- نتنياهو يشعل شمعة الحانوكا ويتوعد الحوثيين
- مصادر جنوبية تكشف الاسباب الحقيقية لانسحاب عيدروس الزبيدي من اجتماع مجلس القيادة امس ومغادرته الرياض
- بدء محاكمة المتهم بقتل الشهيد بارجاش في المكلا
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- حلف قبائل حضرموت يصدر قرارًا هامًا بتشكيل قوات حماية حضرموت
- لجنة المتابعة في مجلس التنسيق الأعلى للمسرحين قسرًا تعلن إنجاز تسويات المدنيين بنجاح
- عاجل : رئيس مجلس القيادة الرئاسي يصدر قرار بشأن تعيين أعضاء في المحكمة العليا
- محافظ العاصمة عدن يبحث سبل تطوير مكتب البريد
- مستشار الرئيس العليمي : حان الوقت لقلب الطاولة على أذرع إيران
- مسؤول إسرائيلي : جماعة الحوثي ترتكب خطأ فادحاً وسوف يدفعون الثمن
في ذات ليلة قبل حوالي 13 عاما - لا أتذكر جيداً كم المدة - شعرت بأرق لم أستطع النوم، ظللت أشاهد سقف الغرفة وقتا طويلا من الزمن ولم يكن أي ضوء مشع في الغرفة وإنما أنظر لظلام، انتابني الملل، أخافني نهيق الحمار، أغمضت عينيّ ولكن شيئا ما كان يدفعني للنظر من النافذة، بعد أن توقف نهيق الحمار وقفت على قدميّ وذهبت باتجاه النافذة، لم أفتحها وإنما كان يوجد خرم في تلك النافذة وكنت أنظر منه، ظللت أنظر من ذلك الخرم لبعض دقائق وكان الوقت متأخرًا في منتصف الليل..
ما الذي أشاهده أمامي؟!.. أطلت النظر بتمعن، إنها سيارة ، نوع تلك السيارة هيلوكس قمارتين، نزل أناس ملثمون ومسلحون من تلك السيارة، لم أرَ منهم أي ملامح، كانوا يدرجوا رؤوسهم لجميع النواحي وكأنهم خائفون من شيء، أحكموا إغلاق السيارة بهدوء من دون أن يصدروا أي أصوات وذهبوا مسرعين باتجاه منزلنا للعبور من المنحدر الضيق الذي يوجد بجانب منزلنا.
تساءلت في نفسي: من هؤلاء؟ وأين ذهبوا؟ لا أخفيكم بأن أشكالهم أفجعتني، فظللت متصلبة بمكاني لساعة من الزمن، أترقب عودتهم ولم يعودوا، فضّلت الارتياح لبعض من الوقت ومن ثم أكمل عملية المراقبة، وعندما عدت للنظر لم أجد أمامي أي شيء وكأن شيئاً لم يكن، وسوست بداخلي بأن تلك مجرد تهيئات وأني لم أرَ شيئًا ،لم أخبر أي أحد بما شاهدته فضّلت الصمت في اليوم التالي منذ شروق الشمس وأنا أتردد على ذلك الخرم لأتأكد ما إن كانت ستعود تلك السيارة، ولكن للأسف لم تعد، وفي منتصف الليل عادت، نعم؛ إنها هي، لا أحد بجانبها، يبدو بأن من فيها قد مروا في طريقهم قبل أن أراهم، فضللت أنتظرهم حتى عادوا مسرعين وذهبوا، وفي كل ليلة كنت أراقبهم كانوا يأتون شبه ليلي وأحياناً يقومون بإنزال صناديق لا أدري ما الذي يوجد بداخل تلك الصناديق!.
حتى أتت ليلة وكان الجو كئيبًا ومخيفًا جدًا في تلك الليلة، أتوا ولكن هذه الليلة ليست مثل الليالي السابقة، كانوا ينزلون أشياء مغطاة بشيء أبيض، افتجعت من هول ما رأيت!!.. يجب أن أتأكد من ما يحملون، لم يشجعني الخرم على التدقيق في ما يحتوي على ما داخل تلك الأشياء المغطاة، يبدو وكأنها أجساد بشرية!، صعدت مسرعة إلى أعلى السطح لأشاهد جيداً ما يحملون، تشجعت وأخرجت رأسي من نافذة السطح وكنت حذرة جداً أن يراني أحد فقد كان المكان مخيمًا بالظلام أعلى السطح لم يستطع أحد رؤيتي دققت نظري فيما يحملون وبالكاد كنت أرى شيئا بسيطا، وتأكدت في تلك اللحظة أن ما يحملونه هيا جثث أموات!!!.
وفجأة إذا بضوء من الأسفل يتوجه نحوي، تسمّرت بمكاني، لم أعد أستطيع الهروب، لقد رأوني، مؤكد سيقتلونني حالاً، إذا بصوت ينده عليّ بهمس كان مسوع لي: "مريم انزلي حالا للنافذة اللي تحت".. شعرت بغصة بحلقي، ما أدراه باسمي ومن أكون؟!.. قدماي لا تشجعني على التحرك فقد تسلط الخوف على كل أجزاء جسدي، أعاد مناداتي ذلك الشخص ولكن هذه المرة نهرني بصوت مفجع وأشبه بالهمس، وكّلت أمري للخالق الذي لا إلاه غيره، ورنوت للأسفل نحو النافذة والخوف يحتريني، فتحت النافذة المطلة على المنحدر الذي يوجد فيه هو، كان مراقب حركاتي، وكأنه بجانبي، لم أتفوه بأي كلمة، هو من تفوّه ببعض كلمات وقد كانت كلمات تهديد (إذا تحبي نفسك أتمنى أنكِ تنسي أنكِ شفتِ أي حاجة اليوم ولا شفتي هذولا اللي قدامك جزعناهم اليوم الآن لو تشتي بانجزعك من ضمنهم)، ولوح بيده لي بحركة تهديد وهو يقول: (وأقسم بالله يا مريم للمرة الأخيرة أكرر لك الكلام لو تخرج كلمة لأخفيكِ من الوجود، وإذا شفت لك أثر عاد تتفرجي علينا اقرئي على روحك الفاتحة من الآن)، ومشى.
اغلقت النافذة مسرعة ودخلت حالا تحت البطانية، لا أقدر أن أصف لكم الشعور الذي مررت به أو الإحساس الذي كنت أحسه، أغمضت عينيّ وكأني دخلت بغيبوبة لم أعد أشعر بنفسي حتى صحوت على صوت والدتي تيقظني للذهاب للمدرسة، استرجعت بسرعة فائقة ما دار بليلة البارحة، تمنيت بأن لو كان حلمًا وأنا أفقت منه حالا، ولكن للأسف كان حقيقة ، اعتذرت عن ذهابي للمدرسة بكوني أشعر بوعكة صحية، ليس ما أشعر به هو فقط وعكة صحية وإنما خوف بأن يغتالوني بطريق ذهابي للمدرسة، ففضلت الاختباء تحت بطانيتي وفي، صباح هذا اليوم سمعت والديّ ووالدتي يتحدثون عن اشتباكات دارت في مكان كذا كذا، وإن أناسًا ملثمون لا أحد يعلم من يكونوا هجموا على أناس آخرين لن أفصح بذكر أي أسماء حرصًا على نفسي، وبعد استماعي للحديث عرفت حكاية ليلة البارحة والجثث التي عبروا بها لقد كانوا أفرادًا منهم قُتِلوا في تلك الاشتباكات أتوا بهم هاربين إلى المكان الذي يجتمعون به كل ليلة، فقد عرفت من هم الأشخاص المجهولين الذين يبحث عنهم الأمن والناس في أرجاء المديرية، فقد عرفت الشخص الذي ناداني تلك الليلة، فهو شخص معروف، وعندما نظرت في عصر ذلك اليوم من النافذة رأيته متواجدًا بجانب أشخاص ويتناقشون في موضوع الاشتباكات وكأنه لا علم له بأي شيء، نظرت إليه وأنا أتمتم بداخلي تبًا لك تقتل القتيل وتمشي بجنازته!..