آخر تحديث :السبت 15 مارس 2025 - الساعة:14:57:08
مأرب "نقطة التقاء" الإصلاح والحوثي.. كيف تحولت لخنجر مسموم في ظهر التحالف؟
("الأمناء" القسم السياسي: )

تحولت محافظة مأرب منذ اربع سنوات إلى منطقة قلق للمجتمع الدولي، بل أصبحت منطقة تشكل خنجراً مسموماً بظهر التحالف العربي.

والتقت في مأرب أهداف جماعة للإخوان المسلمين باليمن "الحزب اليمني المتشدد التجمع اليمني للإصلاح"، وأهداف "جماعة مليشيات الحوثي الممولة من إيران"، وكذلك قيادات الجماعات الإرهابية المتشددة، حتى أصبحت مأرب نقطة التقاء الأهداف لهذه الجماعات الممولة من محور(تركيا، قطر، إيران).

وتؤكد جغرافية مأرب الحالية ونطاق السيطرة منذ أربع سنوات، أن المحافظة مقسومة تماماً بين جماعتي الإخوان باليمن بما فيها الجماعات المتشددة القاعدة وداعش، وبين المليشيات الحوثية، ضمن اتفاق بينهما على إبقاء الوضع هكذا دون أن يعتدي أحدهما على الآخر، وهذا هو سر توقف الجبهات في مأرب وعدم تقدم ما يسمى الجيش الوطني (جيش الإصلاح الإخواني) في أي جبهة بمأرب.

وبالتالي تحولت مأرب إلى خنجرٍ مسمومٍ بظهر التحالف العربي الذي تدخل في اليمن لمنع إيران من السيطرة على اليمن عبر مليشياتها "المليشيات الحوثية"، ولكن برزت جماعة الإخوان المسلمين لتلعب "دورين مزدوجين" هما (ادعاءها بالوقوف مع التحالف، وفي الوقت نفسه هي متحالفة مع مليشيات الحوثي بتنسيق وتتوجيه من دولة قطر).

 

نقاط التقاء الإصلاح والحوثي بمأرب

لم يعد التقاء وتعاون وتحالف جماعة الاصلاح "الاخوان المسلمين باليمن" ومليشيات الحوثي خافياً على أحد أو على الرأس العام اليمني والعربي، فأربع سنوات من الحرب ودخولها عامها الخامس كانت كافية جداً لكشف كل تفاصيل وخفايا ما يجري.

وعلى ضوء ذلك حولت جماعة الإصلاح اليمني مأرب إلى نقطة مشتركة بينها وبين الحوثيين، حيث جعلت عوامل وأهداف مشتركة عديدة من مأرب نقطة التقاء مشترك لجماعتي الإصلاح ومليشيات الحوثي الموالية لإيران.

ومن أبرز تلك الأهداف:

*التقاء جماعة الإصلاح والمليشيات الحوثية في مأرب، يعني أن المحافظة تحولت إلى مركز تخطيط وتمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية في المناطق والمحافظات المحررة، وهو هدف مشترك للجماعتين لزعزعة أمن واستقرار المحافظات المحررة التي حقق فيها التحالف العربي انتصاراً ساحقاً على إيران ومليشياتها.

*إيواء الجماعات والعناصر الإرهابية في مأرب، وهو هدف مشترك للمليشيات الحوثية ولجماعة الإصلاح، حيث إن المليشيات الحوثية تلتقي مع الجماعات الإرهابية في تنفيذ الأعمال الإرهابية، فيما الإصلاح يستخدم الإرهاب لتنفيذ الاغتيالات والتصفيات وأعمال تفجير لضرب خصومه السياسيين، خاصة في المحافظات المحررة الجنوبية.

*يلتقي الإصلاح والحوثي بمأرب في الاستفادة من استنزاف التحالف العربي وجعل مأرب نقطة استنزاف وثقب أسود لالتهام كل الدعم المقدم من التحالف العربي لغرض مقاتلة المليشيات الحوثية، حيث لا يوجد قتال البتة، فالإصلاح يستفيد دعم وأموال وأسلحة، والمليشيات الحوثية تتلقى حصتها من تلك الأموال والأسلحة.

*كما يلتقي الإصلاح والحوثيين بمأرب، بعد تحولها لنقطة تهريب آمنة لا يركز عليها التحالف بسبب ثقته بجماعة الإصلاح التي تعمل على مساعدة المليشيات الحوثية في تهريب ووصول الأسلحة المختلفة القادمة من عمان عبر المهرة ومأرب، الإضافة لتهريب المشتقات بشكل يومي والأموال وغيرها.

*تشكل مأرب نقطة التقاء للتوجهات بين الإصلاح والحوثيين، بالتمرد على شرعية "الرئيس هادي" ورفض أوامره في جعل مأرب منطقة تابعة لسلطات شرعية الرئيس هادي، والاستجابة لأوامره في توريد إيرادات مأرب إلى المركزي الرئيس للبنك المركزي اليمني في عدن.

*اتخاذ جماعة الإصلاح من مأرب منطلقاً لخدمة مليشيات الحوثي من خلال فتح جبهات للتحالف هو في غنى عنها بالمناطق المحررة، وذلك لإشغال التحالف عن المعركة الأساسية ضد مليشيات إيران الحوثية.

*التقاء جماعة الإصلاح والحوثي في المهرة لمهاجمة المملكة العربية السعودية ووصفها بالاحتلال، واتهامها باتهامات متعددة وشن حملات إعلامية عليها، لإعاقة إجراءات التحالف بقيادة السعودية على قطع طرق التهريب القادمة من عمان إلى المهرة ومنها إلى مأرب وصنعاء.

 

الإصلاح ومهاجمة السعودية

من مأرب كانت البداية لاتخاذ الإخوان المسلمين "جماعة الإصلاح" مقراً لها تدار منه عمليات استهداف التحالف العربي وتحت اسم "شرعية الرئيس هادي" فأصبح الأمر منهجاً ورؤية يتبعها الحزب أو جماعة الإخوان المسلمين باليمن، لطعن التحالف العربي وتنفيذ الخيانات بحقه والعمل المستمر لفتح جبهات للتحالف في المحافظات المحررة وإشغاله عن المعركة الرئيسية ضد المليشيات الإيرانية.

فلم تكتف جماعة الإصلاح بالتهريب المتنوع إلى المليشيات الحوثية، بل تشجعت مستغلة زعمها وتغريرها على التحالف بأنها تعمل مع شرعية الرئيس هادي، ليصل بها الأمر إلى مهاجمة التحالف ووصفه بـ"الاحتلال" تارة في "سقطرى"، وتارة في عدن وشبوة، وآخرها الاتهامات للمملكة العربية السعودية باحتلال "المهرة".

وتتعرض المملكة العربية السعودية التي تتواجد في المهرة لحماية المحافظة من أعمال التهريب والأنشطة الإرهابية، لحملات إعلامية شديدة يتبناها الإخوان المسلمين باليمن "حزب الإصلاح"، حيث يتم التحريض ضد المملكة والتحالف وإخراج المسيرات ضدها والمطالبة برحيلها، وهو ما يحرج السعودية ويعرضها لموقف الطعن في ظهرها من قبل جماعة الإصلاح.

 

تحويل مأرب وكرًا للإرهاب

حولت جماعة الإصلاح "الإخوان المسلمين في اليمن" محافظة مأرب من محافظة محررة إلى محافظة تعتبر الوكر الرئيسي الأول للإرهاب، وهذا يشوه سمعة التحالف العربي ويجعله أمام اتهامات دولية بدعمه للإرهاب.

وكثفت الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 2019 من غاراتها ضد الجماعات الإرهابية في محافظة مأرب، بعد تحول المحافظة إلى مركز قيادة للجماعات الإرهابية تحت حماية قوات عسكرية تابعة للإخوان المسلمين في اليمن "الحزب اليمني المتشدد التجمع اليمني للإصلاح".

وخلال الأعوام الأربعة الماضية شهدت مأرب هجمات أمريكية بطائرات بدون طيار قتلت العشرات من القيادات الإرهابية بينهم قيادات من الصف الإرهابي الأول بتنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.

وأعلن البنتاجون في مارس 2019 عن استهدافه بغارات عديدة منذ 2019 قيادات إرهابية في مأرب، حيث يتنقلون في المحافظة بحرية ويقيمون معسكرات تدريب، في إشارة إلى تحول مأرب إلى مقر دائم ورئيسي للجماعات والعناصر الإرهابية.

 

طائرات مسيرة من مأرب للحوثيين

تتنوع عمليات تهريب الأسلحة الواصلة إلى مليشيات الحوثيين، بين أسلحة خفيفة ومتوسطة، غير أن هناك عمليات تهريب لصواريخ حرارية وقطع صواريخ وقطع الطائرات المسيرة الحوثية بدون طيار والتي تستخدمها المليشيات لمهاجمة أراضي المملكة العربية السعودية.

ولم تكن حادثة تهريب قطع طائرات صغيرة استطلاعية والتي مرت من مأرب بسلام وأعلن فقط خلال الثلاث السنوات الماضية عن القبض عن إحدى تلك الشحنات، إلا دليلا على أن هناك تواطؤ في مارب مع عمليات التهريب.

ففي تاريخ 19/1/2017، كشفت وثيقة بتوقيع اللواء محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان أنذاك ووزير الدفاع الحالي بمرور قاطرة تهريب، إلى مليشيات الحوثيين في صنعاء، وعلى متنها قطع وأدوات 150 طائرة تجسسية بدون طيار بحجم صغير.

حيث وجه المقدشي بالسماح بمرور القاطرة، دون أي تفتيش لمعرفة حقيقة ما تحمله القاطرة.

كما كانت محافظة مأرب طريق رئيسية لتهريب المشتقات النفطية، لكنها أصبحت مؤخراً نقطة تهريب رئيسية مع تنامي عمليات التهريب للمشتقات والغاز التي تخرج من مأرب باتجاه المليشيات من صنعاء ويتورط فيها قيادات عسكرية يحسبون على الجيش اليمني الذي يقول : إنه يساند الشرعية.

واعترفت اللجنة الأمنية في مأرب في العام الماضي أن أكثر من ?? قاطرة غاز تمر يومياً من مأرب إلى صنعاء وبقية المحافظات ولا يوجد من يعترض طريقها من قطاعات قبلية وغيرها.

 

ما دور الإصلاح في معركة عاصفة الحزم؟

بعد أن قدمت جماعة الإصلاح للحوثيين صنعاء على طبق من ذهب، ورفضت المواجهة وسلمت كل معسكراتها، وذهب قبل عاصفة الحزب بشهر إلى صعدة بوفد رفيع يتقدمه قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح لعقد اتفاقات وصلح وتعايش مع الجماعة الحوثية الموالية لإيران، تحول الإصلاح إلى فصيل يعمل لصالح المليشيات الحوثية.

ومنذ اللقاء الذي جمع قيادات الإصلاح "قيادات الإخوان المسلمين باليمن" بتاريخ 29 نوفمبر 2014م، أتخذ الإصلاح موقفه من كل القضايا في اليمن والمنطقة، واختار طريقه في لعب دور ظاهره ضد المليشيات الحوثية وباطنه العمل جنباً الى جنب مع المليشيات.

ولم يقدم الإصلاح أو جماعة الاخوان المسلمين باليمن لـ"عاصفتي الحزم والأمل" أي دور كبير يذكر، عدى قيامها باستنزاف التحالف وتلقي الأموال والدعم وتخزينها أو بيعها، وبناءها جيش لم يقدم منذ بداية الحرب أي انتصار  بارز ضد المليشيات الحوثية الإيرانية.

والأكثر فضاعة من هذا أن جماعة حزب الإصلاح اتخذت من مأرب وكراً لها، وحولت المحافظة إلى ممر تهريب آمن للسلاح والمشتقات النفطية والأموال بالعملة الصعبة إلى مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها بصرواح مأرب وما بعدها حتى صنعاء.

والأفظع من ذلك، أن هذه الجماعة التي سيطرت على جزء من مأرب مبكراً، أصبحت تدير أنشطة وعمليات إرهابية في المناطق الجنوبية المحررة، واستقبال القيادات والعناصر الإرهابية الهاربة من ضربات التحالف العربي وقوات الحزام الأمني والنخبتين الحضرمية والشبوانية .

 

نهب إيرادات مأرب

واصلت مأرب تمردها على الشرعية، ورفضت ربط البنك المركزي في مأرب بالبنك المركزي في عدن، على الرغم من الإيرادات الضخمة التي تحققها محافظة مأرب من بيع الغاز المنزلي لكافة مناطق اليمن، وطوال أكثر من أربع سنوات ظلت أموال البنك المركزي تصرف بعيداً عن رقابة الحكومة الشرعية، ولصالح قيادات ونشاط الإخوان المسلمين في المحافظات المحررة، كما صرفت مبالغ كبرى لشراء أسلحة وتهريبها للمحافظات المحررة وخاصة العاصمة عدن، بهدف خلق الفوضى فيها.




شارك برأيك