آخر تحديث :السبت 06 يوليو 2024 - الساعة:02:11:00
الموهبة العدنية "رانيا بدر" في حوار مع "الأمناء": بدأت التأليف الموسيقي بشكل بسيط عام 2009م
(الأمناء نت / حاورها/ صابر حليس :)

"رانيا بدر" هي تلك الفتاة الخجولة التي لم تجرؤ أبداً على الصعود على مسرح المدرسة, والتي لا تمتلك أصدقاء مقربين منذ فترة طفولتها، وهي غير متفوقة في دراستها ليس غباءً؛ ولكن بسبب مزاجها، حيث تفضل "رانيا" الهدوء والعزلة والتأمل والوقت المليء بالأسرة وبعض المقربين.

"رانيا" وجدت في الخيال ملجأ ساعدها على تخطي كل خيبات وعثرات الواقع مما جعلها أقوى لمواجهة كل مايقابلها في الحياة، وهي إنسانة بسيطة لا ترى نفسها أفضل من غيرها أو أقل.

ولمعرفة المزيد عن موهبة "رانيا"، أجرت "الأمناء" حوارا صحفيا معها؛ فإلى نص الحوار:

 

 

*حدثينا عن حياتك ومسيرتك الموسيقية منذ بداية انطلاقك حتى الآن؟

-كان اكتشافي لحبي بالموسيقى صدفة، حيث أحسست أن الموسيقى بحياتي غير عابرة أو أستمع لها في وقت الفراغ فقط شعرت بأن ارتباطي وشغفي بها أكثر من ذلك وممتنة بشعور الانتماء لها وتأثيرها فيني بشكل كبير ومساعدتي في أن اكتشف قدراتي وعززت من ثقتي بنفسي .

وبدأت بتعلُّم أساسيات الموسيقى وعزف البيانو في عام 2010 وحتى 2012 وتوقفت بسبب موضوع يخص المعهد وشهادته، الأمر الذي أثر على تكملتي آخر سنة دراسية... بعدها توقفت 4 سنوات من خلال دراستي الجامعية، وأخذت دبلوم إدارة أعمال وبعدها رجعت للمعهد في العام الدراسي 2015-2016 لأكمل آخر سنة متبقية لي والحمد لله بعد التوقف عن العزف لمدة 4 سنوات (لعدم امتلاكي آلة بيانو) عملت باجتهاد لاستعيد مهارتي في العزف والفضل بعد ربنا يعود للأستاذ (حسين فيندا) بتوجيهاته وملاحظاته ووقوفه بجانبي بمدة قصيرة (فصل واحد)، وبالسنة الأخيرة لي في المعهد كنا نخرج نعزف في حفلات وندوات وحفلات تدشين، وكنت أيضاً ضمن لجنة تحكيم مسابقة (ستار عدن).

وشاركت أيضاً بالعزف على البيانو في الموسيقى التصويرية لمسرحية (انسى) للمخرج (عبدالسلام عامر) في المهرجان الوطني للمسرح.

 

*لماذا اخترتي الموسيقى كدراسة وعمل؟ ومن الأشخاص الذين ساعدوك في ذلك؟

-شعوري بانتمائي للموسيقى هو ما جعلني أفكر بجدية في التعمق بالموسيقى ودراستها وفهم أساسياتها وقواعدها، أما من ناحية العمل لم يكن يخطر لي أنه من الممكن أن أصبح مُدرّسة موسيقى في يوم من الأيام, حيث كان غرضي من التعلم والدراسة أن اتخصص بالجمال، وأكون جزء منها، لكن والحمد لله لأنني متفوقة في المعهد بالموسيقى وبقية المواد اختارني المعهد أن أكون من ضمن طاقمهم التعليمي، وهذا شرف لي أن أعلم الطلبة لغة السلام، وأيضاً أُعلِّم الموسيقى لأطفال في روضة بيت الطفل (Montessori Children House)، وأكثر وأول من ساعدني وشجعني هم والديَّ وأخواتي وأخي.

 

*ما هي الآلات الموسيقية التي تعزفي عليها؟

-عندما دخلت المعهد كنت أملك جيتار ولكن وقتها لم يكن متواجد مدرس الجيتار، وفي نفس الوقت كانوا طلاب البيانو يتعلموا فمن باب أني طالما أحببت البيانو أيضاً فدخلت وحضرت الحصة معهم وقررت أني أريد المتابعة آلة البيانو وامتحنت امتحان القبول ونجحت في الامتحان وذلك تستطيع أن تقول: إنه القدر .

 

*ماذا يعني لك معهد جميل غانم؟

-هو بداية انطلاقتي وتعمقي بجدية في هذا المجال، ويعود الفضل بعد ربنا وأهلي لمعهد جميل غانم دخلت المعهد ولم تكن لدي أي معلومة عن الموسيقى فتحتضنوني ودعموني وساعدوني في الإجابة عن أسئلتي الكثيرة خصوصاً الأستاذ (جميل باشماخ) الذي لم يتذمر يوماً من أسئلتي واستفساراتي.

وأيضاً أتذكر وقتها كان الأستاذ (سهل بن إسحاق) نائباً للمدير، وكان يعطيني اللابتوب الخاص به ويقوم بتشغيل فيديوهات لموسيقيين وعازفين، وكان دائماً يقدمني لزائري المعهد بشكل رائع مما يرفع من ثقتي .

ومن هنا أحب أن أتقدم بالشكر والتقدير لجميع المعلمين الذين علموني في قسم الموسيقى في المعهد .

 

*كم عدد الدفع التي دربتيها على (عزف الموسيقى) منذ التحاقك بالمعهد؟

-ليست لي أعوام كثيرة في مجال التدريس في المعهد بما أنني توقفت لسنين، ولكن لي 3 سنوات تقريباً بالتدريس وبأوضاع كأوضاع بلادنا ليس من السهل تواجد طلبة متفوقين يكملوا 3 سنوات في مجال لا يلقى الاهتمام الكافي (من الدولة والمجتمع) لكي يقرروا إكمال دراستهم والتخصص فيه، والأغلبية تختار المدة القصيرة مدة الدورات وكما يقول الكثير: إن هذا المجال لا مستقبل له في بلد كبلدنا ومن هذا المنطلق يتأثر الأغلبية، ولكنني أرى الحياة في الموسيقى والفنون والثقافة الفنية بشكل عام مهمة جداً لنهضة البلدان؛ فعندما يتوجه الشباب للفنون يكون الفن متنفس لتفريغ الطاقات وللتعبير عن المشاعر؛ مما يقلل نسب الجريمة طبيعي؛ هل رأيت من قبل فنان يضر غيره ؟! لأن الفنان إذا فكر أن يضر لن يضر أحداً غير نفسه .

 

* كيف أنتِ والتلحين...هل خضت هذه التجربة؟ وهل لك ألحان من تأليفك؟

- بدأت بالتأليف الموسيقي بشكل متواضع وبسيط جداً في البداية في عام 2009م، ولكن دخولي للمعهد ساعدني على سقلها وتنميتها بشكل أوسع؛ فقد كنت أقوم بالتأليف الموسيقي (عبر كيبورد الكمبيوتر) على جهاز الكمبيوتر وحفظها فيه عبر برنامج (FL Studio) ولكن لم أنشر شيئاً وقتها لانتظاري الوقت المناسب لها، ولأنها تفتقد للجودة اللي تسمح لها بأن تصل للمستمع ويتقبلها ويستمتع بها .

وبسبب بساطة الإمكانات التي أملكها وذلك ينقص الكثير من حقها؛ لذلك كنت أقوم بالتأليف الموسيقي حباً للموسيقى ولِمَا تعطيني إياه من شعور .

ولكن في عام 2016 كانت هنالك مسابقة لعمل موسيقى لـ(بنك اليمن الكويت) لا تتجاوز مدتها عن الـ15 ثانية ،الكل كان يشجعني؛ لكي أخوض هذه التجربة؛ فشاركت وقدمت 3 مقاطع متنوعة .

ولكني لم أُوفق ولم تُختير مقاطعي لكنها حقاً تجربة جديدة بالنسبة لي أسعدتني، وسبحان الله لم تذهب هذه القطع سدىً؛ فقد سمعهم مصمم ألعاب سعودي محتاج لمؤلف موسيقي لألعابه (سمعهم عبر زميل أختي في العمل) وأعجبته.. وبدأت تجربة جديدة وجميلة جداً والحمدلله لغاية الآن أشتغل بالتأليف الموسيقي، وأيضاً كان لي الشرف بعمل موسيقى المقدمة للفيلم الوثائقي (عميد المسرح علي اليافعي).

 

*من هم العازفون المفضلون لديك؟ والموسيقى المفضلة أيضاً؟

-بالطبع وبدون منازع الموسيقار العالمي (ياني) إنه أسطورة لن تتكرر لم تلامسني موسيقى كما فعلت موسيقاه، غيّر نظرتي للموسيقى جعلني أدرك تماماً بأنها قادرة أن تصل لهذا العمق في المشاعر. ومن الموسيقيين الكلاسيكيين؛ أستمع لبيتهوفن بعض مقطوعاته وتشايكوفسكي وغيرهم؛ ولكنني أُفضل شوبان فألحانه جميلة جداً .

أما عربياً فالموسيقار إياد الريماوي ألحانه قريبة للقلب وتحوي الكثير من القصص.

 

*حظك من تغطية الصحافة والإعلام لأعمالك وموهبتك الفنية؟

- حظي من الصحافة والإعلام قليلٌ جداً يمكن ذلك لسبب الآلة التي اخترتها ونوع الموسيقى لأن الحفلات التي تحتوي على أنواع موسيقية مختلفة لا تلقى رواجاً واسعاً هنا؛ لذلك فإن أغلب الحفلات التي تقام هي ذات طابع واحد (الطابع الشرقي والأغاني المحلية).

 

*ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

-أتمنى جداً بأن أكمل دراسة البكالوريوس في مجال الموسيقى وأن أتخصص في مجال التأليف الموسيقي وأن تظهر أعمالي للنور بالمستوى الذي أتمناه، وأن يلقى الفن ما يستحقه من الاهتمام وأن يعود لازدهاره كما كان في الماضي .

 

*هل هناك قصة أو واقعة معينة أثرت فيك شخصيا أو كانت سببا لخوضك هذا المجال؟

- قصة مؤثرة لا.. كنت قبل لاأعرف أو أميز ميولي وتخصصي بالضبط كنت أنجذب لألحان معينة في الأغاني ولم تكن لدي معرفة واسعة بهذا المجال؛ لكن بعدها أبي (بحكم أنه متذوق وإنسان يحب الفن الراقي) أحضر فيديوهات للموسيقار العالمي (ياني) ومن هنا شعرت بانتمائي لهذا النوع من الموسيقى بالذات التي توصل لك كمية مشاعر دون أي كلمات وتأخذك لعالم جميل، عندها قررت دراسة الموسيقى وكانت أسرتي أكبر داعم لي...

 

*كلمة أخيرة تودين قولها في ختام الحوار؟

- شكراً لك على هذا الحوار اللطيف, الذي جعلني أتذكر بدايتي في مجال الموسيقى، وأقول لكل من لديه موهبة وهدف: عليه أن يسعى لتحقيقه مهما تلقّى من عقبات وصعوبات لا شيء يأتي بسهولة عليه فقط أن يؤمن بنفسه .



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل