قالت مصادر مطلعة إن الرئيس عبدربه منصور هادي نجح في إعادة العلاقات مع دولة الكويت إلى أعلى مستوياتها خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت قبل أيام.

وذكرت المصادر لـ صحيفة"الأمناء" في عددها الصادر صباح اليوم الاثنين أن الأمير الكويتي وعد الرئيس هادي بتقديم دعم اقتصادي وسياسي فاعل، بالإضافة إلى قيام أمير الكويت بدور كبير في إنجاح العملية السياسية في اليمن. 

وتقول المصادر إن أمير الكويت سيقوم بدور فاعل في تشجيع القيادات الجنوبية في الانخراط في العملية السياسية بحكم العلاقة الحميمة والتاريخية بين الجنوبيين والكويتيين على مدى عقود  وبشكل خاص بين قادة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" وقادة وحكومة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد.

وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية إن أمير الكويت سيبدأ في إجراء اتصالاته بعدد من القيادات الجنوبية في الخارج بهدف اقناعهم بتبني مواقف إيجابية والدخول في حوار لحل المشاكل العالقة فيما يخص القضية الجنوبية.

واطْلَعَ الرئيس هادي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ ناصر الصباح في 25 يناير الماضي أثناء مشاركته في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني في العاصمة صنعاء, على صعوبة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في اليمن وتجاهل العديد من قادة دول الخليج والعالم لطلبات الرئيس هادي, لتجاوز المخاطر التي تمر بها اليمن. 

وأضافت المصادر أن وزير الخارجية الكويتي وأثناء عودته للكويت لعب دورا إيجابيا في صناعة هذا التحول الإيجابي للقيادة الكويتية تجاه اليمن عندما تقدم بحزمة من الآراء والمقترحات لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تقضي بتقديم مساعدات اقتصادية عاجلة ورفع سقف الدعم السياسي للرئيس عبدربه منصور هادي حتى يتمكن اليمن من تجاوز الصعوبات بهدف إخراج اليمن من أزماته.

وقالت المصادر إن الرئيس عبدربه منصور هادي طلب من أمير دولة الكويت دعما على كافة المستويات للعملية السياسية في اليمن, من خلال تدخله الشخصي لما للكويت من ثقل وأهمية على المستوى الإقليمي والدولي, ناهيك عن الدور والمكانة الذي يحتلها الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر كشخصية عالمية مؤثرة في المنطقة والعالم.

وأضافت أن الرئيس هادي اطلع امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح خلال زيارته الخاطفة للكويت الاثنين الماضي على ملفات سياسية واقتصادية هامة تتعلق بمستقبل اليمن السياسي وانعكاس ذلك على علاقته بدول الخليج والمنطقة عموما.

وقالت المصادر إن الرئيس هادي طلب دعم الامير الشخصي بعد ان عرض عليه الملف الاقتصادي الذي اظهر حاجة اليمن لدعم اقتصادي عاجل لإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي وشيك,  فيما يتناول الملف السياسي الذي تم عرضه على الامير الصباح الصعوبات والعراقيل التي تستهدف استكمال عملية نقل السلطة والانتقال الى النظام السياسي الجديد المتمثل في "الدولة الاتحادية الجديدة".

وأوضحت أن الشق الأول في الملف السياسي الذي عرضه الرئيس هادي على الامير الكويتي تناول القوى المعيقة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني في الشمال وخاصة "الرئيس السابق علي عبدالله صالح واولاده وشيوخاً قبليين وقيادات امنية وعسكرية", في حين تعلق الشق الثاني من الملف السياسي بالقوى الجنوبية المتمثلة بالحراك الجنوبي وخاصة "الرئيس علي سالم البيض" ومعه قيادات وشخصيات جنوبية في الداخل والخارج. 

وتقول مصادر على اطلاع بالملف الاقتصادي ان امير دولة الكويت وافق على تقديم دعم للحكومة اليمنية لتجاوز ازمة المشتقات النفطية، بالاضافة الى تقديم دعم للميزانية العامة الجارية, كما وعد الامير بتقديم وديعة مالية في البنك المركزي اليمني لمدة خمس سنوات تساعد على استقرار الوضع الاقتصادي في البلاد. 

وكان الرئيس عبدربه منصور هادي التقى الاثنين الماضي  خلال زيارته الخاطفة للكويت بالأمير الكويتي الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي كان في مقدمة مستقبليه في المطار, واستغرقت المباحثات عدة ساعات.

وأظهرت تصريحات الرئيس هادي لوكالة "سبأ" بعد عودته إلى صنعاء، تقديراً كبيراً لدولة الكويت، وأميرها وحكومتها وهو ما يشير إلى نتائج ايجابية حققتها الزيارة.

وقال الرئيس هادي، ان نتائج زيارته للكويت ولقائه بأميرها كانت ناجحة وحققت الاهداف المطلوبة، مشيداً بالمواقف النبيلة والأخوية لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً.

وأضاف الرئيس هادي "ستظل هذه المواقف محل تقدير وامتنان شعبنا اليمني الأبِي وفي وجدانه وبصفة خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن".

ونقلت وكالة "سبأ" عن أمير الكويت قوله إن بلاده ستقدم لليمن المساعدات اللازمة والعاجلة بهدف تخطي الصعاب في هذه المرحلة الحرجة، لافتاً إلى أن أمن واستقرار ووحدة اليمن يعتبر من أمن المنطقة كلها. 

وأشار الصباح إلى أن دولة الكويت تابعت مجريات الأمور والأحداث في اليمن عن كثب، وشاركت بفعالية عالية المستوى في حفل اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل.