
لم تكن الرسالة التي أراد أن يوجهها وزير حكومة الشرعية المعين محمد الحضرمي خلال أول لقاءاته التي أجراها على هامش حضوره أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والتي دشنها بلقاء وصفته وسائل إعلام حزب الإصلاح بالمهم جمعه ، بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عفويا أو بالصدفة كما يصفه البعض بل كان وبحسب سياسيون تحدثوا لـ"الأمناء" بمثابة خارطة طريق لتوجهات الخارجية اليمنية و إعلان بأن اللعب صار على المكشوف .
- هل كان اللقاء عفويــًا ؟ أم تحدٍ ورسالة للتحالف ؟
يرى مراقبون ومتابعون لتطورات الأوضاع اليمنية عقب القرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي في 19 من سبتمبر الجاري والتي كان أبرزها تعيين محمد عبدالله الحضرمي وزيرا للخارجية، خلفا لخالد اليماني الذي قدم استقالته في الـ 10 من يونيو 2019م بأن اختيار الحضرمي تدشين لقاءاته الخارجية بوزير الخارجية التركي ليس بالأمر العفوي بل رسالة واضحة المعاني والدلالات ينبغي على قيادة دول تحالف دعم الشرعية استيعابها والعمل على مواجهة ما ورد في طياتها من تحدٍ وإعلان واضح للسياسة الجديدة التي أراد الحضرمي الإعلان عنها من نيويورك .
- رسالة للسعودية مفادها: هذا تحالفنا القادم !
وبالنظر إلى ماحملته رسالة وزير الخارجية ، محمد عبدالله الحضرمي، بلقائه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من مدلولات سياسية فإن ذلك وبحسب المراقبين قد أعطى مؤشرا واضحا بأن الهدف من ذلك ليس تسجيل حضور دبلوماسي كما تم الترويج له عبر وسائل إعلام الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح وإنما رسالة قوية موجهة للرياض قبل دولة الإمارات العربية المتحدة مفادها بأن تحالف الشرعية القادم سوف يكون من اسطنبول وليس من الرياض وهي رسالة أيضا للإمارات بأن اللعب معها صار على المكشوف وبدون أي تحفظ أو قيود .
الوزير المبجّل وعلاقته بمعسكر الإخوان
لعل من الأهمية بمكان أن نشير في هذه التناولة إلى الخطوة التي وصفها ساسة ومراقبون بالمغامرة التي قد تطيح بوزير الخارجية الجديد محمد الحضرمي وهي كشفه بلقائه مع وزير الخارجية التركي وقوف جماعة الإخوان خلفه وخلف توجهاته المستقبلية ، حيث كشفت مصادر خاصة لـ"الأمناء" بأن قيادات في جماعة الإخوان المسلمين كانت وراء اللقاء بوزير الخارجية التركي وقد أرادت من خلال ذلك إغاظة دول التحالف العربي وإعلان تحالفها العلني مع تركيا التي ظلت طوال سنوات الحرب الخمس الداعم والملاذ الآمن لقيادات حزب الإصلاح "إخوان اليمن" واتخاذ أراضيها مركزا لهم لممارسة نشاطهم المعادي لدول التحالف العربي .
كما يأتي لقاء الحضرمي وجاويش أغلو، في الوقت الذي، توترت فيه العلاقة بين السعودية وتركيا.
حرب جديدة ولكن
إذا هي حرب جديدة للدبلوماسية اليمنية ولكن هذه المرة ليست ضد الجنوب والمجلس الانتقالي فقط بل حرب علنية مع دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات التي تخوض حربا دخلت عامها الخامس ضد مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران لإعادة الشرعية اليمنية التي تحولت الآن إلى خصم لدول التحالف تعمل لصالح الانقلابيين الذي أخرجوا قياداتها من صنعاء واحتلوا غرف نومها وحولوا اليمن إلى ساحة لحرب قد يطول أمدها سوف يكتوي بنارها الشعب اليمني شمالا وجنوبا .