آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:10:42:27
محطة كهرباء عباس تحولت إلى "ميناء حاويات" لمولدات منتهية.. من المسؤول؟
("الأمناء" تقرير/ عبد القوي العزيبي:)

تشهد عاصمة لحج "الحوطة" ومديرية تبن فساداً مالياً ممثلاً بالطاقة المشتراة، وقبل عام 2015 تعاقدت كهرباء لحج بشراء طاقة توليدية بملايين الريالات وهي مبالغ كفيلة بأنشاء محطة كهرباء مستقلة لكن هوامير الفساد في بعض أفراد الحكومة حولت لحج إلى مستنقع تصدير الفساد بما يسمى الطاقة المشتراة فادخلوا 30 ميجا وات خاص بشركة أجريكو التابع للسعدي منها 20ميجا في محطة عباس و10 في محطة كهرباء بئر ناصر.

وجاءت الحرب ومانتج عنها من مخلفات بتدهور مولدات الشركة وخروجها على التوالي عن الخدمة لعدم وجود كادر متخصص لتشغيلها وأيضاً عدم توفر قطع الغيار بالإضافة للفساد المالي بكهرباء لحج والتصرف بالإيرادات في غير مجراها الصحيح، وبينما كانت مولدات (أجريكو) تخرج عن الخدمة وحدوث العجز الكهربائي ارتفعت أصوات المواطنين المطالبين بحق الكهرباء في عهد المحافظ الدكتور ناصر الخبجي؛ فسارعت الإمارات بتقديم هدية عبارة عن مولدات جديدة لمحطة كهرباء عباس بقوة 10 ميجاوات لتخفيف من أزمة الانقطاعات وإحداث تحسن في التوليد، بينما ظلت في تلك الفترة محطة بئر ناصر تعاني العجز.

وفي عهد المحافظ التركي تم إدخال 10 ميجا وات إلى محطة بئر ناصر عبارة عن تعاقد بشراء طاقة توليدية تابع لشركة العليان السعودية ويافرحة ما اكتملت فقد اشتغلت المحطة بنظام أربع ساعات لاصي وساعتين طافي لفترة أقل من 10 أيام وعادت حليمة لعادتها القديمة وحتى اليوم، وبالرجوع إلى محطة عباس مؤخراً أعلن رسمياً عن خروج 6 ميجاوات من مولدات الإمارات العشرة ميجا ولم يمر عليها أكثر من عام ونصف وحدث فيها العجز من جديد بداخل المحطة، مما نتج عن ذلك تعاقد جديد بشراء طاقة توليدية بقوة 20 ميجاوات تابع لشركة الأهرام وبعد جهود مكثفة وصلت مولدات الشركة إلى محطة عباس في ظل تدهور ماتبقى من مولدات الإمارات وكان التفاؤل والتصريحات تشير عن تحسن الخدمة في المحطة لأكثر من خمس ساعات لاصي مقابل ساعتين طافي ، وبينما كان يتم تركيب مولدات الأهرام في عباس ظهرت أزمة توليد جديدة في محطة بئر ناصر بواقع أكثر من ثلاث ساعات طافي مقابل من ساعة ونص لاصي .

بدخول مولدات شركة الأهرام كانت الأنظار موجه نحو محطة عباس والأمل على مولدات الأهرام عند دخولها الخدمة بأحداث تحسن ملحوظ في الكهرباء، لكن للأسف مساء يوم أمس برز تصريح ناري عقب تشغيل 5 ميجا من العشرين ميجا الجديدة أوضح فيه بانتظام التشغيل في محطة عباس بنظام ثلاث لاصي مقابل ساعتين طافي، وكشف إجمالي الطاقة داخل المحطة هي فقط 28 ميجاوات بما في ذلك العشرين ميجاوات التابع لشركة الأهرام مؤكدا عن استمرار العجز داخل المحطة  ،وهو الأمر  الذي استنكره عامة الناس فقد ظهر من التصريح الناري لقيادي المؤسسة باستمرارية العجز التوليدي في محطتي عباس وبئر ناصر دون أي تحسن ملحوظ عند المواطن غير الثراء الفاحش لملاك شركات الطاقة وفساد مالي للأطراف المشترك في شراء الطاقة بينما سماء لحج تتلوث يومياً بدخان هذه المولدات التي نسمع لها جعجعة ليل نهار بدون رؤية طحينها غير طحين الحر الشديد الذي نتج عنه وفاة بعض الأشخاص من شدة الحر.

كهرباء لحج تشهد فسادًا ماليًا وصراعًا على قيادتها ومشاريع طاقة مشتراة بمثابة ذر الرماد على العيون في ظل استمرار العجز وخروج المولدات دون أي محاسبة، أو عقاب وتحول مبنى محطة عباس التحويلية إلى أشبه بميناء الحاويات بمولدات خارج عن الخدمة منها 30 مولد تابع لشركة أجريكو ومايقارب 5 مولدات من مولدات الإمارات مع استمرار العجز في التوليد وزيادة الانقطاعات  بالإضافة إلى وجود مشكلة الشبكة المتهالكة والمحولات التي لا يتم صيانتها منذ فترة بحجة عدم توفر المال، مع وجود أصوات وطنية تعلو وتخرج من سور كهرباء لحج وتعلن عن فساد مالي وتصرف غير قانوني بأموال الكهرباء لجهات وأفراد دون وجه حق!.

وتبقى لحج حقل تجارب لمسلسل الطاقة المشتراة سنوياً بمولدات تدخل الخدمة ومولدات تخرج عن الخدمة من أجل تدوير فساد هذه الطاقة مع زيادة الثراء الفاحش لمن يقوم بعقد صفقات شراء الطاقة، والمواطن كل عام يتفاءل بالخير ولكن سرعان تكون الفرحة غير مكتمل بمشاهدة دخان المولدات في السماء بينما العجز داخل المحطة لايزال قائماً عام تلو عام دون أي حلول جذرية للمشكلة.

من المؤكد أنه توجد أموال تنهب والشمس في كبد السماء بمشروع الطاقة المشتراة التي تبرم اتفاقيات التعاقد من قبل أصحاب الكروش المنفوخة مع الشركات في غرف مغلقة ولا تخرج تلك الاتفاقيات إلى النور بشفافية؛ لأنه ربما فيها مبالغ خيالية ضخمة بالعملة الصعبة، أضف إلى ذلك احتساب قيمة استهلاك مادة الديزل يومياً وبإسراف كبير وكل تلك الأموال التي يتم استنزافها هي بمثابة  عباء كبير على خزينة الدولة تكبدها مخاسير وتدفع بها إلى الفقر وبمقابل ذلك يستفيد فقط من كل هذا الفساد مافيا الطاقة.

فإلى متى ستظل لحج حقل تجارب لشراء فساد الطاقة المشتراة وتحويلها إلى ميناء حاويات لتلك المولدات التي تخرج سنويا عن الخدمة ولا تسد العجز القائم بداخل المحطة في عباس أو بئر ناصر؟ ولماذا الحكومة غير قادرة على أنشاء محطة كهربائية خاص بلحج في مديريتي تبن والحوطة للقضاء على هذه المشكلة وتجفيف منابع فساد الطاقة المشتراة؟ أم هل للحكومة لها حصة من كيكة صفقات هذه الطاقة؟



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل