آخر تحديث :الجمعة 31 يناير 2025 - الساعة:12:56:22
الحاجة لمؤتمرات عسكرية شهرية لإعادة اصلاح وبناء قواتنا المسلحة
(الأمناء نت / عقيد ركن /فكري محمد راوح عبد الله :)

الحاجة خلال هذه المرحلة التي تمر بها قواتنا المسلحة من عقد مؤتمرات عسكرية شهرية   على مستوى رئاسة الاركان العامة، يشرف عليها رئيس هيئة الاركان العامة، يحضره جميع مساعدي رئيس هيئة الأركان ورؤساء الهيئات وجميع القادة الرئيسين "قادة القوى، مدراء الدوائر، قادة المناطق العسكرية وقائد قوات الشرطة العسكرية " مكان تنفيذ المؤتمر مقر رئاسة الاركان العامة، وموعد تنفيذه يوم واحد محدد وثابت من كل شهر.  

ان هذا الاسلوب يتم بعرض القائد أو المدير المشكلة بأسلوب ديمقراطي سليم ويناقش جميع جوانبها ثم يتم اشتراك الحاضرون في إبداء الرأي ثم يتخذ القرار في النهاية بعد أن يكون الموضوع قد أشبع بحثاً.

ونتيجة لهذه اللقاءات يكتشف اوجه القصور، أما المشكلات المعقدة التي تحتاج إلى دراسة مطولة فيتم تشكيل لجنة تقوم بدراستها وتعرض على رئاسة المؤتمر ما توصلت إليه في المؤتمر التالي والتسجيل الكامل لكل من هذه المؤتمرات بحيث يشمل جميع المواضيع التي نوقشت والقرارات التي اتخذت.

كانت هناك تجربة مصرية ناجحة في عقد المؤتمرات الشهرية برئاسة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة الاركان العامة المصرية ويحضر هذا المؤتمر جميع مساعدي رئيس هيئة الأركان وجميع القادة الرئيسين هو الاسلوب الذي انتهجه، يوم 22 من كل شهر هو موعد انعقاد المؤتمر ويمتد انعقاده من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر ويتخلله غذاء خفيف يتناوله معاً في مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية. وقد حرص الشاذلي كل الحرص على عقد هذا المؤتمر الشهري مهما كانت الظروف ومهما كانت مشاغله للفائدة الكبيرة، في احدى المؤتمرات عاد من رحلة سرية إلى الجزائر والمغرب في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل 21/ 22 من سبتمبر1973م، وفي الساعة التاسعة صباحاً حضر المؤتمر الشهري مع القادة بلغ عدد المؤتمرات التي عقدها الشاذلي 26 مؤتمر -من 22 أغسطس1971وحتى22سبتمبر 1973-ولقد اتسمت هذه المؤتمرات الشهرية بالسرية وابتعادها عن البذخ والترف، احترام مواعيد انعقادها، الجدية في الأخذ بالمقترحات البناءة وتفعيلها، وإلزام ومتابعة الجهات العسكرية كافة بتنفيذ في كل ما جاء من قرارات وتكليفات بتوقيتاتها...                                                           

 أصدر الشاذلي شخصيا خلال سنتان من عمله كرئيس هيئة الاركان العامة كتيبات صغيرة توزع على كل جندي تعالج بعض الأمور التي تخص الجندي بصفة مباشرة "التقاليد العسكرية، دليل الجندي، دليل التائهين في الصحراء، دليل السائق، دليل نقاط المراقبة الجوية عقيدتنا الدينية طريقنا للنصر".

كما اصدر48 توجيهاً، وفي خلال حرب أكتوبر73م أصدر توجيهات أخرى كان أولها هو التوجيه رقم 49، وكان عنوان " خبرة الحرب في قتال المدرعات " وأخر توجيه أصدره هو التوجيه رقم 53 الصادر بتاريخ 30 نوفمبر73م لم تكن هذه التوجيهات تصدر بطريقة دورية أو بأسلوب تقليدي، أو يكتبها شخص متخصص ثم يوقع عليها رئيس هيئة الاركان العامة المصرية لإعطائها الصورة الرسمية. لقد كانت تكتب من قبل رئيس هيئة الاركان العامة شخصياَ وتصدر طبقاً للظروف والأحداث...

 يقول الشاذلي في كتابة مذكرات حرب أكتوبر 1973م:"يعتبر قائد السرية هو المعلم الأول للسرية، أي ضعف أو تقصير من قائد السرية ينعكس مباشرة على الجنود، وهذه حقيقة نلمسها دائماً في القوات المسلحة. فإذا كان القائد جيداً فأن الوحدة تكون دائماً جيدة وإذا كان سيئاً فأن الوحدة تكون دائماً سيئة " .

                                                                      

قواتنا المسلحة اليمنية أنهكها الاداء الغير القانوني لبعض القادة مما ترتب عليه ضعف الأداء، قلة الانضباط وانتشار الفساد ...                                                                          

البرنامج الإصلاحي في قواتنا المسلحة هو العمل وفقاً القوانين العسكرية " الخدمة في القوات المسلحة والامن، الجرائم والعقوبات العسكرية، المعاشات والمكافآت" وعقد المؤتمرات العسكرية الشهرية، واصدار توجيهات مكتوبة طبقاً للظروف والأحداث للقادة الاصغر والجنود ونشر كتيبات صغيرة توزع على كل جندي تعالج بعض الأمور التي تخص الجندي بصفة مباشرة، ونظام "يحصر ويحدد المهام الوظيفية في قواتنا المسلحة"...                                                                            

والله ولي التوفيق...

 




شارك برأيك