آخر تحديث :السبت 18 يناير 2025 - الساعة:10:47:55
ردع الحوثيين واستئصال الإصلاح.. خطوط حمراء تجاوزتها الحرب "تقرير"
("الأمناء" غرفة الأخبار:)

لم يعد التعامل مع مليشيا الحوثي الانقلابية أمرا يمنيا داخليا بعد أن أضحت العناصر المدعومة من إيران خطرا إقليميا بحاجة إلى تكثيف الجهود للتعامل معها، وقد يكون من بوادر ذلك ما حدث خلال اليومين الماضيين بعد توالي الإدانات الدولية بشأن استهدف مطار أبها السعودي وتبعها صدور بيانا غامضا من الأمم المتحدة يطالبهم بالانسحاب من الحديدة، غير أن جميع الجهود قد لا تأتي بثمارها طالما أن استمرت مليشيا الإصلاح في دورها الخفي الذي يشكل عامل قوة بالنسبة للحوثيين.

التعامل مع مليشيا الحوثي الانقلابية بحاجة إلى أدوات تختلف عن سابقتها التي حددتها دول التحالف العربي منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015، فالعناصر الانقلابية نجحت في المراوغة بعناصر الإصلاح بعد أن استخدمتهم كواجهة تتستر من ورائها لارتكاب الجرائم هنا وهناك، وأن ما ساعدها على ذلك الخيانة التي تسري في دماء وعروق العناصر الإصلاحية، والتي قدمت إليها كل ما هو غالي ونفيس من تهريب سلاح وكشف معلومات عسكرية دقيقة وتسليم مناطق إستراتيجية بل والمشاركة معها في عمليات القتال.

ما يدفع في تلك الأثناء بتغير الإستراتيجية يرتبط بأوضاع إقليمية أخذت في التغير خلال العامين الماضيين منذ المقاطعة العربية لدولة قطر، تلك هي النقطة الفاصلة التي كشفت قطر وأذرعها وبالتالي فإن الدولة الخليجية الصغيرة انتقلت مباشرة إلى الجبهة الأخرى وبالتالي فإن جماعة الإخوان الإرهابية ومليشيا الإصلاح كان عليهم الانتقال إلى الجبهة ذاتها بدعم وتمويل تركي في محاولة لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالبلدان العربية التي كشفت الخيانة القطرية وكان أساسها في ذلك الحين رصد وجود تعاون خفي بينها وبين مليشيا الحوثي باليمن.

الآن تغيرت الظروف والمعطيات ولم يعد الإصلاح الذي ينتشر كالسرطان في جسد الشرعية صديقا من الممكن الارتكان عليه في مواجهة الانقلاب الحوثي، ولم يعد من الممكن أن يستمر هذا الوضع لأنه يشبه كثيرا الاستعانة بعدو لمواجهة عدو آخر فالمعركة لن تحسم بهذا الشكل، بل أنه أضحي من اللازم أن تطبق نفس الخطوات التي ستتبعها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مواجهة أذرع إيران على الإصلاح أيضا باعتباره مليشيا إرهابية مشاركة في عمليات الحوثيين الإرهابية.

أي تحركات إقليمية أو داخلية ستذهب في طريق مواجهة الحوثيين من دون تطال في الوقت ذاته مليشيا الإصلاح من الصعب أن تأتي بمردود إيجابي، إذ أن تضييق الخناق على الحوثي لم يمنع الإصلاح من القيام بأدواره الخفية بل أنه سيكون بديل استراتيجي من الممكن أن تعتمد عليه إيران في ظل العقوبات المتوقعة التي قد تطاله بعد أن وصلت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إلى حافة الهاوية في أعقاب استهداف ناقلتي نفط خليج عُمان.

لابد من فضح دلالات التعاون بين الحوثي والإصلاح حتى يكون هناك قناعة دولية بخطورة الدور الذي يقوم به، صحيح أن لوبي الإخوان المنتشر في أوروبا وأمريكا سيقف بالمرصاد أمام أي محاولات للتعامل مع الحزب التابع للجماعة الإرهابية، لكن فضح الجرائم يضع الحزب في خانة الدفاع الدائم عن نفسه وهذا من شأنه أن يبقى في دائرة الاتهام وليس بعيدا عنها.

 

ردع الحوثيين واستئصال الإصلاح

تجاوزت مليشيا الحوثي الانقلابية كل الخطوط الحمراء، كاشفة عن وجهها الداعشي، متبعةً سياسة الأرض المحروقة، تنال على إثرها من الأخضر واليابس.

المليشيات الانقلابية عاودت استهداف أهداف مدنية، بشن هجوم إرهابي من سلاح إيراني على مطار أبها جنوبي المملكة العربية السعودية.

يمثّل هذا الهجوم الحوثي نقطة تحول كبيرة ضمن سلسلة اعتداءات الانقلابيين، بعدما أسقط 26 جريحاً، تلقوا العلاج ثم غادروا المستشفيات، وهو ما يفرض إعادة تقييم شامل للأحداث الجارية على الأرض على الصعيدين السياسي والعسكري.

التحالف في بيانه الأول بشأن الهجوم الإرهابي تعهَّد برد حاسم وجازم على المليشيات، وهو ما يؤشر لمرحلة جديدة من الضغط على الحوثيين سواء سياسياً أو عسكرياً، وكذا تفعيل آليات الحشد الدولي ضد إيران التي تمثل حاضنة سياسية وعسكرية رئيسية للمليشيات الحوثية.

التحالف بات عليه الركون إلى إتباع آليات الحل العسكري الحاسم ضد الحوثيين، فما يجري على الأرض وبلوغ العدوان الحوثي حد الاعتداء على المطارات بعدما استهدفت قبل أسابيع محطتي ضخ النفط في الرياض، ومن بعدها استهداف أهداف مدنية في نجران وفي مكة المكرمة، كل هذا يشير إلى بلوغ التهديدات الحوثية مستويات متقدمة، ما يجب أن يُقابل بردع عسكري شامل.

في الوقت نفسه، أصبح من غير المقبول استمرار ذلك "العبث" الذي بات يتسم به معسكر الشرعية، وتتمثل أولى مراحل هذه المكافحة في استئصال نفوذ حزب الإصلاح الإخواني، المتحالف مع المليشيات الحوثية.

ويُشكِّل الاختراق الإخواني في معسكر الشرعية، وتحكم (حزب الجماعة الإرهابية) في دوائر صنع القرار في "الشرعية" علامة استفهام كبيرة في مستقبل الحرب على الحوثيين.




شارك برأيك