
رفضت قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني، الاصطفاف وراء الإخوان الذي سيطروا على قرار الحكومة وكشفوا عداءً متجدداً علنياً ضد التحالف العربي، ودوره، ما وضعها في دائرة الاستهداف المباشر.
والواقع أن إخوان اليمن سيطروا مبكراً على أغلب الأحزاب السياسية من جهة وناصبوا تلك التي رفضت هيمنتها العداء وسلطت عليها سلاح الفتوى والتكفير مثل الحزب الاشتراكي اليمني الذي أصدر الإخوان ضد قادته فتاوى تكفير وإخراج من الدين، والردة، ما انتهى بمقتل أكثر من 150 من أبرز قادته منذ التسعينات.
أما حزب المؤتمر الشعبي العام، أكبر الأحزاب اليمنية، والذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، فشكل جبهة مقاومة أخرى للإخوان رغم تشظيه إلى 3 كيانات توزع ولاؤها بين الحوثيين، والحكومة، لتيارين فيه، إضافة إلى تكتل ثالث رفض الخيارات الحوثية والإخوانية والحكومية، وبقي موالياً لتاريخ الحزب ومُثله، رغم محاولة الإخوان السيطرة عليه وإرضاخه، بالقوة أو بالاستمالة بالمال والمناصب أو غيرها.
ورغم سطوة الإخوان وهيمنتهم على القرار الحكومي اليمني، إلا أنهم فشلوا في استمالة أو إخضاع بعض الشخصيات المؤتمرية المؤثرة، مثل رئيس البرلمان الحالي سلطان البركاني، زعيم المؤتمر الشعبي اليمني، الذي رفض الانخراط في لعبة الإخوان الأخيرة، رغم إصدار القيادي الإخواني عبدالله العليمي المهيمن على مكتب رئيس اليمن وقراراته بياناً باسم البرلمان اليمني نفسه الذي يرأسه البركاني، للتحامل، والتهجم على التحالف وعلى الإمارات بشكل خاص، رغم رفض رئيس البرلمان والكثير من
من الكتل البرلمانية للبيان وتنصلها منه، خاصةً كتلة الجنوب، وكتلة المؤتمر بزعامة سلطان البركاني.
وبعد الفشل في الإقناع، ثم في الإغراء، أصبح البركاني هدفاً للشيطنة والاستهداف، والتخوين، من قبل قبل ماكينة الدعاية الإخوانية الضخمة، التي وصلت إلى اتهامه هذه الشخصية اليمنية البارزة، بالخيانة والعمالة، وبمحاولة الانقلاب.ومحاولة الانقلاب على الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.
وهاجمت مواقع إخبارية إخوانية ممولة من قطر، أطراف إقليمية- عن رفض رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني لبيان ضد الإمارات، والدعوة للتعبئة العامة في الحرب الثالثة على الجنوب.
وقالت مصادر دبلوماسية يمنية في الرياض إن الإخوان هددوا بشيطنة كل مسؤول يمني آخر، لا يعلن تأييده ودعمه للحرب التي شنوها على الجنوب، سياسياً أو اجتماعياً ما فتح المجال أمام شيوخ دين الإخوان، لإصدار فتاوى تكفير جديدة على غرار الفتاوى الشهيرة في التسعينات من القرن الماضي، تمهيداً للتجييش والحشد ضد الجنوب، وقتال الجنوبيين، وكل ما لا يقف في خندق واحد، مع قرارات الحكومة اليمنية.
وقال مصدر مقرب من حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي إن الإخوان يجيشون صدر الرئيس هادي، ضد سلطان البركاني ويتهمونه بالعمل على الإطاحة به، ما يستوجب اتخاذ إجراءات ضده من قبل السلطات اليمنية، في سيناريو لا يختلف كثيراً عن المسار الذي أفضى إلى الإطاحة برئيس الحكومة ونائب الرئيس السابق خالد بحاح، الذي رفض الانصياع لإملاءات الإخوان.
واتهمت وسائل إعلام إخوانية يمنية البركاني بالسعي لتعطيل دور مجلس النواب خدمةً لمصالحه الشخصية والسياسية، وطمعاً في خلافة الرئيس هادي، وإيجاد شرعية بديلة له.
ويحاول قادة في حزب المؤتمر الشعبي العام النأي بالحزب الأكثر شعبية في اليمن، عن الحرب التي يشنها الإخوان على الجنوب، معتبرين أن تلك الحرب خاسرة، حتى وأن رفع الإخوان شعار الدفاع عن الوحدة اليمنية التي يم تعد موجودة بعد ان سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء وأسقطوا النظام الجمهوري، كما يقول مؤتمريون.
ويرى الإخوان أن جر المؤتمر الى جانبهم في الحرب على الجنوب، يضعفه ويفقده أي تحالفات ضده، وهو ما يطمح إليه الإخوان الذين يرون أن لا مستقبل لهم في ظل تماسك حزب المؤتمر الشعبي العام.
ويقول الإخوان إن الكثير من قيادات حزب المؤتمر أعلنت الولاء لمشروع التنظيم الموالي لقطر، وهو ما يعني بالمجمل تفكيك الحزب الذي حكم اليمن، إما بالتحالف مع الإخوان أومنفرداً أكثر من 30 عاماً.
وبعد الحرب التي أعلنوها على الجنوب، وبعد النجاح في جر أجنحة الحزب إلى الانخراط معهم في مشروعهم ضده، يأمل الإخوان تفكيك ما تبقى من خلايا مقاومة صامدة في الحزب، قبل القضاء عليها نهائياً، ليلحق المؤتمر بالحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب إلذي اندثر أو يكاد، واقتصر اليوم نشاطه على قيادات حزبية تبدو مواقفها اليوم أقرب إلى الإخوان الذين أفتوا سابقاً بقتالهم وإباحة دمهم، منها إلى موقف حزب يساري اشتراكي، حكم الجنوب طويلاً معتمداً على فكر معادٍ لمثل هذا الفكر الذي يُمثله الإخوان اليوم.