آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:01:14:19
قصة قصيرة .. ما بين الشروق والغروب فسد العمل (2-2)
(الأمناء نت / كتب / مريم محمد الداحمة :)

أخبرتها بانها عندما كانت في مقتبل عمرها كانت تحظى بجمال يبهر كل من رءاها ..وقد نشأت يتيمة على هذه الدنيا لم تعرف اباً او اماً وكل ما في الأمر ان عيناها تفتحت بجانب امرأة لا تعرف للرحمة سبيل ، ولا للخير طريق ، واخبرتها بانها وجدتها ملقاة بالقرب من النهر وقامت بأخذها لتقوم بتربيتها ومن ثم تعليمها مهنة السحر ..

تفننت في مهنة السحر وتفوقت أكثر على ممن معلمتها التي علمتها تلك المهنة والتي وافتها المنية ، بعد أن غرست داخل الفتاة حب السحر والشعوذة بعمق .

وفي ذات يوم قررت أن تجعل جميع الرجال عبيدا لها ، فبدأت الخروج لاصطياد فرائسها من الرجال وبدأت بإظهار مفاتنها وزينتها الكاملة "لزقللة" عيون كل من رءاها، وكانت جميع اختياراتها للرجال من ذوي المناصب واصحاب الشأن والجمال ، وبدأت بالاصطياد واحداً تلو  الآخر ، وفي كل علاقة توهم الضحية بانها مغرمة به وما شابه لذلك من أوهام ومن ثم تقوم باستدراجه لمنزلها الذي يقع خلف الجبال ، وعند دخول أي احد من ضحاياها إلى المنزل تقوم بواجب ضيافته بكوب من العصير والذي سبق وان قامت يوضع العمل فيه ،وبعد شرب الرجل للعصير يبدأ بالتغير تدريجياً وتتغير نبرة صوته ومن ثم ملامح وجهه تنقلب إلى هيئة وحش ويبقى جسده مثل ما هو ومن ثم يضل عبد تحت رحمة تلك الساحرة الشريرة لتلبية جميع مطالبها .

استمرت هذه الساحرة بهذا العمل أعوام عديدة ، حتى خرجت عصر ذات يوم متنكرة بهيئة فتاة جميلة لاصطياد فريسة أخرى واضافتها ضمن قائمة فرائسها ، واراد الله تعالى بان ينسيها ان تقفل باب المنزل عند خروجها مثل كل مرة .

 

وعندما بدأ صوت الرعد والبرق والصواعق أفاقت جميع الوحوش المقيدة داخل منزلها وكانت تتصارع فيما بينها البين تريد الخروج ، وعندما اقتربت من باب المنزل هرعت مسرعة للخروج حتى وصلت إلى المدينة وحدث ما حدث .

عندما نزلت حبات المطر غسلت الجميع وطهرت جميع فرائسها من العمل الذي صنعته لهم وانتزع العمل كون المطر يبطل أي عمل شيطاني لأنه غيث ورحمة من رب العباد ينزله على البشر ..

انهمرت عينا تلك الساحرة بالدمع وتوقفت عن الحديث ،وعادت الأم حاملة طفلها بين ذراعيها شاكره رب العالمين على سلامتهم.

 




شارك برأيك