آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:00:21:07
سياسي سعودي: لابد من ساعة الصفر مع الحوثيين
(الامناء نت/ وكالات:)

أتهم الكاتب السياسي السعودي حمود أبو طالب، الحكومة اليمنية الشرعية والقوات العسكرية التابعة لها بالتخاذل والعمل على إطالة بقاء جماعة الحوثيين  والاستفادة منهم في الحرب الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي.
وقال أبو طالب في مقال بعنوان "لابد من ساعة الصفر مع الحوثيين" نشره في عموده اليومي “تصريح وتلميح” في صحيفة "عكاظ" السعودية المقربة من الديوان الملكي: تطرقت في مقال سابق إلى استمراء الحوثيين في تكثيف إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية بعد أن كانت اعتداءاتهم تتم بمقذوفات تقليدية لا تتجاوز المواقع المتاخمة للشريط الحدودي، آنذاك كان عدد الصواريخ قد تجاوز المائة تقريبا وكان الوضع مزعجاً ونحن ننتظر نتائج المفاوضات الأممية لتثبيت نوع من الحل السياسي للأزمة اليمنية، لكن الأمور مضت إلى مزيد من السوء بتدشين هجمات الطائرات المسيرة المفخخة، ثم صواريخ نوعية جديدة قيل إنها من نوعية كروز، لينتهي بنا الحال إلى محاولة استهداف مرافق إستراتيجية حساسة كمحطات الكهرباء وتحلية المياه والمطارات المدنية في ظل تجاهل تام للمجتمع الدولي واستمرار التواطؤ الأممي ".
وذكر: بأن الهجمة الثانية الأخيرة على مطار أبها بعد وقت قصير من الهجمة السابقة يفترض أن تشكل منعطفاً جديداً في التعامل مع الحوثيين بتقييم الوضع سياسيا وعسكريا ثم تنفيذ إستراتيجية جديدة لمنع اعتداءاتهم علينا.. موضحًا: “نعرف أن حسابات الحرب معقدة جدة ولا تخضع للانفعالات لكن الحوثيين، الآن يملكون عتاداً عسكريا كبيراً ولديهم قيادة مشتركة مع الخبراء الإيرانيين تدير مجاميعهم الكبيرة التي انضم إليها عدد كبير من القوات النظامية السابقة، وهذا ما يجب أن يغير معادلات المواجهة معهم”، على حد تعبيره.
وأعتبر الكاتب السعودي " أن من شروط نجاح ردع الحوثيين عدم الاعتماد على قوات الحكومة الشرعية أو الحكومة الشرعية ذاتها التي تقف موقفا خائرا متخاذلا وكأن الأمر لا يعنيها”.
وأشار أبو طالب، إلى أن الحكومة الشرعية “تحولت من حكومة هدفها إنهاء الاحتلال الحوثي لليمن إلى حكومة تشارك في إطالة الاحتلال والاستفادة منه، وهذه حقيقة لم يعد يحسن بنا تجاهلها”، بحسب قوله.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014، خلّف أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً منذ ?? مارس ???? ينفذ ضربات جوية وبرية وبحرية دعماً للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ سبتمبر 2014.

تطهير الحديدة الخطوة الأولى

واعتبر الكاتب السياسي السعودي حمود أبو طالب، أن تطهير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي غربي اليمن، هو الخطوة الأولى باتجاه تقليص قوة الحوثيين ودحرهم ومنع إمداداتهم، وبالضرورة أيضا السيطرة التامة على الموانئ الصغيرة البعيدة عن الأنظار ويتدفق منها السلاح منذ وقت طويل مثل ميدي والصليف واللحية.. مشيرا إلى إن الحوثيين قد امتلكوا المساحة الممتدة من ميدي إلى معقلهم في صعدة قبل فترة طويلة، وقبل عام 2011 الذي بدأت فيه أحداث اليمن لتأمين طريق إمدادات السلاح.
وأكد أبو طالب على ضرورة توجيه ضربات جوية وصفها بـ”الجراحية والمكثفة والمؤلمة” بالتزامن مع زحف متواصل لقوات التحالف على المواقع الإستراتيجية للحوثيين لتطهيرها ودحرهم إلى نطاق ضيق يحاصرون فيه.
واختتم أبو طالب مقاله قائلاً “نعرف أن هناك تبعات كبيرة لإجراء كهذا ولكن لم تعد أمامنا خيارات أفضل مع استحالة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وانعدام الحل السياسي واستمرار تصعيد الحوثيين لهجماتهم بأسلحة تتطور من فترة لأخرى. هؤلاء لا يعرفون سوى لغة القوة ونحن نملكها”.
و تأتي اتهامات الكاتب السعودي، أبن طالب للشرعية بالتخاذل، ليؤكد ما ذهب إليه مراقبون ومحللون عسكريون وسياسيون، من انقلاب الموازين مع انتقال الحوثيين في اليمن من مرحلة الدفاع عن أنفسهم إلى مرحلة الهجوم المسلح على السعودية، بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب الدامية في هذا البلد الفقير.
وأشاروا إلى أنه نتيجة لذلك أصبحت الكفة في الميزان العسكري راجحة لصالح جماعة الحوثيين التي لم تخسر كثيراً في هذه الحرب بقدر ما حققت الكثير من المكاسب العسكرية والسياسية والدبلوماسية وحتى الإعلامية على الصعيدين المحلي والخارجي.
وكثفت جماعة الحوثيين، منذ منتصف مايو الفائت عملياتها العسكرية وهجماتها بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أربع سنوات، لاستهداف منشآت حيوية في السعودية، بالصواريخ والطائرات المسيرة بدءاً بمحطتي ضخ النفط الخام في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض، وقصف مطارات نجران وجيزان وأبها الدولي الذي تم استهدافه لأول مرة بصاروخ مجنح نوع "كروز" منتصف الشهر الجاري، وبطائرات مسيرة مفخخة واستهداف قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط.
كما جاءت الاتهامات، بالتزامن مع الاتهامات العديدة، التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، ضد حزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن) الذي تتهمه قوى سياسية جنوبية بالتحكم بالقرار في الرئاسة والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ويتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لدوره الذي يصفه منتقدوه بالـ"مشبوه" في العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف العربي وقوات ما يسمى "المقاومة" بتشكيلاتها المختلفة خصوصاً تخاذله في تحريك جبهات طوق العاصمة صنعاء "نهم، صرواح، والبيضاء" ، رغم أنه يمتلك أكبر ترسانة عسكرية بشرياً ولوجستياً يتجاوز عددها أكثر من 120 ألف مقاتل، موالون لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر المقرب من الإصلاح، وغالبيتهم قابعين في محافظة مأرب شمال البلاد والتي يسيطر عليها "الإصلاح".
وأثارت الانتصارات المستمرة، التي حققتها قوات جماعة الحوثيين، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وتقدمها في عدة مناطق في جنوب اليمن لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة سنوات ونصف، جدلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي.
ويتهم نشطاء ومراقبون محليون أطراف وقوى رئيسية في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بالتواطؤ مع الحوثيين وأبرز هذه القوى حزب الإصلاح، الذي أصبح مهيمنا على الكثير من مفاصل الشرعية العسكرية والأمنية في بعض المحافظات المحررة.
ويرى مراقبون ومحللون ونشطاء سياسيون، أنه في الوقت الذي بدأ خطاب السياسيين والعسكريين بالتحالف العربي يعود إلى صوابه، لا تزال قنوات التحالف العربي بأسلوبها القديم والخاطئ تحاول سرقة انتصارات الجنوبيين وتسميتها باسم الجيش الوطني الذي توالي أغلب قواته نائب الرئيس علي محسن الأحمر "حليف الإصلاح " والتي لم تقدم أي انجازات أو انتصارات ولا علاقة له أو للشرعية بما يجري في الجبهات حالياً. 



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل