيس البيض الذي غادر الجنوب منذ عشرين عاما لا يعد معطلا بالمطلق الا ان العدالة التوافقية في نهج السيد جمال بنعمر ارتأت ضم البيض الى جانب الرئيس اليمني المخلوع صالح في حين أن الرئيس البيض لا يمتلك جيشا ولا قوات خاصة او بشرمجة ولا عناصر خفية تقوم بتدمير البنى التحتية والخدمية وتمارس الابتزاز هنا وهناك.

الرئيس البيض يرتبط بنضالات شعبه ذات الاهداف الواضحة والمعلنة عبر ثورة سلمية لم تحترم حتى اللحظة لا من قبل اطراف الهيمنة والنفوذ ولا الاطراف الدولية في الوقت الذي تستمر فيه الاعتداءات السافرة على الارواح الجنوبية في كافة المحافظات الجنوبية لم يحرك مجلس الامن ساكنا تجاه ما يجري كما لم يعتبر السيد جمال بنعمر هؤلاء المعتدين على الحياة البشرية عناصر معطلة ونهب الثروات الجنوبية وتقاسمها لا يمثل من وجهة نظر طرفي العدالة الدولية سلوكا فاضحا مشينا مستفزا للجنوبيين الذين حرموا من خيرات وطنهم بسبب هذا النمط من الاحتلال الذي يجري تكريسه تحت مسميات مختلفة أخرى ووعود هلامية بالحلول العادلة فعن أي حلول عادلة يمكن الحديث والتفاؤل اذا كانت الدولة اساسا غائبة في بلد تتحكم بمجريات اموره عصابة لصوصية ونهب وفوضى مكللة بكل هذه الاعتداءات السافرة على الارواح البشرية .

الثابت ان المبعوث الاممي الذي يتوخى نجاح مهمته في اليمن يدرك خصوصية وواقع قضية الجنوب التي هي قضية شعب ودولة دخلت في عقد شراكة مع دولة اخرى ما يعني ان الحلول التي تعيد صياغة هذا العهد تحت مسمى جديد ووفق الآلية المعروفة في نظام الجمهورية العربية اليمنية ما هو الا نمط عبثي ومضيعة للوقت ولا يمكن القبول به لدى الطرف الجنوبي الذي عانى ويعاني الكثير من تبعيات وحدة الضم والالحاق التي تسعى اطراف الامس بصياغة عهد جديد لها هو في المحصلة تكريس فاضح وواضح لنمط العهد السابق الذي يتيح لها استمرار قبضتها على الثروة والموارد الجنوبية. ولكن بصيغة جديدة اكثر مأساوية ودموية بحيث تظل الساحة الجنوبية ساحة صراع لدى تلك الاطراف وبما يمكنها من خلق صراع جنوبي جنوبي ..مستغلة ما هو قائم من اختلال فاضح في عمل الهيئات الدولية التي تجاهلت حتى اللحظة قضية شعبنا وبدت منسجمة مع مطامع اطراف النفوذ التي عادت هي الاخرى لسابق تحالفاتها ضد الجنوب .

اذن استهداف الرئيس البيض يعني استهداف الجنوب وبكافة المقاييس لا يمكن ان يكون الجنوبيون طرفا فيما يجري الا ان سياسة بشمرجتهم كطرف معطل عبر مسمى الرئيس البيض يدل بوضوح على ان الطرف الممثل للجانب الاممي لا يقر مطلقا بعدالة القضية الجنوبية وان اشار الى المظالم ذلك لا يعني ان هناك نية صادقة لانصاف الجنوبيين طالما والحلول كافة لا تخرج عن اطار اعادة الحياة للوحدة المنتهية بقالب اخر لا يقل بشاعة عما سلف.

حيث لم يتغير شيء يذكر في المشهد السياسي اليمني عدا هذه الدرجة التفاؤلية التي تتغنى بمخرجات الحوار الممعن في تقسيم الجنوب ووضع مشكلة اخرى جديدة في طريق الحلول.

واستهداف اللحمة الجنوبية ارضاء للاطراف التي اجمعت على عدم الاعتراف بالحق الجنوبي .

البيض دون ريب لم يمارس أي نمط من التعطيل عدا انه زعيم جنوبي يرفض هذه المخرجات التي لم يكن طرفا فيها وهو بهذا الرفض يعبر عن ارادة شعبه وعدالة قضيته.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص