آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:13:30:28
تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف حقيقة الصراع داخل قيادات الصف الأول في حزب المؤتمر وتداعياته على مستقبل الحزب المفكك
("الأمناء" تقرير خاص:)

خلافات عميقة وتراشق وتصريحات إعلامية واتهامات وتخوين متبادل بين قيادات حزب أضحى كأشلاء جسد تتقاسمه ثعالب ماكرة اختلفت على أحقيّة كل منها في السيطرة على الأشلاء.

كل ذلك يأتي في محاولة من تلك القيادات لاستثمار تلك الأشلاء وبيعها في سوق سياسي زبائنه عادة يعشقون شراء الجثث الميتة أو الحية الميتة أو الأشلاء التي يستحيل إعادتها للحياة.

هذا هو حال حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كشفت الخلافات والاتهامات الأخيرة بين قياداته صعوبة بالغة التعقيد أمام دولٍ عدة تحاول لملمة الحزب المتناثر ودعمه وإعادته للحياة السياسية من جديد في اليمن والذي تم تقاسمه بين عدة فصائل وقيادات منذ 2017 عقب مقتل مؤسس الحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي تخلى عن رئاسة البلد في 2011 وقتل في ديسمبر 2017 على يد حلفائه الحوثيين عقب خلافه معهم .

 

خلافات مؤتمرية عميقة

كثيرة هي نقاط الخلافات العميقة بين قيادات الحزب اليمني العتيق الذي تحول لأوصال متناثرة تؤكد فداحة الرهان الفاشل لما تقوم به بعض الجهات من محاولات إحياء حزب المؤتمر الشعبي العام .

لكن برزت مؤخراً خلافات شديدة واتهامات متبادلة مع تزايد فرص حصول القيادات المؤتمرية على مناصب ومصالح شخصية يسعى كل فصيل أو قيادي بالحزب إلى إظهار نفسه بالوريث الأحق لقيادة الحزب.

ويتوزع المؤتمر إلى عدة تختلف في نقاط عدة تنظيمية وأخرى تخص مستقبل الحزب المفكك، ومن بينها نقطة تخص الرئيس هادي ورئاسة حزب المؤتمر، حيث فصيل يؤيد شرعية الرئيس هادي ويعتبره رئيساً لحزب المؤتمر، وهناك فصيل ثاني يؤيد شرعية هادي ويرفض أن يكون رئيساً للمؤتمر، وفصيل ثالث لا يؤيد شرعية هادي ويرفض أن يكون رئيساً للمؤتمر، ورابع يدعم ترؤس نجل صالح ( أحمد علي ) للحزب.

وأبرز فصائل المؤتمر التي يتخذ كل فصيل منهم مكاناً للعمل حيث تيار في صنعاء بقيادة (صادق أمين أبو رأس) والثاني في عدن بقيادة ( أحمد الميسري ) والثالث في السعودية بقيادة ( أحمد بن دغر ) والرابع في الإمارات؛ ولكنه جامد بقيادة (أحمد علي عبدالله صالح).

وأدت الخلافات بين قيادات الصف الأول داخل حزب المؤتمر إلى تراشقات واتهامات متبادلة بالخيانة تارة وبتجاوز لوائح الحزب تارة أخرى؛ حيث يتمسك كل فصيل بما يسمى شرعية اجتماعات كل فصيلٍ...

 

لقاء يتيم في جدة يفجر الخلاف!

فجّر لقاء يتيم عقد في جدة لقيادات مؤتمرية دعا إليه القياديان المؤتمريان (أحمد بن دغر وسلطان البركاني) خلافاً بين فصائل المؤتمر، وتراشقات وإصدار البيانات.

وأضفى لقاء مؤتمر بن دغر والبركاني الشرعية الحزبية على نفسه متهماً بقية فصائل المؤتمر بالخروج عن شرعيتهم والعمل على ما أسماها بيان ” لقاء جدة ” محاولات تشتيت حزب المؤتمر وتشظيته وحرفه عن مساره الوطني وعن دوره الريادي بحسب حجمه وموقعه الكبير على امتداد الخارطة السياسية والشعبية للجمهورية اليمنية. حد وصف البيان.

وخرج لقاء المؤتمريين في جدة بالتأكيد التام على التمسك بمقررات المؤتمر العام للمؤتمر الذي عقد في عدن في 2007م، واحترام ما أسميت (وصايا زعيم الحزب الذي قتل على أيدي حلفائه الحوثيين بعد خلافه معهم علي عبدالله صالح) دون اعتبار عبدربه منصور هادي رئيساً للحزب؛ إنما الاعتراف بشرعيته كرئيس انتقالي فقط.

وألمح اللقاء باتهامه لقيادات بالحزب بخيانة وصايا زعيم الحزب (صالح) والانفراد بالعمل بِاسم الحزب دون وجه حق.  وذلك في إشارة إلى فصيلي المؤتمر التابعين لــ (أحمد الميسري في عدن) وكذلك إشارة إلى الفيصل الثالث التابع لـ(وأمين أبو رأس في صنعاء) والذي يعمل مع المليشيات الحوثية ويرفض الاعتراف بشرعية الرئيس  الحالي عبدربه منصور هادي ويرفض تنصيبه رئيساً للحزب.

 

مؤتمر الميسري يرد بقسوة

لكن الرد لم يتأخر كثيراً من فصيليّ المؤتمر الذي يقوده الميسري في عدن والآخر الذي يقوده (أبو رأس) في صنعاء، حيث أصدر الفصيلان بيانين ينفيان صلتهما بلقاء بن دغر والبركاني في جدة.

وزعم  فصيل المؤتمر التابع للميسري في بيان له: أنه هو المؤتمر الذي يمتلك الشرعية السياسية للمؤتمر الشعبي العام، ودعا إلى ما أسماه الالتفاف الواعي حول الشرعية التنظيمية والسياسية تغدو واجبا تنظيميا ووطنيا عظيما لترسيخ دعائم وحدة المؤتمر التنظيمية و الارتقاء إلى مكانته النضالية الطليعية كركن رشيد و سند رئيس يرتكز عليها فخامة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام عبدربه منصور هادي في معركة استكمال التحرير وإعادة بناء الدولة .

وفي تصريح آخر رد القيادي في المؤتمر (حسين منصور  أمين عام رئاسة الوزراء) على لقاء بن دغر والبركاني مؤكداً على ما أسماه التمسك بتوصيات مؤتمر المؤتمر السابع المنعقد في عدن عام (2015) والذي يعتبر هادي رئيساً للحزب رئيساً شرعياً لليمن.

وقال حسين منصور : إن اللقاءات التي تجري من قبل بعض القيادات المؤتمرية في كلٍ من القاهرة والرياض وأبوظبي وجدة لا تعني ما أسماها ( قيادات المؤتمر الجنوبية ) ولا تمثل كثيرًا من قيادات الشمال ما لم يكن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للمؤتمر الشعبي العام وفق مخرجات المؤتمر العام السابع الذي انتخب فيه نائباً أول لرئيس المؤتمر.

وهدد القيادي المؤتمري حسين منصور أن خيارات مؤتمريي الجنوب عديدة ومفتوحة ، مضيفاً أنه إذا أرادت بعض القيادات المؤتمرية في الشمال عقد المؤتمر العام الثامن فإن القيادات المؤتمرية في الجنوب لن تشارك إلا بعد تعديل قوام المندوبين مناصفة بين مؤتمريي الجنوب والشمال...

 

مؤتمر أبو رأس يتهم بقية الفصائل بالخيانة

فصيل المؤتمر بصنعاء والذي يقوده (صادق أمين أبو رأس) رد على لقاء جدة، واتهم بقية فصائل المؤتمر بالخيانة واستهداف الحزب .

وأصدرت  ما تسمى (الهيئة الوزارية للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه) – أي فصيل صنعاء –  بيان يرفض اجتماع جدة من قيادات قال عنها: إنها تدعي تمثيلها للمؤتمر والموقف الصادر عن المؤتمر الشعبي العام.

وقال فصيل ابو راس المؤتمري أن الهيئة الوزارية تقلل من اهمية هذا الاجتماع، متهمة (بن دغر والبركاني) بالسعي في المحاولات الرامية لاستهداف المؤتمر الشعبي العام ومحاولة تقسيمه.

وجدد بيان مؤتمر أبو رأس تمسكه وتأييده لقيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلةً بـ(صادق بن أمين أبورأس ) رئيس المؤتمر الشعبي العام وأعضاء القيادة المنتخبين من قبل ما قالت عنه الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية التي عقدت اجتماعها في صنعاء الموافق 2مايو 2019م وبأغلبية كبيرة حد زعمها.

وفي حين لم يعترف مؤتمر فصيل صنعاء باجتماع بن دغر والبركاني واتهمهم بالحقد على المؤتمر والسعي لتفتيته.

لا يعترف تيار الميسري بما يفعله أحمد بن دغر , أو بصفته التي يطلقها على نفسه كنائب لرئيس حزب المؤتمر والذي يزعم بن دغر أنه اكتبسها منذ العام 2014 عندما اتخذ رئيس المؤتمر صالح قراراً بفصل هادي من منصبيه التي كان يمسكهما في الحزب وهما ( نائب رئيس الحزب والأمين العام للمؤتمر) ليحل محله بن دغر نائباً وعارف الزوكا أميناً عاماً.

وفي سياق الخلافات بين قيادات المؤتمر؛ اندلعت قبل أيام اتهامات متبادلة بين القياديين المؤتمرييين ( أبو بكر القربي – وسلطان البركاني) حيث اتهم القربي على حسابه في تويتر البركاني بالخيانة والخروج على لوائح الحزب، وذلك عقب لقاء جمع الرجلين في أبوظبي.

وتتواصل الاتهامات المتبادلة بين قيادات فصائل المؤتمر بالتزامن مع  تبوء قيادات مؤتمرية مناصب جديدة ضمن جهود إحياء الحزب سيما القياديين المؤتمريين (سلطان البركاني ورشاد العليمي) الذين نصب أحدهم رئيس لفرع مجلس النواب التابع للشرعية فيما الآخر نصب رئيساً لتحالف جديد اسمي (تحالف القوى الوطنية اليمنية لدعم الشرعية).



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل