آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:21:05:25
الشرعية تتآمر على الجنوب وتسعى لتكريس الصراعات فيه
(الأمناء نت/نيوزيمن:)

منذُ يوليو من العام 2015 الذي يصادف تحرير مدينة عدن من الميليشيات الحوثية، كان الجنوب ينتظر بفارغ الصبر بدء معركة تحرير المحافظات الشمالية، ولم يكن كافياً لدى الجنوبيون حينها تحرير المحافظات الجنوبية بل كانت الأعين على صنعاء فمنها سيسقط الانقلاب وسينتهي، بعيداً عن الحزبية ومن سيكون حاكماً وما إذا كان اليمن سيعود دولة موحدة أم دولتان كما كان في السابق، وكان من منظور الجنوب أن الأهم الدفاع عن الأرض اليمنية ككل فالعرض والأرض والدين واحد وإن تعددت المسميات ووجد الاختلاف.
وولدت حرب الحوثيين على الجنوب غضباً وكرهاً على الجماعة، لن تنساها شوارع واحياء خور مكسر وكريتر والمعلا والمنصورة والشيخ عثمان في محافظة عدن قبلة الجنوبيين الذين هبوا للدفاع عنها واعتبروها خطوطاً حمراء وكانت النتيجة محرقة للميليشيات لن تنساها هي أيضاً.
ومع انتهاء الحرب في الجنوب وهدؤ الجبهات الشمالية كان يؤمل على الأقل توفير الخدمات حتى يتسن تحرير اليمن كاملاً، فوعد الرئيس عبدربه منصور هادي للجنوب حين ذاك أنه سيكون غير عن جنوب صيف 94، غير أن هادي لم يصدق في وعده، وكانت أولى الصدمات التي يهديها للجنوب تمثلت بإقالة دولة رئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح، وتعيين أحمد بن دغر بديلًا عنه، الذي لم يكن مرغوباً به ولو لوهلة من الزمن.
ولم يكتف هادي بتعيين بن دغر رئيسا للوزراء، بل صعد الجنرال علي محسن الأحمر ليكون نائباً له، وكان الأحمر بمثابة الصدمة الكبرى للجنوب الذي لم يستطع امتصاصها حتى اليوم، إذ كان الجنوب ينتظر وعد هادي بواقع جديد ولا يريد تكريس وجوه حرب سابقة لم تكن مرغوبة على الاطلاق.
وعلى الرغم من كل ذلك، اخفى الجنوب غضبه من هذه التعيينات وكان محافظو المحافظات الجنوبية يهدؤون الشارع، غير أن هدايا هادي للجنوب استمرت وبدأ في العام 2017 بإقالة محافظ عدن اللواء عيدروس الزُبيدي وشبوة أحمد لملس ولحج ناصر الخبجي والضالع فضل الجعدي ، ما أدى إلى ظهور حقيقة مرةٌ، أن الشرعية تتآمر على الجنوب وتحاربه وتقصيه، حيث لم تكن هناك ولو خدمة مستقرة ولم تستطع حكومة هادي أن تعيد تأهيل شارع دمرته الحرب، في اياً من المحافظات الجنوبية.
وفي المقابل، أعاد رئيس الوزراء السابق أحمد بن دغر بالتحالف مع إخوان اليمن في الشرعية، إعادة تكريس صراع الوحدة والانفصال وادخل الجنوب في دوامة هذا الصراع بعيداً عن اسقاط انقلاب الحوثي الذي كان يؤمل، واستفز الجنوبيين بالوحدة اليمنية والسيادة ورفع العلم اليمني في مدينة عدن واقامة عروض عسكرية، كانت المدينة في غنى عنها، فالهدف كان واضحاً، صنعاء لا عدن.
ومنذُ ذلك الحين تسعى الشرعية الى تكريس صراعات في الجنوب، بعيداً عن اسقاط انقلاب الحوثي، في دلائل واضحة على أن الشرعية لاتوجد لديها أهداف وطنية، وإنما أهدافاً ضبابية وتخدم الدوحة وطهران.

 

 



شارك برأيك